اقتباسات فواز حداد

الوطن ليس الأرض التي تمنحك الحرية، ولا البلد الذي يحترم حقوقك، ولا القانون الذي يحميك، ولا اللغة التي ترطن بها مع الأجانب. الوطن، هو الأرض التي حبوت فوقها. الأرض التي تعثرت عليها، وعفرت وجهك بالسخام. الأرض التي أطعمتك. الأرض التي أحضنتك وقست عليك، الأرض التي طبعت على روحك البصمات الأولى للحب والبغضاء، الأرض التي تحبها ولا ترحمك. الأرض التي علمتك المعاني الراسخة للذل والإهانة والكرامة. الأرض التي هي بحاجة إليك. الأرض التي يجب أن تقاتل للحفاظ عليها. الأرض التي تعشقها بالفطرة والحماقة. أرض الذكريات والدموع، أرض الجوع والشبع، وقبر بانتظارك

إن التاريخ لا تسيّره المؤامرات، لكنه حافل بها، ولو كانت لا تصنع تاريخاً ولا مستقبلاً

الحاضر يعيد كتابة الماضي ويثأر منه

فيا صديقي، تعلم، إذا أردت أن تعيش الوهم ودقائقه، فلا تسل عن المقابل، كن على أهبة المغامرة لقاء رحلة حظ حافلة ومثيرة

لا تجري وراء الواقع دائمًا، الواقع فقير وغث وقاس. قد تقول أن الوهم يبقى وهمًا لكنه ليس فقيرًا ولا غثًا وأقل قسوة، رغم انه لا شيء البتة

الحماقة تقود العالم إلى التقاتل والجوع والفاقة، والجشع يقوده إلى الرشاقة والسمنة والميوعة

المذيعون يضايقونني، أراهم مرسومين على الشاشة، يبتسمون بلا سبب، ومع ابتساماتهم ترتسم أخبار الحروب والمجازر والمجاعات والجرائم، صورها تؤلمني لأنني لا أملك شيئًا حيالها سوى الحزن

الابتعاد عن أذية الناس لا يحتاج إلى التعمق في الدين

العالم فقير يا صديقي، بحاجة إلى رؤية غنية موازية، تتفوّق بالروح وتمتاز بالصدق، مشغولة على نحو إبداعي وبانتقائية شديدة تتوسّل خيارات غير مادية. العالم، ولا أبالغ، يحتاج إلى اختراقات تغير نظامه السكوني الجامد إلى كيان شعري يتميز بالاضطراب

يقول الرئيس، إن نبأ تواريك الحزين قد هزه من الأعماق، يحترم غيابك لكنه لا يؤيدك. إن أشد ما يؤلمه هو أن شخصه سبب تعاستك

«هؤلاء الباقون على قيد الحياة، ما الذي يفعلونه؟ يقاسون البرد والحرّ والغلاء، والمعاناة من عاهات ستكون دائمة، وأمراض ستصبح مزمنة. يتشاركون الخبز القليل، والوقود الأقل، والنزر الضئيل من الكهرباء، والكثير من الرعب… ومهددون على الدوام. لا تقولي لي أن العيش انتصار. ما دام العيش مهانة، ربما مع بعض الحظ والمصادفة، لا يموتون سريعًا».

مشاهد الانتخابات، لا أستسيغها، مثلها مثل أخبار الفضائح وعروض الأزياء، أعتقد أنها غير حقيقية

لم يمنح ولاءه للسلطة ولم يصطدم بها. فلم يحاولوا شراءه لاعتقادهم انه سيحرجهم بآرائه الجريئة ففضلوا رشوته بمنصب وتجاهله ما دام لا يضايقهم وإن كان يزعج المجتمع احياناً بتطاوله على تقاليده ومعتقداته".

“إياكَ والانصياع لوهمٍ يقيسُ عمقَ الفكرِ بغموضِ التعبيرِ”

ما أحسست به ليس تحت تأثير الحزن، بل تحت تأثير الشعور بالذنب، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، أن تكون اعترافاتنا وتصرفاتنا ومشاعرنا، وما ننوي إصلاحه أو فعله تحت وطأة هذا الشعور

يظن الأباء، مهما كبر أولادهم، أنهم مازالوا مراهقين

في لحظات الفراق، الحب هو الألم

الأدب ليس قضية دسمة، ولاعائد من ورائها، فلِمَ التزلف لدفشها، أو إعمال المكائد لتعطيلها، ومقابل ماذا؟ تحمّل أعباء الأدب ومشاكله وإشكالاته!! عدا أنه خاسر أكثر منه رابحًا ماديًا، ولو كان رابحًا معنويًا مع هذا، فليذهب إلى الجحيم، وإن كان ضروريًا في الدعاية لحرية الرأي، لكن ما الحاجة التي تدعو إلى الحرية أو الرأي؟

‫ الأدب عمومًا، تافه أمنيًّا. فترك وحيدًا يبحر في دهاليز القصر.

‫ أكد العميد ألّا استثناء لكاتب، مهما كانت مواهبه، أو بلغ علو كعبه في الأدب، وكاد أن يقول له إنه يعامل الجميع كتّابًا وشعراء سواسية كالحشرات، لا أقل من الدعس لكنه امتنع عن قولها في آخر لحظة، تذكر أن المخبر شاعر معروف، تواضع وتطوع ليكون مخبرًا على رفاق القلم، فحمل له تقديرًا خاصًا، بأخذه على عاتقه عناء هذه المهام الوضيعة، على أن يمنحه راتبًا شهريًّا لقاء تغطية أخبار دسائس الأدباء السياسية، ولا بأس بالعاطفية، والتركيز على الجنسية، يمكن استعمالها كفضيحة تخرب بيوت وتشرد عائلات. الوطن يحلّل استعمال الوسائل كافة.

فواصل نشاطاته الاستخباراتية، وكانت مرهقة بسبب تعامل الأدباء بالمصطلحات آنفة الذكر فمثلًا، إذا سمع بالعهر الليبرالي، لا يدري إن كانت الليبرالية شيئًا جيدًا أو سيئًا، أو كان العهر يضيف إليها أو يُنقص منها، وفي ما إذا كانت بصيغتها المركبة، محمودة أو مستنكرة، وهل هي مدانة أم لا، أخيرًا وليس آخرًا، هل تستحق التخبير عنها؟ وإذا كانت قد استغلقت عليه، فلأنه كان حديث عهد بالأدب، فقد أصبح شاعرًا على كبر، حتى إنه عندما سأل عنها، أحالوه على عشرات الكتب، فنفر من الثقافة، فهو لم يعمل في المخابرات ليعود إلى قاعات الدرس والمطالعة.