شروط النهضة (مشكلات الحضارة) - مالك بن نبي
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

شروط النهضة (مشكلات الحضارة)

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

يتحدث عن الحاضر والتاريخ والمستقبل فيبدأ بأنشودة رمزية لكل من ذلك، ليرسم لنا بعدها دور الأبطال السياسة والفكرة الوثنية، وينقلنا من التكديس إلى البناء ويحدثنا عن شروط الدورة الخالدة وعناصرها وتوجيهها ومبدئها الأخلاقي وذوقها الجمالي في بناء الحضارة، والاستعمار والشعوب
عن الطبعة
  • نشر سنة 2013
  • 164 صفحة
  • دار الوعي للنشر والتوزيع

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.1 119 تقييم
546 مشاركة

اقتباسات من كتاب شروط النهضة (مشكلات الحضارة)

إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ,ولكن منطق العمل والحركة فهو لايفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا

مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب شروط النهضة (مشكلات الحضارة)

    121

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    القارئ لفكر مالك بن نبي يمكنه أن يلاحظ أن المحور الرئيسي لكتاباته هي مركزية الحضارة ودورها في النهضة الاسلامية. وان كنا دارسين لتاريخنا الحضاري يمكننا القول أننا في مرحلة ما كنا في أوج الحضارة ونحن الآن مع الأسف في مرحلة أفول حضاري. فكيف لنا اذن أن نعيد للحضارة الاسلامية أوجها ومكانها في العالم أو كيف لنا أن نتبنى حركة تجديد أو اصلاح للمجتمع الاسلامي للنهوض بواجباته تجاه أمته.

    يلفت مالك بن نبي نظرنا الى مجدد ومصلح الشرق جمال الدين الأفغاني والذي يقول أن صرخة انطلقت من الشرق سمع دويها في الغرب. فكان الجزائريين من السباقيين للتجديد والاصلاح بعد التخلص من الاستعمار ويسرد لنا هنا كيف أنهم في البداية استطاعوا السير على الطريق السليم في الاصلاح الا أنهم ما لبثوا أن انحرفوا عن أهدافه ولم تكتب لهذه الحركة النجاح.

    ينطلق مالك بن نبي في فكرة الاصلاح من قوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11] ". فالتغيير اذن ينطلق بداية من الأفراد الراغبين على الحقيقة بصحوة روحية وفكرية تتبعها فيما بعد نهضة مجتمعية تشكل اللبنة الأساسية لقيام الحضارة. الا أن هذه الصحوة يجب أن لا تكون فردية فحسب بحيث لا تصل لأحد ومن هنا يمكن أن نقول أن إصلاح الأفراد كما أشارت له الآية الكريمة هي أساس أي تغيير مجتمعي وأن اصلاح الواقع الاجتماعي المتخلف هو السبيل الى احداث نهضة حضارية. فمنظور مالك بن نبي يأخذ الروابط الاجتماعية التي هي مكون أساسي الذي يعطي للدولة والسياسة شكلها.

    الحضارة عند مالك بن نبي هي "مجموع الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم لكل فرد في كل طور من أطوار حياته المساعدة الضرورية " ويرى مدى ارتباط الدين في نشوء الحضارات فأينما وجد الوحي أو الدين فهناك تنشأ الحضارة. فالبعودة الى الحضارة الأولى في الاسلام يمكننا أن نجد طريق الاصلاح. ويلاحظ مالك بن نبي أن أغلب محاولات الاصلاح في العالم الإسلامي كانت معالجة للمرض الحاصل في المجتمع وليس علاج للأسباب المؤدية لهذه الأمراض ويصورها كالمريض الذي يذهب لصيدلية لشراء دواء لمرض لا يعرفه. ومن أجل أن نمتلك القدرة على علاج هذه الأسباب علينا بداية أن نفكك الحضارة كما يفعل الكيميائي الى مكوناتها الأساسية، فما نأخذه نحن من الحضارة الغربية ينحصر بمخرجات الحضارة المادية أو الشيئية ومن هنا يضع لنا مالك بن نبي معادلة الناتج الحضاري ب:

    ناتج حضاري = إنسان + تراب + وقت

    وقد وضحها لنا في فصل خاص بكل منها. الا أن الناظر الى هذه المعادلة يمكنه أن يرى أنها بالمجمل مكونات مادية يعزوها البعض الى تأثر مالك بن نبي بالحضارة الغربية الا أنه لا يهمل هنا أن من أجل أن تنجح هذه المعادلة علينا إضافة عامل مساعد كما يفعل الكيميائي حتى تنجح تجربته وهي هنا: الدين.

    يرى مالك بن نبي أن الدورة الحضارية لأي مجتمع يمكن تلخيصها بثلاث مراحل للتطور:

    - المرحلة الأولى: النهضة أو الميلاد وهي طور صاعد. (الروح)

    - المرحلة الثانية: الأوج وهي تسير بخط متوازي. (العقل)

    - المرحلة الثالثة: الأفول وهي طور هابط. (الغريزة)

    وكما بينّا سابقاً، فإن مالك بن نبي يعتبر الدين الدافع الأساسي وراء بناء الحضارة. ففي المرحلة الأولى التي أطلق عليها مرحلة الروح، يتحرر فيها الانسان من سيطرة الغريزة وتسيطر عليه صيحة الروح، تلك الصيحة التي جعلت بلال بن رباح يقابل جلدات جلاديه ب "أحدٌ أحد"، تلك الصرخة التي حررته من الألم الغريزي ولبّى فيها نداء الروح، تلك الرغبة بالتحرر من صوت الغريزة حيث لم يكن للعقل هنا أي دور بعد في هذا الطور. وتنشأ هنا ما يسميها مالك بن نبي ميلاد الفكرة الدينية للحضارة.

    تستمر هذه الفكرة الدينية المميزة للمجتمع بالتطور حيث تنتج حاجات وضرورات جديدة لا ترتبط بالضرورة بالمظاهر الروحية للدين بل تكون مادية بحتة. ان توازن هذه المتطلبات الروحية والمادية للمجتمع تصل بالمجتمع الى أوجه في المرحلة الثانية وتستمر بشكل متوازي مع تطور هذه المجتمعات بالنسبة للزمن. يظهر صوت العقل في هذه المرحلة وتكون سيطرته أعلى من سيطرة الروح على المجتمعات ويمكن ملاحظة ازدهار العلوم والفنون في هذه المرحلة.

