اقتباسات عبد السلام بنعبد العالي

الفكر لا يتوصَّل إلَّا إلى ما كان ينبغي معرفته. كأنه، دوماً، فكْر مخدوع، نُصِبَتْ له الكمائن، ودُبِّرَتْ له المكائد.

الشَّذْرَة ليست حقيقة مستغنية عن كل تدليل. إنها ليست بديهة، لا تقطع مسافات، ولا تحتاج إلى توسُّطات، ولا تسكن خطابات. الشَّذْرَة لا تُغني عن إعمال الفكر، إنها تدعو إليه وتحثُّ عليه، بل هي ما يستفزُّه.

‫ في كتابه القيِّم «أن تقول الشّيء نفسه على وجه التقريب، تجارب في الترجمة»، ينطلق أومبرتو إكو من التّساؤل: «علماً بأنّنا نعجز عن قول الشّيء نفسه عند التّرجمة، فكيف يمكننا أن نقوله «على وجه التّقريب»»؟

تتمايز الضِّفَّتان بعضهما عن بعضهما بفضل الربط بينهما.

«العلم لا يفكِّر». وقد علَّق (هايدجر) على ذلك بقوله: «إن هذه العبارة: «العلم لا يفكِّر»، التي خلَّفت كثيراً من الضجيج إثر نطقي بها، تعني أن العلم لا يشتغل في إطار الفلسفة

«ليس لديَّ احتياطي فكر ما أعرفه، أعرفه بدلالة الحاجة التي يتطلَّبها عمل أُنجزه حالاً وإذا ما عدتُ إلى الأمر سنوات فيما بعد، يكون عليَّ أن أعاود التحصيل من جديد.» إنها، إذاً، قراءات في خضمِّ إنتاج، قراءات من أجل خروج وانفصال

ليس دور المثقَّف هو أن يقوم بعمل يهدف إلى غاية بعينها، وإنما هو أن يفهم العالَم فَهْماً أفضل، ومن أجل ذلك، فعليه أن ينفصل عن البداهات.

‫ إن الكتابة توليد للفكر واللغة، ومَنْ يقول اللغة يقتحمُ اللَّاوعي، ويدخل غياهب التاريخ. لذا نجد من المفكِّرين مَنْ ذهب إلى القول بأن اللغة هي التي تُفكِّر وتكتب، وأن يد الكاتب هي، دوماً، "يد ثانية".

الأصل اللاتيني لكلمة "شخصية" و "شخص" الفرنسية هو Persona الذي يدل على القناع.

لكي نعيش مع الآخرين ينبغي أن نكون أشخاصاً، وليس مجرد أفراد. ينبغي أن نلبس شخصيات وأقنعة. مهما كانت هذه الأقنعة، فهي، في جميع الحالات، أداة اتصال وتواصل، حتى وإن كان التواصل غير مباشر، حتى وإن كان عن طريق التنكر.

أنا أتقنع لأظهر للآخر بصورة بعينها..

عبد السلام بنعبد العالي

‫ ينيط هؤلاء العقل بمهمَّة إسداء النُّصْح والإرشاد. وهم يجعلونه نبراساً منيراً لطريق الصواب، هادياً لسُبُل الخير، فيكلِّفونه، من ثمَّة، بمهمَّة تبشيرية، تُبعِده عن مخاض التجربة، وتعثُّرات المعارف.