اقتباسات ماريو بنديتي

إنني أتذكّر كيف هي الآن وحسب: امرأة صغيرة شهيّة تجتذبني، وتبهج قلبي بصورة غير معقولة، وتغزوني.

وهي متأكّدة من أن كثيرين من مدّعي التعاسة هم سعداء في الواقع، ولكنهم لا يلحظون ذلك، لا يتقبّلونه، لأنهم يعتقدون أنهم بعيدون جدّاً عن الحدّ الأقصى من الرخاء.

إن الناس ينتهون عموماً إلى الإحساس بالتعاسة لمجرّد أنهم ظنّوا أن السعادة هي شعور دائم وغير محدود بالرخاء، حالة نشوة ممتعة، مهرجان متواصل.

السعادة أقلّ من ذلك بكثير (أو ربما هي أكثر بكثير، لكنّها شيء آخر على كل حال)

نظريتها، نظرية حياتها العظمى التي ترى أنها صالحة دوماً، تتلخّص في أن السعادة، السعادة الحقيقية، هي حالة أقلّ ملائكية بكثير، بل وأقلّ لطفاً مما يميل أحدنا دائماً إلى الحلم بها.

يراودني إحساس رهيب بأن الوقت يمضي دون أن أفعل شيئاً، وأنه ليس هناك أيّ أحداث، وليس هناك ما يهزّني من الأعماق.

أيكون ممكناً له أن يحتفظ بصورتها في ذاكرته، ولم يكن عمره سوى أربع سنوات، بينما أنا الذي سجّلت معها ليالي كثيرة، ليالي كثيرة، كثيرة، لم يبقَ لديّ أيُّ شيء؟

أيكون اختلاف الأجيال وحده هو ما يفصلني عنهم، أم أنني أنا المقصّر ويمكنني أن أفعل المزيد للتواصل معهم؟

قلَّما أجد نفسي مجتمعاً مع أبنائي. فأوقاتنا لا تتطابق دائماً، وأقلُّ منها مشاريعنا واهتماماتنا.

إنهم مهذّبون في تعاملهم معي، ولكن كونهم، فضلاً عن ذلك، متحفّظين بصورة رهيبة، يجعل تهذيبهم يبدو دوماً كأنه محض قيام بالواجب تجاهي.

هنالك نوع من فعل الانعكاس الآلي بين الحديث عن الموت والنظر إلى الساعة في الحال.

يمكنني أن أقول إنني سعيد كذلك. ولكنني حذر جداً، إلى حدٍّ لا يمكنني الشعور معه بالسعادة الكاملة. حَذِر من نفسي، ومن الحظّ، ومن هذا المستقبل الوحيد الملموس الذي يدعى غداً. وحَذِر تعني: غير واثق.

فكون المرء مغرماً يمكن أن يعني، خاصة في لغة الرجال، أشياء كثيرة مختلفة

الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يكون خادعاً (كملمح منفصل) هو النظرة. ولكنني لم أجد عينيها في أيّ جهة

هناك كلمة واحدة أكثر إيجازاً وصواباً: رجعت وحيداً.

ولكنّ الإذعان ليس هو الحقيقة كلّها. ففي البدء كان الإذعان؛ ثم تلاه انعدام الضمير؛ وتبع ذلك، في ما بعد، التواطؤ الجماعي.

في السابق، كان من يقدّمون الرُّشا هم من يريدون الحصول على شيء غير مشروع. ولكنه زمن انقضى. فمن يُرِد الحصول على شيء مشروع الآن فعليه أن يقدّم رشوة. وهذا يعني منتهى التسيّب الكامل.

توصّلتُ إلى القناعة بأن الأسوأ هو الإذعان. فالمتمرّدون تحوّلوا إلى أشباه متمرّدين، وأشباه المتمرّدين إلى مذعنين.

نظرية إستيبان تقول إنه لا بدّ من سلوك الأسلوب الذي يستدعيه الجوّ العام. فما هو شريف، بكلّ بساطة، في أحد الأجواء؛ يمكن له أن يكون، وببساطة أيضاً، أحمق في أجواء أخرى

إحدى أعظم سعادات الحياة: رؤية الشمس تتسرّب من بين أوراق الشجر.

أظن أني لم أعد قادراً على الإقلاع عن عادة التأجيل؛ وهذا هو إدماني الكبير الذي لا شفاء منه.

ومن الذي لا يشدُّه ماضيه؟