    في مرحلة الأوج تملك المجتمعات الخيار في اطلاق سيطرة العقل على كل شيء ومن هنا تنحى المجتمعات الى منحى مادي (مثال الماركسية) لا يملك السيطرة على الغريزة كما تفعل الروح، أو العودة الى سيطرة الروح بالمطلق مع إهمال للجوانب المادية والعلمية أو أن توازن بين هذين المكونيين. يرى مالك بن نبي أن اطلاق العنان لسيطرة العقل على المجتمع يعيد للغريزة دورها بالسيطرة على الأفراد لندخل بعدها في الطور الثالث وهو الأفول. ومن الملاحظ أن إنسان ما قبل الحضارة يتمتع بروح وطاقة عالية على التجديد بينما انسان الحضارة يفقد هذه الطاقة تدريجياً فيفقد قدرته على التجديد والإصلاح الا اذا أصلح نفسه كما أشارت الآية اليه. فالمجتمعات عليها أن تحافظ على هدف ومعنى متجددين اذا أرادت أن تستمر في تحقيق نهضتها الحضارية.

    من الأموراللافتة للنظر عند قراءة الفصل الخاص بمركب الحضارة (الانسان) هو تعريفه للانسان المدني، فمالك بن نبي يرى انسان المدينة بأنه نصف فكرة ونصف تطور وهو احدى الأسباب في عجزه الذي نراه الآن على التجديد. والمقصود بهذا هو أنه ليس رجل فطرة بالكلية (انسان القرية او البادية وكما بينّا أنه نقطة انطلاق) وليس رجل حضارة بالكامل (يشكل الناتج النهائي أو أوج الحضارة) فهو يملك أنصاف حلول (أطلق عليها السياسة) يدور حولها.

    وهذا يقودنا الى آخر موضوع سأتطرق له في هذه المراجعة وهي الثقافة. وستجد أن مفهوم الثقافة مرافق دائم عند الحديث عن الحضارة تجدها عند علي عزت بيجوفيتش، مراد هوفمان وغيرهم من رجال الفكر في العالم الإسلامي. يرى مالك بن نبي أن لفهم الثقافة علينا أن نميزها عن فهمنا الخاطئ لها في العالم الإسلامي بالعلم. فالثقافة مرتبطة بسلوك الانسان في المجتمع أكثر منها نظرية معرفية. فتصرفاتنا (صفات خلقية وقيم اجتماعية) وسلوكنا في المجتمع الاسلامي ككل يميزنا عن تصرفات وسلوكيات المجتمع الانجليزي على سبيل المثال، فثقافتنا مختلفة وبالتالي سلوكنا يختلف باختلاف ثقافتنا أما العلم والمعرفة فهي فردية تميز ما بين الراعي والمعلم مثلاً في المجتمع الواحد.

    وبناءاً على هذا، فالمكون الاجتماعي للثقافة يمكن أن يأخذ هذه الأشكال:

    - عنصر الأخلاق الضروري لبناء الروابط الاجتماعية في المجتمع.

    - عنصر جمالي وهو يقود ما يسمى ذوق المجتمع العام.

    - منطق عملي والذي يشكل نشاط المجتمع.

    - فن تطبيقي أو ما يسميه ابن خلدون بالصناعة يختلف من مجتمع الى آخر.

    وبارتباط الثقافة بالحضارة والتي تشكل المحيط العام الذي تنشأ فيه الحضارة وتتطور من خلالها يكون اتجاه الحضارة حسب المعادلة التالية:

    مبدأ أخلاقي + ذوق جمالي = اتجاه الحضارة

    وهما مكونين أساسيين لا يمكن الاستغناء عنهما في معرفة الناتج النهائي للحضارة. فبتغيير الأولويات أو ترتيب هذان المركبان تختلف الصورة النهائية للمجتمع. فإذا كانت الأولوية الأولى في المجتمع اعلاء الذوق الجمالي على الأخلاقي، مثال الفن العاري أو تطور الملابس في المجتمعات الغربية نرى كيف تشكلت الثقافة الغربية وبالمقابل اعلاء الأخلاق على الذوق الجمالي في المجتمعات الاسلامية ونظرتها للفن العاري الذي قوبل بالرفض من مبدأ أخلاقي وكيفية تطور الملابس التي تتسم بالحشمة.

    شروط النهضة من الكتب التي تستحق القراءة لاحتوائها على الكثير من التساؤلات التي ما زلنا نطرحها اليوم ودعوتنا المستمرة للإصلاح في العالم الإسلامي والتي ما تزال في طور الأفكار ولم تأخذ الخطوة باتجاه التطبيق بعد. كنت أتمنى أن يطول الكتاب أكثر الا أن كتب مالك بن نبي الأخرى في سلسلته مشكلات الحضارة تطرقت الى معظم هذه الأفكار بالتفصيل للباحث على تفاصيل أكثر.

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هذه القشرة التي غلفتنا منذ بداية انتهاء الاستعمار الى الان والتي دفنت داخلها عوامل التقدم الحضاري. وتلك النظرة المزيفة لماهية الحضارة والنسخ الاعمى عن الغرب.

    في هذا الكتاب حاول الكاتب ان يضع اصابعه على بعض عوامل نهضة الامم، اصاب في كثير واخطا في البعض ولكنه يبقى جهد نقف له احتراما لمحاولته النهضة بالامة العربية والاسلامية بواسطة محركها الاصيل وليس الاقتداء بالغرب.

    مما اعجبني:

    1- وما زالت هذه العقدة الوثنية التي تقدس الاشخاص لا زالت منتشرة في بلاد تلاسلام، لم تتخلص منها، وإن كنا فعلنا شيئاً فربما كان ذلك في استبدالنا وثناً بوثن، فلعلنا اليوم قد استبدلنا (الرجل الوحيد ) ( بالشيء الوحيد).

