المؤلفون > معين الطاهر

اقتباس جديد

معين الطاهر

1952 فلسطين

نبذة عن المؤلف

التحق الأخ معين الطاهر، الكاتب والباحث والناشط السياسي الفلسطيني، بحركة فتح في سن مبكرة 1967، وساهم في تأسيس السرية الطلابية (الكتيبة) التي عرفت لاحقا باسم كتيبة الجرمق وأصبح قائدا لها منذ سنة 1975، وكان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانيه في قاطع بنت جبيل – مارون الراس 1978 وفي قاطع النبطية - الشقيف 1982، وهو عضو سابق في المجلس الوطني الفلسطيني والمحلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية. والأخ الطاهر كاتب وباحث في الفكر العربي والفلسفة الإسلامية والقضية الفلسطينية، وكاتب مقال في صحيفة العربي الجديد حاليا، وله عدة دراسات منشورة ومقابلات وحوارات في صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية عدة. ولد الأخ معين الطاهر في نابلس عام 1952، وتلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية والثانوية في الاسكندرية والكويت ونابلس وإربد، ودرس الاقتصاد في جامعة بيروت العربية والعلوم العسكرية في مدرسة المشاة الباكستانية، والدراسات العليا في الفلسفة في الجامعة الأردنية.
4.1 معدل التقييمات
03 مراجعة

اقتباسات معين الطاهر

مراجعة الروائية سلوى البنّا

التفاصيل.

وربما الحب الكبير، والكثير الكثير من الوفاء. هذه التي يحتضنها نبض معين الطاهر. والتي تتجلى في مسيرته النضالية الطويلة عبر حركة «فتح» ومنذ ولادتها مروراً بكل محطاتها.

ولعلها هذه الذاكرة تحديداً. تمسك بمفاتيح زمن، أضاءت ثناياه تجارب نضالية، غنية، مؤثرة وواعدة. وأخرى ولدت من رحم الهزائم والإنكسارات.

تتداخل التجارب وتتشابك، وتختلط فيها الألوان والمشارب وتضيع الخصوصيات والملامح، ولا يبقى منها بعد أكثر من نصف قرن على التجربة. سوى هذا الأمل الذي يسكن نبض معين الطاهر. والوفاء الكبير لكثير من الأسماء والرموز والوقائع والتواريخ، وغيرها من العلامات الهامة التي يجب أن تبقى حية بعيداً عن هجمة «الزهايمر» التي تشهدها منطقتنا اليوم.

ولعله هو هذا الهدف الأساسي. من إعادة نشر حوار المناضل معين الطاهر ضمن كتاب حمل عنوان «الكتيبة الطلابية» «تأملات في التجربة». والعنوان في حقيقته يظلم المضمون ويختزل الكثير من مساحاته الشاسعة التي تحمل بعداً قومياً وإنسانياً وأخلاقياً أشمل بكثير من نقطة الارتكاز. والتي قاعدتها الأساس حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» بجناحها العسكري «العاصفة».

من هنا البداية، لكن النهاية لم توضع بعد، رغم صدمة الواقع المعجون بالإحباطات. وربما الخيانات والانكفاءات.

أرادها معين أن تبقى مفتوحة. ربما لأنه لم يفقد الأمل ولا يبدو أنه سيفعل.

«عربية الوجه

فلسطينية القلب»

من هذه الكتيبة أو السرية الطلابية، التي أسسها وقادها الشهيد سعد جرادات، والتي ولدت بنبض عروبي جامع ودم شاب. وإن كانت من رحم فلسطيني، ففلسطين القاسم المشترك والهدف الأساس. وبوصلة النضال. كما يقول معين الذي حمل هذه الأمانة بعد استشهاد سعد جرادات في السادس والعشرين من حزيران سنة 1976 وحافظ عليها بشجاعة نادرة، ونفس طويل، وإرادة صلبة وعنيدة. وبهذا المعنى، فالكتيبة هي في قلب الحدث وجوهره. مشاركة وتأثيراً، وفعالية ووجوداً وأمكنة. وربما هي من تصنع الحدث أحياناً. ولعلنا من هنا، نستطيع القول أننا ونحن نتابع الحوار مع قائدها، نستحضر في الوقت نفسه خريطة لبنان السياسي والعسكري. أو بالأحرى هو من يستفز فينا الذاكرة. ويستحضر المشهد، ويدفعنا للتنقل معه من بيروت إلى الجنوب وصور وصيدا وبنت جبيل. بكل التفاصيل التي تفتح الجرح على وسعه، ومن البقاع والشمال وطرابلس إلى الجبل وقلعة الشقيف. وذلك الصمود الأسطوري لثلة من الشباب كتبوا بلحمهم الحي، ملحمة لا يقوى على تسطيرها قلم.

