المؤلفون > عائشة البصري > اقتباسات عائشة البصري

اقتباسات عائشة البصري

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات عائشة البصري .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

كن أول من يضيف اقتباس

  • أربعة أشهر مضت، وأنا على هذا السرير أحدق في السقف. مع الوقت تحولت هذه البقع إلى تشكيلات ورسومات تتحرك كفيلم بطيء بالأبيض والأسود. أكون فيه أنا السيناريست والمخرجة والشخصية الرئيسية. نعم، الشخصية الرئيسية، لا أرضى بأقل من هذا. رغم أنني في حياتي الواقعية كنت دائماً كومبارس.

    قصص تُسلِّيني وتملأ بياضات خلَّفتها أزمة قلبية حادة. البقع تتشكل أجساداً بأحجام مختلفة، تُغير ملامحها بتغير مزاجي. أحياناً تتبدى لي خيولاً تجري، أو نوارس تتراقص فوقي، أو لقالق ضخمة تفرد أجنحتها لتجثم على صدري. وأحياناً أخرى، أشجاراً تتعرش وتُحدث شقوقاً في السقف، فتتقاطر همسات الجيران الأكثر حميمية. تلتهب الغرفة ويصبح الحر لا يطاق.

    في العادة، تمتد هذه التهيؤات حتى موعد الإفطار، بعد ساعتين من تناولي الدواء.

    أعرفُ، اليوم لن أضطر إلى نسج تلك الحكايات الباهتة، وقد استنفدتُ احتياطيَّ من التخيل في حلم البارحة. فاستيقظت هذا الصباح منهكة، أرشح عرقاً، مبللة الثياب وحتى الملاءة.

    لم أستطع مغادرة السرير.

    مرة أخرى رأيت نفس الحلم. حلم طويل وشاق، بمسافة عمر. حلم برائحة اليود والمعقمات، وأدوية نسيت أسماءها. بمشاعر مضطربة، متحولة بين الحب والكراهية، بين الحزن والفرح. ورغبة جارفة بين الاستسلام والمقاومة.. مشاعر تتوالد خارج الزمن والمكان.

    مشاركة من المغربية ، من كتاب

    ليالي الحرير

  • البيت هو نحن مجتمعين ❤️ حيثما تكون العائلة يكون البيت..

    كثيرة هي الكتب التي تتحدث عن الحروب وويلاتها وخطاياها،قليلة هي التي تقدر على لمس الجانب الإنساني في أعماق ضحاياها ومحاولة فهم سيكولوجية معاملاتهم،حربهم التي لا يراها غيرها والتي يخوضونها كل يوم مع ذواتهم في محاولة للهروب من الفظائع التي حلت بهم.إن الوجع،كل الوجع ،كلمة السر،فيما يحدث من صدع،من شرخ في أرواحهم فيما بعد

    مشاركة من أماني هندام ، من كتاب

    الحياة من دوني

  • الضمير فكرة تحيا وتموت بإرادة شخصية، ولا تنبت في جماجمنا بالفطرة.

  • ‫ لم أسألكَ يومًا، عمَّا تريدُ وما لا تُريد. كنتُ أقودُك إلى حتفكَ ظنّا مِنِّي أنني ذاهبةٌ بكَ إلى الحياة، أقودُك للهاوية ظنّا مِني أنها صُعود، إلى الكراهية ظنّا مني أنها محبة.

  • كمْ مرة سَقيتكَ سُمّا ناقعًا اسمه الوهم، وقلتُ لك: "هذا إكسير الحياة فتذَوَّقه على مهل". وكلما صرختَ أنه مرٌّ بطعم الخِيانات، وأنني أسعى لحتفك، أغمضتُ عينيَّ عنِ الحقيقة.

  • إنّ التي أمامك ليست جثة عادية، فقد عاشت أرقى تجارب الحياة، مخاض الولادة، لذة الكتابة، متعة القراءة، حب الموسيقى، عشق السينما، دهشة السفر. والأهم، أنها عاشت ألم الحب بعفة الأنبياء إنها في مصاف الشهداء.

  • لم أندم على أشياء، ندمت على معتقدات، أفكار ومعادلات مقلوبة، زرعوها في عقولنا الصغيرة، ضيعتني، أنا شخصيّا، مرحلة من العمر، وقيدتني إلى مكان لا يليق بي.

  • يمكنك أن تدوني أنني كنتُ جبانة، تخيفني المواجهات، الجبن خطيئتي الكبيرة. الخوف كان في قاموسي الخاص يقابل الألم.. هذا لا يعني أن الجبن كان خطيئتي الوحيدة، كانت لديَّ خطايا لا تعد.