    2- وهكذا ننتقل من وهم لنتخبط في وهم، ولا ندري كم من السنين سوف نقضيها لندرك عجز ( الاشياء الوحيدة) عن حل المشكلة ، التي هي مشكلة حضارة اولاً

    3- في المجتمع الناشئ كلمة أجر تفقد معناها، لان العامل لا علاقة له بصاحب عمل، ولكن بجماعة أو عشيرة يشاطرها بؤسه الاجتماعي

    يبقى ان الكتاب يستحق الوقت الذي تمضيه في قراءته، فكما يقول الكاتب الوقت هو احد عوامل النهضة :)

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رائع كما في باقي كتبه..

    مالك بن نبي تناول الحضارة بأنها تركيبة من عدة عناصر, و ليست محصورة في جانب واحد, وإنما كما قسمها هو

    الحضارة=الإنسان+الوقت+التراب

    وأعجبني جداً الفصل الأخير الذي تحدث فيه عن الاستعمار

    بخلاف ما يروّج له الكثير ممن يُنسبون إلى الفكر من نظرية المؤامرة, يؤكد مالك بن نبي أن الاستعمار هو عبارة عن مُعامل استعمار خارجي و قابلية داخلية للتكيف مع الاستعمار, و أن النجاة لا تكمن في شخص واحد أو في شيء واحد و إنما في فهم شامل للواقع

    الحضارة تبدأ من الداخل..من داخل الانسان, لا في ماديات الحضارة التي استوردناها و اسأنا استخدامها

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تمكن مالك بن نبي بثقافة منهجية أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف، فألف سلسلة كتب عنونها بعنوان "مشكﻻت الحضارة"، فكان أول مفكر حاول أن يحدد ليس فقط أبعاد المشكلة بل حدد لنا ايضا العناصر اﻷساسية في اﻹصﻻح بعيدا عن العوارض... فﻻ يمكن الحديث عن الحضارة والنهضة دون ذكر مالك بنبي، وكتابه الذي بين أيدينا "شروط النهضة" يعد كتابا مؤسسا لمشروع مالك بن نبي الفكري، وفي هذه اﻷسطر القليلة التي ﻻ يمكن أن تفيه حقه، وأتمنى أن تجد وقعها لدى القارئ...

    في هذا الكتاب حيث يتحدث عن الحاضر والتاريخ والمستقبل فيبدأ بأنشودة رمزية قل ما نجدها في الكتب الفكرية، فيرسم لنا بن نبي في الباب الاول دور اﻷبطال واﻷفكار السياسية والوثنية في إحداث حركات التغيير. فكان دور الشعوب اﻹسلامية تجاه الزحف اﻹستعماري دورا بطوليا ليس الا، وهذا الدور من طبيعته أﻻ يلتفت إلى حل المشاكل التي مهدت لتغلغل الاستعمار داخل البلاد. فجوهر مشكل كل شعب هي في الحقيقة في مشكلة حضارته، وﻻ يمكنه أن يفهم وأن يجد حﻻ لمشاكله مالم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها.

    كما كان للبطولة دورا مهاما مع كل من اﻷمير عبد القادر بالجزائر وعبد الكريم الخطابي بالمغرب، والتي تتمثل فقط في جرأة فرد وليس في ثورة شعب في قوةرجل ﻻ في تكاثف مجتمع، فقد كانت كلمة جمال الدين اﻷفغاتي الوقع البليغ و عامﻻ محفزا ﻹثارة النفوس وتغيير اﻷوضاع، حيث أحييت النفوس الميتة وزرعت بذور فكرة بسيطة -النهوض- الكلمة التي غيرت ما بنفوس من تقاليد بالية وبعثت الحركة في كل مكان حتى وصلت للجزائر... فكانت الساعة ساعة اليقظة مع كلمات الجزائري عبد الحميد بن بديس (والذي اعتبر بن نبي أمثالهم مقلقي النوم العام) فشاعت اﻷفكار وانطلقت في صورة مدرسة أو مسجد أو حركة إصﻻحية... بحيث كان أساس منهجهم "إن الله ﻻ يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فأضحت هذه اﻵية هي منطلق لكل من يسلك اﻹصﻻح خاصة في مدرسة بن باديس.

    ويظهر جليا خطورة اﻹستصنام أو الوثنية بقوله "عندما تغرب الفكرة يبرز الصنم" فالوثنية في نظر الاسﻻم جاهلية فان الجهل في حقيقته وثنية، ﻷنه ﻻ يغرس اﻷفكار بل ينصب أصناما وهذا هو شأن الجاهلية. فبعدما كانت الجزائر تخطوا أولى خطواتها نحو التغيير ونزع ثوب الدروشة التي قامت في في الزواية والاضرحة بالتماس البركات واقتناء الحروز من خﻻل الفكر الاصﻻحي ظهرت الوثنية من جديد وبشكل مغاير فسرعان ما عادت من جديد لفصول الدروشة جديدة فتحولت الحروز والتمائم إلى أوراق انتخابية فخطى العلماء خطوتهم نحو السراب السياسي ونسوا أن الحكومة ما هي الا وسيلة اجتماعية...

    وينقلنا من التكديس إلى البناء ويحدثنا عن شروط الدورة الخالدة وعناصرها وتوجيهها ومبدئها الأخلاقي وذوقها الجمالي في بناء الحضارة، والاستعمار والشعوب المستعمرة والمعامل الاستعماري ومعامل القابلية للاستعمار، كل ذلك وغيره في الباب الثاني من كتابه شروط النهضة فهو يتجه نحو -المستقبل- فلم أجد أجمل من توصيف وتشبيه مالك للعالم اﻹسلامي بالمريض داخل صيدﻻنية، فيعالجه السياسي بما يظهر له من أعراض سياسية -كجمال الدين اﻷفغاني- وكذلك الفقيه بما يظهر من أعراض عقائدية -محمد عبدو- فهو بالتالي كمن يتعاطى حبة ضد الجهل وحبة ضد الفقر وقرصا ضد اﻹستعمار ..، في نظره ﻻ يوجد خط ناظم يذهب إلى أصل ومكمن الداء... في الوقت الذي استسلم فيه المريض للمرض وفقد معه الشعور باﻵﻻم، وكأن المرض صار يؤلف جزء من كيانه، وهذا المريض نفسه يريد ان يبرأ من آﻻمه الكثيرة وهو ﻻ يعرف حقيقة مرضه هل من الاستعمار ونتائجه، أم من الأمية ومشاكلها، من الفقر والتهميش أو من ظلم وقهر اﻹستبداد... فقد اتجه العالم اﻹسﻻمي إلى صيدلية الحضارة الغربية من أجل الشفاء من مرض ﻻ يعرفه وﻻ يعرف دواءه، معتبرا بأن الحضارة الغربية يمكن لها أن تبيع منتوجاتها لكن ﻻ يمكن أن تمنحنا روحها فهي تعطينا جسدها ﻻ روحها...