هي ليست مجرّد أحداث أو تفاصيل هذه التي تضيء عليها ذاكرة معين الطاهر. والتي عايشها، بكل دقائقها.. خلفياته.. وأبعادها. ولعب دوراً هاماً، في لملمة تشتتها أو انحرافها عن المسار الذي انطلقت من أجله الكتيبة الطلابية. والتي اتسعت واحتضنت وجوهاً لأنماط ومشارب وهويات سياسية متعددة وحدتها المناقبية الثورية كما الهدف. وحافظت في المبدأ على وحدة البوصلة واتجاهها فلسطين. وبهذا الإطار كان طموحها أن تكون الشرارة التي تشعل قلب الأمة العربية. وتوحدها على الهدف «فلسطين».

«الجماهير هي الحاضنة الأساس»

ربما هو طموح معين الشخصي الذي يشي به نبضه. كلما غاص عميقاً في هذا الجرح المفتوح. لكن الطموح شيء، والواقع شيء آخر. حتى وإن صمدت هذه التجربة الفذة أمام الاغتيالات المتلاحقة لنبض شبابها. والتي اغتيلت معها في النهاية، مرحلة نهوض ثوري كانت تشي بالكثير من الوعود والأحلام.

كيف؟ ولماذا؟

وأين أصبحت فلسطين في أجندة العرب والعالم؟

أسئلة يطرحها حوار معين. بحس من عاش المرحلة. وتفاعل معها وبشفافية المناضل القابض على الثوابت وفي القلب منها فلسطين. حوار يطرح بقوة إشكالية الكفاح المسلح، وانطلاقة الثورة الفلسطينية. وعوامل وأسباب تراجعها، وانحسار دورها، وفقدانها لحاضنتها الأساس. جماهيرها العربية. وبموضوعية الحريص على الحقيقة يطرح إيجابياتها وسلبياتها. ويؤكد على دور اتفاقية أوسلو في كتابة السطر الأخير منها إن صح التعبير.

ثمة أسماء كثيرة وتواريخ كثيرة ووقائع وأحداث تزدحم بها الصفحات القليلة لهذا الكتاب،. والتي لا تتجاوز المائة والخمسين صفحة. فأن تؤرخ لمرحلة تتجاوز النصف قرن تمتد على مساحة وطن عربي كبير. فهذا أمر يحتاج إلى أكثر من كتاب أو مجلد.

حركة فتح وتشعباتها وخلافاتها وصراعاتها وحضورها في كيانية الفصائل الأخرى ودورها في القرار، وحده يحتاج إلى أكثر من كتاب. فكيف وهو يتابع لحظة بلحظة اشتعال المنطقة، بالفتن والحروب، والتناحر والتجاذبات الإقليمية. وتواطؤ بعض الأنظمة العربية للوصول بالقضية الفلسطينية إلى ما انتهت إليه. وأكثر من هذا كلّه أنه يُشكّل شهادة حية على أن الكفاح المسلح هو شرارة التحرير وأن حاضنته هي جماهير الأمة العربية على امتداد هذا الوطن. هذه هي المعادلة أو الهدف الذي انطلقت منه الكتيبة الطلابية. والتي دفعت معين الطاهر إلى مواجهة مكشوفة وحقيقية مع ذاته والآخرين باستحضار مرحلة تاريخية غاب الكثير من رموزها وأبطالها. وغابت بغيابهم أسرارها ومفاتيحها. وبقيت رهينة لأقلام مختلفة لونتها بتلاوين مذاهبها وخلفياتها السياسية وارتباطاتها. رغم أن الزمن ليس ببعيد. ورغم أن الأمكنة لا تزال شواهد حية على من التحم بها وصنع فيها الحدث.

هذا هو كتاب «تأملات في التجربة» يستدرجنا بذكاء لمواجهة جريئة. مع كل مواقفنا المسبقة من مرحلة تاريخية كنا أو لا يزال البعض منا جزءاً منها أو عايشها على الأقل. ولا نزال نحصد تداعياتها، فيما تشهده منطقتنا العربية من هزائم وحروب ونكسات.

الكتاب صادر عن منشورات خفاف.

سلوى البنا

مشاركة من Mueen Al Taher
اقتباس جديد كل الاقتباسات
  • كتب معين الطاهر

لا يوجد على أبجد كتب لهذا المؤلف