اقتباسات من كتاب قهوة باليورانيوم

أنفاسها فراشات تتراقص في ضوء القمر الشاحب. كلماتها قطرات من العطر تنسكب على روحك. عيناها نافذتان ترى من خلالهما لمحة عن الجنة. خطواتها زحف الربيع وسط أراض غمرها الثلج في أصقاع سيبيريا ..عندما ينتهى الزحف سيكون السوسن والنرجس والتيوليب قد ملأ الممرات كلها

"أنا أؤمن أن الكلام المهم يجب أن يقرأ بأناة السلحفاة، بينما يجب أن تثب عيناك وثبًا فوق الكلام الفارغ.. الهراء يجب أن يُقرأ بسرعة البرق."

هناك أنماطًا من البشر يؤلمني بشدة أن نفقدها، والأقسى من هذا أن تقابل شبابًا لم يلقوا هذه النماذج قط.

هناك نوع فظيع من خداع النفس اسمه «الشيطان جعلني أفعل كذا».. هكذا تقول الزوجة الخاطئة واللص والقاتل عندما يواجهون بعيون زائغة عدسات الصحافة.

الموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادمًا.. ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا. أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك!

الآباء الغارقون بالعرق ذوو الكرش، الذين يعودون من العمل ظهرًا ومعهم بطيخة وجريدة.. يتوارى الصبية ذعرًا في غرفهم لأن هذا هو وقت تنفيذ الأم لتهديدها المخيف (حاقول لأبوك أما ييجي).

هكذا يقدم درسه الأول: الجماهير قد لا تكون على حق طيلة الوقت. من الخطأ أن ندع شهوة الانتقام تجرفنا.

لا أعتقد أننا نملك اليوم التفكير المنظم الذي يسمح بنسج المؤامرات، لكننا نتحرك بعشوائية وحماقة كمستعمرة نمل مذعورة، والنتيجة واحدة هي أننا فعلاً ندمر لغتنا بلا توقف..

وماذا عن القراءة؟

‫ إن عدد من لا يقرأون لأنهم مقتنعون أنهم مشغولون، أو لأن عيونهم مريضة لا يمكن أن تمسك به. معظم الناس لديهم كتاب مهم لا يجدون الوقت كي يجلسوا ليكتبوه…

يخدع المرء الكثيرين في حياته.. ولعل هذا من ضروريات الحياة المهمة التي تبقينا أحياء، وكما يقول مارك توين: لولا البلهاء لما حقق الآخرون أي نجاح..

بالنسبة لي مت مرتين في يوم واحد، ولم يكن الأمر صعبًا جدًا.. فجأة انقطع الفيلم في لحظة بعينها ثم عاد بعد حذف عشر دقائق.

كان الأستاذ عبد الظاهر يعتبر سماع أغاني فايزة أحمد نوعًا من التنازل، لأذن اعتادت سماع أم كلثوم.. هنا يأتيه من يغني عن الواوا..

المسرح الذي كان يقدم مسرحيات يونسكو وسوفوكليس صار يقدم مسرحيات عجيبة تتضمن رجلاً صعيديًا يطارد قزمًا بمسدس، ورجلاً بالثياب الداخلية يتلقى صفعة على قفاه.. الخ..

لقد ازدادت الأشياء أناقة وتفاهة معًا بمرور الوقت. صار المظهر أهم شيء في الكون.

هناك نوع فظيع من خداع النفس اسمه «الشيطان جعلني أفعل كذا».. هكذا تقول الزوجة الخاطئة واللص والقاتل عندما يواجهون بعيون زائغة عدسات الصحافة. يذكر صلاح عيسى في التحقيقات مع سفاحتي الإسكندرية «ريا وسكينة» أن المرأتين كانتا تؤمنان أن كله «قدر ومكتوب»!.. أي أنهما كانتا تصحبان الضحية لبيتهما، وتسكرانها وتخدرانها، ثم تخنقانها بمنديل مبتل بالماء، ثم تقومان بدفنها تحت أرضية الغرفة.. كل هذا قدر ومكتوب ولا دخل لهما فيه!

أما عن الحب فحدث بلا حرج ..

عندما يخطب الشاب الفتاة يكتشف فجأة أنه يحبها بجنون ..

من مكان ما تخرج القصائد الشعرية الرديئة والدباديــــب والأغـــــاني العاطفية , ويقفــــان معًا يشاهدان الغروب ..

أضحك دائما كلما رأيت هـــذا المنظر لأنه فــــي 80% من الحالات لا يبالي أحدهما بالغروب ويجده مملا .. هــــو يفضـــــل نشاطا بيولوجيا أكثـــــر حيويــــة , وهي تفضل أن يتجولا ليريا المحلات ويدفع دم قلبه .. لكنهما مرغمان علي ذلك .. لابد من تقمص حالة الحب كما تظهر في التليفزيون والسينما ..

كلاهما يقنع نفسه أنه يحب الآخر بعنف!

د.أحمد خالد توفيق

خداع النفس فن