    ويخلص إلى أن كل نتاج حضاري هو مزيج بين اﻹنسان والتراب والوقت، وﻻ يمكن لهذه العناصر الثﻻث أن تقوم إﻻ برابط وحيد وهي الفكرة الدينية...، لدى فإن مشكلة الحضارة تتحلل الى ثﻻث مشكﻻت أساسية -اﻹنسان، التراب والوقت-

    الناتج الحضاري = اﻹنسان + التراب + الوقت.

    1- مشكلة اﻹنسان: لتحقيق أي تغيير في محيطنا يجب أن يتحقق في أنفسنا، فمنهج الرسالة يقتضي التغيير وبدوره يقتضي تغيير ما بالنفوس لقوله تعالى "إن الله ﻻ يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم"، فالانسان هو الهدف وهو نقطة البدء في التغيير والبناء،.

    2- التراب: حينما يتكلم بن نبي عن التراب فهو ﻻ يبحث في خصائصه وﻻ طبيعته، بل يتكلم عن التراب من حيث قيمته اﻹجتماعية، وهذه القيمة مستمدة من قيمة مالكيه، حينما تكون قيمة الامة مرتفعة وحضارتها متقدمة، يكون التراب غالي القيمة، بينما تكون الامة متخلفة يكون التراب على قدرها من الانحطاط، وذلك بسبب تاخر القوم الذين يستوطنونه.

    3- الوقت: العنصر الثالث شبهه الكاتب كنهر صامت نتناسى قيمته الحضارية في ساعات الغفلة التي ﻻ تعوض، ... هذه الساعات التي تصبح تاريخا هنا وهناك قد تصير عدما إذا مرت فوق رؤوس ﻻ تسمع خريرها، ﻻ تستطيع اي قوة في العالم ان تستعيد دقيقة اذا مضت.

    وفي نهاية الكتاب يتطرق الى مسألتين مهمتين اﻷولى اﻹستعمار والقابلية للإستعمار -وقد أبدع مالك في مفهوم القابلية للاستعمار- فالاستعمار باعتباره معاملا خارجيا لكنه يؤثر فينا داخليا هذا المعامل الذي استغله المستعمر ليكون عند العرب عقدة نقص من قيمته رغم شخصيتت الفدة والعبقرية فنتج عنه لدينا معامل آخر وهو قابليتنا للاستعمار ﻷن المستعمر أدرك فينا مواطن الضعف فسخرنا -نحن- لما يريد فحعل منا ابواقا يتكلم منها وأقﻻما يكتب بها، يسخرنا ﻷغراضه بعلمه وجهلنا... أما النسألة الثانية المهمة مشكلة التكيف، ﻷن الحياة اﻹجتماعية تخضع ميكانيكيا لقانون رد الفعل واﻹستعمار وهو فعل المدنية تسلطت به الشعوب، فﻻ غرابة أن يكون لذلك الفعل ردا وله صور مختلفة ومتعددة، فكانت النتيجة فقدان التوازن بالمجتمع وعدم استقراره فهنالك من يرى المدنية في التحرر، وآتر في معركة اقتصادية، ومنهم سلفي يعتقد ان تغيير النظام بتغيير مﻻبسه وتطهير لغته، رابع يذهب ان المثل الأعلى للمدنية يبرق في كأسه ويلمع في الخمارة وخامس سراها في تحرر المراة والمقتنع بحاله ﻻ يرى شيئا وﻻيبحث، هذه وجهات متعددة دليل على درجات معددة من التكيف مع محرى الحضارات، ومن الواكب أﻻ توقفنا أخطاءنا عن السير نمو الحضارة اﻷصلية فالحياة تدعونا دائما إلى السير للأمام، شرط أﻻ يكون السير فوضويا عشوائيا، بل علميا عقليا مدروسا يتجه نحو التاريخ اﻹنساني...

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    لولا جهلي بالكثير من المسائل التاريخية والسياسية والفكرية لاستمتعت بهذا الكتاب أيّما استمتاع!

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    مراجعة طويل اضع بعضها

    آثر بن نبي في مقدمته هذه ان يوضح سبب الابهام او اللبس الذي وقع القراء خاصة فيما يخص دور الفكرة الدينية كعامل اجتماعي يؤثر في توجيه التاريخ ، كما اعطى كامل الحق للقارئ الذي لم يقتنع بما يقوله المؤرخ فقط في مجال دور الفكرة الدينية ،و قال انه ينتظر وصفا تحليليا للظاهرة ككل ، و هو سلكه بن نبي في دراسة الظاهرة و هذا بمسلك التحليل النفساني و هو بذلك يكشف التاثير المباشر للفكرة الدينية في خصائص الفرد النفسية.

    يضيف بن نبي ان الفكرة الدينية لا تقوم بدورها الاجتماعي الا بقدر ما تكون متمسكة بقيمتها الغيبية، كما اورد ان في هذه الطبعة سوف يجد القارئ فصلا كاملا لتوضيح العلاقة بيم المبدأ الاخلاقي و ذوق الجمال و هذا لاثره الكبير كعامل يحدد اتجاه الحضارة و رسالتها في التاريخ.

    🔰الباب الاول

    ✔الحاضر و التاريخ

    يقول بن نبي ان مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارته ، و عليه ان يرتفع الى الأحداث الانسانية و في فهم العوامل التي تبني الحضارات او تهدمها ، و الجزائر على غرار البلدان الاسلامية الاخرى قد افلت شمسها و مضت في ليلها الطويل تغط في احلام البطولات الماضية حتى برز نجم الامير عبد القادر ، و على خلفية الرابطة القبلية ظلت توحد بعض الرجال لكنها لم تكن كافية لتاهيل شعب بأكمله ليؤدي دور رسالة تاريخية ، يضيف بن نبي انه و خلال غمرة السبات فى الامة الاسلامية قد انبعث من نادى بصوته فايقض الجموع النائمة و كان لصوته صدى معلنا نهضة جديدة و يوم جديد ذاك الصوت كان صوت جمال الدين الأفغاني.

