اقتباسات سفيان رجب

الكاتب الذي يخاف من القرّاء لا يبدع يا ناصر.

والتّاريخ البشريّ لم يدوّنه الكتبة كما يظنّ أغلبيّة النّاس، إنّما دوّنه مَن يحرّكون الكَتبة

أحيانًا يجب أن تكون شبحًا لتتخفّف من أعبائك البشريّة.

العالم يصنعه الكتّاب، والكتّاب يصنعهم قرّاؤهم»

أنا لا أكتب النّصوص، بل أحرّك من يكتبها، والتّاريخ البشريّ لم يدوّنه الكتبة كما يظنّ أغلبيّة النّاس، إنّما دوّنه مَن يحرّكون الكَتبة ويروّضون المخيّلات.

قنديل باب منارة ما يَضوّي كان على البرّاني … مثل شعبي تونسي

*نحن الان نعيش في قطره عائمه من شراب ازرق انفصلت عن ملايين القطرات الاخرى في لحظه ارتطام كاس ما على جدار حانه. حاول ان تستوعب هذا الامر وحاول ان تفهم ان الزمن الذي انفقناه في فهم وجودنا وسميناه التاريخ البشري والفنا فيه قصص وجودنا لا يعدو ان يكون بضع لحظات في وقت سكران القى بكاسه على جدار الحانه قبالته* من الصفحة 24

الفكرة لا يُعوّل عليها في كتابة رواية، إن لم تخلق عالمًا روائيًّا حيًّا، تُحرِّك هواءَه شخصيّاتٌ فريدةٌ وأحداثٌ مبتكرة. الشخصيّات هي أساس كلّ عملٍ روائيّ. فهي محرّكةُ الأحداث، وهي من يمنح العملَ عمقًا وتعدّدًا في زوايا النظر.

أنت لا تدركين سرّ الأدب، هل بحثتِ يومًا عن النّصّ داخلك؟ طبعًا لا، لأنّك تبحثين عن نفسك داخل النّصّ.

صناعة الأدب لا تتمّ بكتابة النّصوص فحسب وإنّما بقراءتها أيضًا.

اللّاجنسيّ لا تعني بالضّرورة أنّه لاحبيٌّ. فأنا أحبّكِ يا ليلى.

تغيّرت البلاد كثيرًا خلال السّنوات الثّماني الماضية، وأطلق النّاس فيها العنان للوحوش الّتي كانت مقيّدةً في أعماقهم.

«ليست العاصمة سوى جثّةِ ضبعٍ تنهشها مليونَا دودةٍ وبضعةُ نسورٍ، وأنا إحدى تلك الدّيدان، أحاول أن أتوازنَ بين الشّراهةِ الّتي تخلق لعابي فوق وليمتي المتعفّنة، والرّعبِ من أن يلتقطني منقارُ نسر».

عمّي جعفر لماذا تنظر إلى الكتب بصفتها رموزًا مقدّسة، وتنظر إلى الأجساد البشريّة بصفتها رموزًا للدّنس؟ من كَتَب تلك الكُتب؟ ألم يكتبها بشرٌ لهم أياد وسيقان ومؤخّرات وعيون وبطون وأعضاء أخرى؟ لماذا تقدّس المكتوب وتهمّش الكاتب إذن؟

البلاد التي يهتمّ سكّانها بكساء أجسادهم ولا يهتمّون بكساء عقولهم لا خير فيها.

‫ كان كلّ شيءٍ يبدو سورياليًّا هذا الصّباح في نهج الدبّاغين، ضحكنا قليلًا من بذلة جعفر الكافي، ثمّ نسينا الأمر، وانشغلنا بالكرنفال مضت ساعتان ولم يأت أحدٌ من الصِّحفيّين أو من زوّار المعرض، ولم تسترع الأزياء الورقيّة انتباه أحدٍ غير المارّين من النهج، فكان بعضُهم يبتسم وكأنّه يظنّنا مجانين، وبعضهم الآخر يُمعن فينا النظر وكأنّنا في حقل تصوير سينمائيّ. وكان كلّ من يمرّ بنا يتوقّف لحظات، فيحدّق فينا بعينين حائرتين، ثمّ يبتسم، ويواصل طريقه.

كلّ شيءٍ هنا أراه مسكونًا بالاستعارات: رائحة الكتب القديمة والغبار، جلبة باعة الزرابيّ والمفروشات، جدل الطلبة والشعراء والمثقّفين وهم يبحثون عن الكتب القديمة النادرة. حتّى حاويات الفضلات يمكن أن تعيش حولها قصصٌ واستعاراتٌ كثيرة.

أرى نهج الدبّاغين صعلوكًا مُنشقًّا عن المدينة، يجرح صمتَها، ويُدنّس زُهدها ويُبلبل نظامها ولذلك تركته المدينة العتيقة منذ زمنٍ بعيدٍ خارجَ أسوارها، فهو يعمل في دبغِ جلود الحيوانات، ولا يشرّف بقذارته الوُجهاء والسادة وحين شيّدت فرنسا مدينةَ تونس الجديدة تركته خلفَها مثل كلبٍ أجرب. فعاش النهج مهمّشًا في كلّ العصور التي عرفتها تونس. لكنّه عاش حُرًّا، ضاجًّا بأرواح الكلبيّين.

كُلُّ فردٍ في حَدِّ ذاتِهِ مُتعدِّدٌ وغزيرٌ، كُلُّ فردٍ ذواتٌ مُضاعفة. وما النّاسُ سوى خليطِ أجناسٍ مُتباينةٍ في مستعمرة الوجود الواسعة، يفكّرون ويشعرون بشكلٍ مختلف.

‫ فرنــاندو بيسـوا

‫ كتاب اللاطمأنينة

الكتب التي تتوهّج أفكارُها في مخيّلات الكتّاب، لكنّ ضوءها لا يخرج للنّاس، فتظلّ تشتعل لذاتها كمصباحٍ مضاءٍ في قبوٍ مغلق هذه فكرة رابطة الكُتّاب الأشباح في الأصل تحويل حكايات سكّان المدينة وأسرارهم إلى كتبٍ قبل أن تذهب أجسادُهم إلى مقبرة الجلّاز كلّ إنسانٍ يمكن أن يكون محملًا لرواية، إن لم نقل لرواياتٍ كثيرة انظري ذاك العجوز الذي يبيع الكتب القديمة على الرّصيف، إنّه يختزن في أعماقه مكتبة، وإن لم يجد كاتبًا عظيمًا ينتشلها، فإنّ كتبها ستأكلها عثّة الهواجس والنسيان. المتسوّلون والمتشرّدون والمجانين والسكارى في المدينة، كلّهم رواياتٌ تسعى على أقدام. الفتاة التي يعطيها أصحابُ قاعات السينما الأموال، مقابلَ أن تصطاد لهم مشاهدي أفلام، هي تحمل في مكتبة تجاربها عشرات الروايات.

كتاب جميل يجعل عند الانسان روح المثابرة

ومحبة القراءة