  • داومت، ومنذ الصغر، على استعمال الأوراق المسطرة بمربعات، كرغبة دفينة في البقاء خلف السياج. طبيبي النفسي فسر ذلك بالخوف من الآخرين، ومن العالم الخارجي.

  • لم أستطع أن أمنع مشاعري من التسلل إلى دواخل شخصية "ديِّين"، بل تدخلت وحرضتها على الانتحار في آخر الرواية ففي لحظة ضعف، اسودت الحياة في عيني، وانغلقت الأبواب، فنفذت عبرها إلى الموت، كان عليّ أن أجعل الشخصية تنتحر، وإلا كنت انتحرت أنا

  • الحياة كذلك تقدم لنا فسحة للقفز من سفينة تغرق، أو للنزول من قطار حاد عن السكة، أو للهروب من شراكات مريضة.. وحده مَن يمتلك الشجاعة يقفز في الوقت المناسب. الجبناء هم مَن يظلون عالقين..

  • وأنا لم أتقن شيئًا، في سنواتي الستين، غير تجميع الأوهام في سلة الوقت: وهم الحب، وهم الصداقة، وهم الوفاء، وهم الإخلاص، وهم النضال، وهم الكتابة.. الكتابة كذلك وهم كبير، حين يتوهم الكاتب أن كتاباته ستغير العالم..

  • طردت الكثير من الشعراء والرواة والمفكرين. بعض الكتب تصبح، بعد قراءتها، جثثًا مركونة على الرفوف

  • النسيان هو الانتقام الوحيد والغفران الوحيد

  • هل هذه الغرفة في داخلي، أم أنا التي في داخلها؟

  • ‫ ندمت، أنني لم أنتبه إلا في وقت متأخر إلى أن تربيتنا كإناث على خدمة الجنس الآخر، هي التي قادتنا إلى عبودية متسلسلة. جعلتنا إماء لآبائنا، لأزواجنا، لأبنائنا عن طواعية. ندمت لأنني حملت شعارات زائفة، وقتًا طويلًا، و لم أدرك أن الهندي الأحمر، الرجل المتوحش في أفلام الويستيرن، هو الضحية، وصاحب الحق. وأن الكوبُويْ، الرجل الأشقر المتحضر هو الشرير، المغتصب.

  • في هذه القصة بالضبط، حاولت أن أكتب الحب والفرح، أن أستبدل القلم الأسود بالزهري أو الأخضر، أن أكون رسولة الأمل. لم أفلح. وضعي كامرأة من العالم العربي، لم يساعدني كثيرًا، بل عمَّق الهُوَّة بيني وبين الفرح، ووتّر علاقتي أكثر بالعالم.. كلما حاولت أن أكتب فرحًا وحبّا سعيدًا تتدخل الأقدار لتضع حاجزًا بين الشخصيات وبين السعادة.. ما ذنبي أنا، إن كانت كل شخصياتي الروائية بمصائر محطمة؟‬

  • فتحت الباب على مصراعيه، طردت الكثير من الشعراء والرواة والمفكرين. بعض الكتب تصبح، بعد قراءتها، جثثًا مركونة على الرفوف، تغري العثة اللامرئية بالتوالد بين الأوراق الصفراء. كما أن أغلب الكتابات تصيب بالإحباط وتلوث أذواق القراء.‬

    ‫ غيرت مكان الكومبيوتر، وضعته في مكان أكثر ضوءًا، قرب النافذة، لعله يغير معطياته وتصبح كتاباتي أكثر إشراقًا وتخففًا من سوداوية اللغة. أفرغت سلة المهملات من نصوص مبتورة ورسائل لم ترسل ثم تركتها تنزلق إلى الشارع. ‬

    ‫ اعتدلت المكتبة في الفراغ، وصفا الهواء. تهورت، وهو ما ليس من طبيعتي، وتماديت، فغيرت المشهد خارج الغرفة، تدخلت في تدبير الرب.. بضربة فرشاة، مسحت الغيم بالأزرق، وخبأت جروح السماء. ورسمت قوس قزح من أجل الأطفال. لوحت للنهر بشحنة دفء، فجرى في أوصاله صبيب ماء. شذبت أقرب شجرة إلى الشرفة، كي لا يظل حجاب بيني وبين الله. أمرتُ لقلاق الصومعة المقابلة بفرد جناحيه وبالوقوف على قدميه الاثنتين، لأن وقوفه بقدم واحدة لا يليق بعالم جميل ورائق كهذا.‬

1