    ✔دور السياسة و الفكرة

    كان للكلمة و الفكرة التي القاها جمال الدين الأفغاني دور و اثر بالغ في اعادة بعث الحركة في كل ربوع البلاد الإسلامية ،فظهرت بذلك الفكرة الاصلاحية في الجزائر حوالي سنة 1925 و بذلك رجعت الحاسة الاجتماعية الى اليها و عادت الى الحياة التي يستأنف فيها الشعب رسالته و يبدأ تاريخه ، و اشار بن نبي الى احد المناضلين المصلحين و هو الشيخ (صالح مهنة) الذي قام بقومة ضد الخرافيين و الدراويش لكن سرعان ما ابعدته يد الاستعمار عن الساحة ، توالى ظهور الحركات و الافكار لكنها اجمعت على نقطة واحدة و هي ارادة الحركة و التجديد و الفرار من الزوايا و من الخمارات الحقيرة الى مواطن اطهر و اكثر فائدة ، و لقد كانت حركة الاصلاح اقربها الى النفوس و كان أساس منهجهم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، يقول بن نبي لكن الجمعية قد انحرفت عن مسارها و هدفها الاصلاحي -بكل اسف- و ذلك بركونها للتفكير غير المنهجي و دخلت في اوحال السياسة ، كما عاب عليهم (اعضاء جمغية العلماء المسلمون) ذهابهم الى النؤتمر الذي دعت اليه فرنسا في باريس من اجل التفاوض حول القضية الجزائرية ، كان عام 1936 م عام قمة بالنسبة للجزائر بلغ فيه روح الكفاح و الاصلاح الاجتماعي اوجه و ايضا عام هاوية لهذا الاصلاح ، و مع دخول عام 1939 م و سحب الحرب العالمية استسلمت البلدان الاسلامية من جديد للسبات دون انتهاز الفرصة.

    ✔دور الوثنية

    يقول بن نبي اذا كانت الوثنية في نظر الاسلام جاهلية فان الجهل في حقيقته وثنية لانه با يغرس افكارا بل ينصب اوثانا و يضيف انه عندما تغرب الفكرة يبزغ صنم و العكس صحيح ، و بذلك سقطت اصنام الجزائر المتمثلة في الزوايا و الدراويش و هذا بفضل الحركة الإصلاحية و انتصارها يوم افتتاح المؤتمر الجزائري عام 1936 م ، الانتصار الذي شابته حسب بن نبي شائبة دخول الحركة و بذلك العلماء اوحال السياسة و معامع الانتخابات و بذلك لطخوا ثيابهم البيضاء و تلك كانت زلتهم النزيهة .

    ان الاستعمار ليس من عبث السياسين و لا من افعالهم بل هو من النفس ذاتها (ذات الشعب) للتي تقبل ذل الاستعمار لذا عليه ان ينجو بنفسه و ان يتخلص من الروح التي تؤهله لذل المستعمر ، و على الفرد ان يقوم بوظيفته الاجتماعية و يرفع عنه طابع القابلية للاستعمار و ان يغير من نفسه اولا حتى يغير وضع حاكميه(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

    يقول بن نبي انه و بعد سقطة حركة الاصلاح ، اصبح الشعب لا يتكلم الا عن الحقوق المهضومة و نسى الواجبات و دخل سوق الانتخابات و اصبح قطيع انتخابي يقاد الى صناديق الاقتراع.

    🔰الباب الثاني :المستقبل

    ✔من التكديس الى البناء

    يقول بن نبي العالم الاسلامي استسلم للمرض و كل مصلح راح يصف المرض تبعا لرأيه او مزاجه او مهنته و ذلك بعيدا عن اي تحليل منهجي او دراسة مرضية للمجمتع الإسلامي ، فمثلا رأى رجل السياسة جمال الدين الأفغاني انها مشكلة سياسية بينما راها رجل الدين محمد عبده انها مشكلة لا تحل الا بإصلاح العقيدة و الوعظ و هو حديث عن اعراض المرض لا حقيقته ، هذه المرحلة ، مرحلة محاولة تشخيص الداء و اقتناء دواء من الصيدلية الغربية سماها بن نبي بادرة حضارة ، او مرحلة ارهاص تهدف الى تحصيل حضارة بيد ان أمراض العالم الإسلامي مختلفة من قطر لاخر لذا دواءه مختلف رغم ذلك لم يشفى تماما ، و هذا لانعدام الفعالية لان المقياس في عملية للحضارة ،يقول بن نبي ، هو ان الحضارة تلد منتوجاتها و ليس العكس ، ايضا لا يمكن ان ننشئ حضارة بشراء كل منتوجات الحضارات الاخرى (روح الحضارة و افكارها ،ثرواتها الذاتية و اذواقها لا يمكن ان تبيعنا اياه الحضارات الاخرى مع منتوجاتها الاخرى لانها تصبح بلا هدف) هذا من ناحية الكيف ، اما من ناحية الكم فمن المستحيل ان نشتري كل الأشياء من الحضارات الاخرى و الا اصبحت حضارة شيئية (تكديس)

    اعطى بن نبي مثال عن اليابان التي انتقلت من مرحلة العصور الوسطى (1868 الى 1905) و اطلق عليها اسم بادرة حضارة الى الحضارة الحديثة ، ليستنتج بن نبي معادلته الشهيرة :

    ناتج حضارى =انسان +تراب +وقت

    و طرح بن نبي سؤالا جوهريا :اذا كانت الحضارة في مجموعها نتاجا للانسان و التراب و الوقت ، فلم لا يوجد هذا الناتح تلقائيا حيثما توفرت هذه العناصر الثلاثة ؟؟ توصل بن نبي خلال طرحه لهذا التسائل الى ان هناك ما يطلق عليه مركب الحضارة اي العامل الذي يؤثر في مزج العناصر الثلاث بعضها ببعض ، هذا المركب هو الفكرة الدينية التي رافقت تركيب الحضارة دائما .

    ✔الدورة الخالدة

    يقول مالك بن نبي ،ان علاج اي مشكلة مرتبط بعوامل زمنية نفسية ناتجة عن فكرة معينة ، تؤرخ من ميلادها عمليات التطور الإجتماعي ، في حدود الدورة التي ندرسها في منطقة محددة بعينها.

    يقول بن نبي اننا في القرآن بذات نجد النص المبدئي للتاريخ التكويني (Bio-histoire) و ذلك وفقا للاية (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و يتم ذلك وفق شرطين :

    اولهما :هل هذا المبدأ سليم في تاثيره التاريخي ؟؟ و الثاني :هل يمكن تطبيق هذا المبدأ في حالة الشعوب الإسلامية الراهنة؟؟

    1-الشرط الاول :مطابقة التاريخ للمبدأ القرآني

    خلال هذا الشرط درس بن نبي الحضارتين الإسلامية و المسيحية في المرحلة الأولى من نشؤتهما و قال ان الحضارة لا تنبعث الا بالعقيدة الدينية و يجب البحث في الاصل الديني للحضارات ، هذه الحضارة تظهر في صورة وحي من السماء تقوم على توجيه الناس نحو معبود غيبي (اي في صورة مشروع اجتماعي بعيد الامد يمتد من اجيال الى اجيال) و يعطي مثال عن الوحي (او الروح) الذي نزل بغار حراء على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، من هنا بدأت المرحلة الاولى من مراحل الحضارة الاسلامية (من غار حراء الى حادثة صفين) مرحلة سادتها الروح ، روح المؤمن و هي العامل النفسي الرئيسي ، لهذا توسعت الحضارة الإسلامية بالمخزون الروحي حتى اذا وهنت الروح بدات تخلد شيئا فشيئا الى الارض ، خلاصة القول ان الحضارة تبدا بظهور فكرة دينية ثم يبدأ افولها بتغلب جاذبية الارض عليها بعد ان تفقد للروح و العقل و تنطلق فيها غرائز الدنيا من عقالها و يعود الانسان الى مستوى الحياة البدائية ، و المرحلة الخالية من الروح و العقل سماها بن نبي بمرحلةالسياسة.

    الحضارة تولد مرتين ،الاولى بميلاد الفكرة الدينية و المرحلة الثانية هي تسجيل هذه الفكرة في الانفس اي دخولها احداث التاريخ .

    يتحدث بن نبي بعدها بشئ من التفصيل و التدليل عن نشاة الحضارة المسيحية ، مستشهدا بقول المفكر "هرمان دي كيسر لنج" في كتابه (البحث التحليلي لاوروبا) حيث يقول (ان الروح المسيحية و مبدأها الخلقي هما القاعدتان اللتان شيدت عليهما اوروبا سيادتها و حضارتها) .

    2-الشرط الثاني :امكانية تطبيق المبدأ القرآني الان ؟؟

    ان جوهر الدين مؤثر صالح في كل زمان و مكان ، و يمكن ان يتجدد و يستمر ما لم يخالف الناس شروطه و قوانينه (فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنةةاو يصيبهم عذاب اليم) ، من خلال هذا الكلام للذي فهمه علماء الاصلاح في الجزائر كانوا حسب بن نبي اقرب الى الصواب من السياسيين حين دعوا الى الاصلاح بمعنى دفع النفس الإنسانية من جديد الى حضيرة الايمان. ✔العدة الدائمة

    يقول بن نبي انه كلما تحرك رجل الفطرة تحركت معه الحضارة، و ذلك لانه هو المحرك للعناصرها الاولية الاساسية تراب و وقت .

    ✔اثر الفكرة الدينية في تكوين الحضارة

    يقول بن نبي ان المؤرخين اهتموا بتجميع الوقائع التاريخية بدل ان يهتموا بالبحث في تفسير عقلي لها ،غير ان ابن خلدون هو المؤرخ الاول الذي اكتشف منطق التاريخ في مجرى احداثه و الذي قام بالبحث عن هذا المنطق و قدم صياغته فعلا (قانون الدورة التارخية) الا انه اخذ مصطلح الدولة بدل الحضارة.

    اورد مالك بن نبي اراء و نظريات الفلاسقة و المفكرين حول الحضارة و كيفية نشاتها ، فهي عند ماركس تكون نتيجة لتلبية حاجات اساسية للإنسان ، و هناك شبنجلر الذي يفسرها باعتبارها ثمرة لعبقرية خاصة تسم عصرا معينا ، ليصل الى المؤرخ الانجليزي توينبي الذي يلعب فيه عامل الجغرافيا دور اساسي في بناء الحضارة (حسب مستوى التحدي و ردة الفعل من طرف الشعوب فان الحضارة تكون امام ثلاث احتمالات ان تقوم بوثبة الى الأمام او تتوقف او يلفها الفناء)

    غير ان بن نبي يقول ان كل هذه النظريات لا ترضينا اذا حاولنا تطبيقها في تفسير واقغة تاريخية مثل الحضارة الاسلامية .

    ان اي حضارة تقع بين حدين اثنين : الميلاد و الافول ،ة بينهما يوجد تواز معين هو طور انتشار الحضارة و توسعها ، و في الحضارة الإسلامية نحن ندرس تطورها من حيث اساس العلاقة العضوية التي تربط الفكرة (الاسلام ) بسندها (الفرد و هو المسلم) لهذا علينا -كما يقول بن نبي - ان ندرس لغة للتحليل النفسي بغية تتبع اطراد الحضارة ، يعني ان ندرس طبيعة الانسان في اول مرحلة تسمى الفطرة (الانسان الطبيعي او الفطري) و الفكرة الدينية سوف تتولى اخضاعه غرائزه الى عملية شرطية (الكبت) ، يصبح الفرد خاضغ الى مقتضيات الروحية للفكرة الدينية يمارس حياته وفق قانون الروح، هذا هو الطور الاول من اطوار حضارة معينة ،طور تروض فيه الغرائز و تتقيد بالاخلاق ، لكن الحضارة الإسلامية شهدت منعطف اخر هو منعطف العقل ، هذا العقل لا يملك سيطرة الروح على الغرائز و حينها تشرع الغرائز في التحرر على مستوى الفرد ثم بالتدريج على مستوى المجتمع ككل ، حينا يبدأ الطور الثالث للحضارة و هو طور الغريزة و تنتهي بذلك الوظيفة الاجتماعية للفكرة الدينية.......

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ما ندمت قط على قراءة كتب المفكر مالك بن نبي وكتابه هذا ما زال بأفكاره صالحا لواقعنا وكأنه كُتِب لزماننا هذا

    خاصة ما تعلق ببناء الانسان المَهمة التي ما زالت مغيبة كثيرا اليوم

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    للاسف مقدرتش أكمله !!

    و ممكن يكون العيب في الترجمة مش هقدر أظلم الكاتب رضوا

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    الكتاب ممل في نصفه الأول ،يتنافى هذا الملل عند منتصف الكتاب ، رغم أن عدد صفحاته قليل إلا أنه مليء بالأفكار والمعلومات ، يطرح الكثير من الأسئلة والاسفهامات تاركا أحيانا مساحة للقارىء للبحث عن أجوبة ومقترحات ، لا أتفق كثيرا مع الأفكار التي يؤمن بها الكاتب.

    _ سأكتب اقتباسات من الكتاب :

    _ لكيلا نكون مستعمرين يجب أن نتخلص من القابلية للإستعمار*

    _ قال الكاتب الإجتماعي (بورك):"إن الدولة التي لا تملك الوسائل لمسايرة التغيرات الإجتماعية لا تستطيع أن تحتفظ ببقائها"*

    _ من الملاحظ أنه في القرن العشرين يؤثر الفرد في المجتمع بثلاثة مؤثرات :

    أولا: بفكره ، ثانيا: بعمله ، ثالثا: بماله

    وحاصل البحث أن قضية الفرد منوطة بتوجيهه في نواح ثلاثة :

    أولا: توجيه الثقافة ، ثانيا: العمل ، ثالثا: رأس المال*

    _ في الغرب يعرفون الثقافة على أنها تراث "الإنسانية الإغريقية اللاتينية" بمعنى أن مشكلتها ذات علاقة

    وظيفية بالإنسان: فالثقافى على رأيهم هي:"فلسفة الإنسان"

    وفي البلاد الإشتراكية ، حيث يطبع تفكير ماركس كل القيم ، عرف (يادانوف) الثقافة ـ في تقريره المشهور

    الذي قدمه منذ عشر سنوات لمؤتمر الحزب الشيوعي في موسكوـ على أنها ذات علاقات وظيفية بالجماعة ،

    فالثقافة عنده هي: فلسفة المجتمع .

    ونزيد هنا على أن هذين التعريفين يعتبران من الوجهة التربوية مشتملين على "فكرة عامة" عن الثقافة دون

    تحديد لمضمونها القابل لأن يدخله التعليم في سلوك الفرد وأسلوب الحياة في المجتمع وهذا مانريد أن نحاوله

    هنا حين نربط ربطا وثيقا بين الثقافة والحضارة .

    وفي ضوء هذا الرابط تصبح الثقافة نظرية في السلوك أكثر من أن تكون نظرية في المعرفة ، وبهذا يكن أن

    يقاس الفرق الضروري بين الثقافة والعلم*

    _ التماثل أو الإختلاف في السلوك ناتج عن الثقافة لا عن العلم*

    _ الحقيقة أننا قبل خمسين عاما كنا نعرف مرضا واحدا يمكن علاجه وهو الجهل والأمية ، ولكننا اليوم

    أصبحنا نرى مرضا جديدا مستعصيا هو "التعالم" *

    _ فرضت الحكومة عام 1948 على الشعب الألماني كله ، نساء وأطفالا ورجالا ، التطوع يوميا ساعتين ،

    يؤديها كل فرد زيادة على عمله اليومي وبالمجان ، من أجل الصالح العام فقط*

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    يلخص بن نبي شروط النهضة ضمن المعادلة التالية:

    الحضارة = إنسان + تراب + وقت

    وفي هذا الكتاب يقوم الكاتب بتوضيح وشرح كل عنصر من عناصر هذه المعادلة.

    إن الأفكار التي جاءت في هذا الكتاب عظيمة لكنها عظيمة بالنسبة للزمن الذي كتبت فيه وليس في زماننا، فمعظم ما جاء به الكاتب يعتبر الآن بديهياً، وبالتالي فإن هذه الأفكار بحاجة إلى تجديد.

    مع الأسف لم أجد متعة في قراءته أبداً

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    يبدأ ككتاب تاريخى اكثر منه كتاب سياسى...يحكى التجربه الجزائريه فى مطلع القرن العشرين..بدايات نهضه و حماس ثورى..مجادلات هذا العصر و نقاشاته التى بدأت بريئه و لاجل المصلحه و انتهت كما انتهينا جميعا..يروى كيف افسدت الانتخابات و الاصوات الافكار و لوثت "الصناديق" الهمم و الحماس

    اعيب عليه فقط احتقاره الواضح للحضارات الاخرى و الافكار المختلفه فهو يزدرى شعب الجزائر بشكل اراه منفرا...لمن تصنع النهضه؟ اذا كانت الاجابه : تصنع الاجابه للشعب..فوصف هذا الشعب بالوثنى و الجاهل و اتهامه لمجرد انه اراد حقوقه قبل اعطاء واجباته امر غريب فى نظرى

    *********

    فى الفصل الثانى المسمى "المستقبل"...يذكر المؤلف موقفين اختلف مع كلاهما معه

    الاول رأيه-و رأى المؤلف الالمانى الذى نقل منه- ان اساس الحضاره هى الدين

    كثير من الحضارات نشأت بلا دين و نجحت....و كثير من الحضارات تحصنت بالدين و فشلت..ليس العيب او الميزه هنا هى الدين -فى رأيى- و انما تكوين الشعب ذاته و رغبته فى "النهضه"...السعوديه الان تملك اموال لكنها لا تملك نهضه...و اليابان عديمه الدين تقريبا تتفوق على الجميع

    لاحظ ان المؤلف اشترط وجود النهضه مع الانتاج و الواجبات الاجتماعيه

    الثانى: رأيه -و المفكر الالمانى الذى نقل عنه- بان بعث مبدأ المسيحيه فى النفوس البكر هى من انبتت الحضاره الاوروبيه

    و هنا اكتفى فقط بالاستنكار و يضيف فى جزء لاحق التوضيح بالاشاره الى فكره حضانه الاطفال فى فرنسا

    نعم لعل بدايات الاشياء كانت دينيه فى اوروبا لكنها لم تزدهر و تصل لمستواها الحالى الا بالانفصال..تعلل المؤلف انه لولا الاصول ما ظهرت الفروع و انه لولا قيم المسيحيه ما اخترع الراديو...فقط اكتفى برفض تلك النظرية

    *************

    فاما الحديث عن معادله النهضه و عناصره الثلاثه

    و اولهما الانسان

    و هنا تكمن مشكلتى الاساسيه مع الكتاب...فقد تحول "مشروع النهضه" كأى فكره يوتوبيا اى مدينه فاضله الى تلك الافه التاريخيه المسماه بالشموليه

    تحول الكاتب-لاشعوريا اعتقد- الى الدعوه لمجتمع شمولى بحت...من حيث توجيه الثقافه و توجيه رأس المال و وصل الامر بمؤلفنا الكريم بالمطالبه بتغيير الزى بل و يخصص فصلا كاملا لتلك النقطه وحدها ضاربا المثل بروسيا و اليابان ...لكنه-و يا لرحمته- لم يحدد زى موحد بعد و ترك الامر للمناقشه..و كعاده اصحاب افكار اليوتوبيا قتلت الفرديه و الحفاظ على التنوع تحت عجلات "خدمة المجتمع" المزعومه

    و جاء كالعادتى فصل المرأة تحت ميكروسكوبى الخاص فلم اجد به رأيا انتقده...ليس لاستملاحى الرأى بل لانى لم اجد به رأى اصلا...فهو دائما ممسك للعصايه من المنتصف..يتنقد نموذج المرأة الاوروبيه و ينتقد نموذج العربيه الخامله الملثمه لكنه لا يقدم حل ثالث...يمتنع عن الافصاح عن رأيه عن عمل المرأة...فهو يبحث مثلا عن رأى فى تعدد الزوجات لكنه ابدا لا يجيب

    ينتقد السينما المصرية -خصوصا-و يراها نوعا من الهزل و ينتقد الغناء و الموسيقى المصريه لكنه لا يقدم بديلا عن شكل تلك السينما فى شروط نهضته

    ثانيهما التراب

    اختلف جزئيا فى تلك النقطه بالتحديد...كيف توصل ان "التراب" جزء اساسى من معادله النهضه؟؟..اليابان فيها نهضه اضعاف اضعاف اضعافنا و هى تقريبا مش بتزرع حاجه...و على النقيض بلاد امريكا الجنوبية تغرق فى الانحدار على الرغم من انها سله غلال...ربما كان الامر من منطلق من لا يملك قوته لا يملك حريته...لكن البلاد الزراعيه على الاقل فى عصرنا الحديث ليست من مصف الدوله الاولى...ربما صمم هذا "مشروع النهضه و شروطه" على دول بلاد العرب و لكن لتنذكر ان بلاد الخليج لا يتوفر بها مقومات واقعيه لنهضه زراعيه الا من بعض المحاولات المتفرقه

    فاما عنصر الوقت فأوافقه عليه فلا يوجد سبب واقعى للاعتراض

    *****************

    و على العموم الكتاب صغير الحجم كثير الافكار..مزدحم بالاقتراحات...لا اعترض على مواربه الكاتب للافكار طيله الوقت فانا اعشق من يترك فرصه للتفكير لقارئه دون اجباره على تبنى افكار بعينها بالاجبار...كما انك تشعر بان الكاتب يفكر طيله الوقت تاركا لنفسه مساحه للتراجع و الاضافه و هو ما احترمه للغايه...لكنى اضيف ان الكتاب ادبى فى المصف الاول فليس به خطوات واضحه لل"نهضه"بل قواعد عامه اختلف مع معظمها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    في كتابهِ "شروطُ النهضة" يأخذنا الأستاذ مالك بن نبي في جولة إلى الماضي والحاضر والمستقبل لنتعرف على أسباب قيام الحضارات وسقوطها. ونخرجَ من تكديس منتجات الحضارة إلى بناءها؛ ودور "الفكرة الدينية" في تركيب عناصر الحضارة ( الإنسان + التراب + الوقت )؛ ودور التوجيه الواعي في استغلال طاقة الإنسان ليكتسب "المنطق العملي" ويكون صاحب مبدإ أخلاقي وذوق جمالي في بناء حضارته؛ وحُسن استغلال التراب بما يَتوافق مع رؤية النهضة؛ وتنظيم الوقت، واقتطاع جزءٍ منه في القيام بما يُساهم في نفع الأمة، وتحقيق النهضة. الكتاب يقع في 160 صفحة.

    اقتباسات من الكتاب :

    ".. وَمِن عَادَةِ التَّاريخِ ألَّا يَلْتَفِتَ إِلَى الأُمَمِ التّي تَغِطُّ فِي نَومِها، وإنّما يَتْرُكُها لأحْلَامِها التي تُطربُها حينًا، وتُزعجها حينًا آخر؛ تُطربُها إذ ترى في مَنَامِهَا أَبْطَالَهَا وَقَدْ أَدَّوْا رِسَالَتَهُمْ، وَتُزْعِجُهَا حِينَمَا تَدْخُلُ صَاغِرَةً فِي سُلْطَةِ جَبَّارٍ عَنِيدٍ". صـ20

    ".. فَالْكَلِمَةُ يُطْلِقُهَا إِنْسَانٌ، تَسْتَطِيعُ أَن تَكُونَ عَامِلًا مِنَ الْعَوَامِلِ الِاجْتِمَاعِيةِ حِينَ تُثِيرُ عَوَاصِفَ فِي النُّفُوسِ تُغَيِّرُ الْأَوْضَاعَ الْعَالَمِيَّةَ". صـ22

    " وإنّها لشرعة السماء : غيّر نفسك، تُغيّر التاريخ!" صـ32

    "ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺷﻌﺐ ﺛﺮﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻟﺨﻄﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ!!" صـ142

    قراءة ممتعة.

    في هذا المقطع أعرض الكتاب بشيء من التفصيل : ****

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    للنهضة بمجتعنا وجب علينا معرفة الداء والقضاء عليه وليس محاولة معالجة اعراضه التي ساعة توجه الى الجهل واخرى للتعليم ...

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    يا اخي خلنه نقراه الاول

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    1

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون