اقتباسات من رواية الموت عمل شاق

مرور جنازة كان يثير تعاطف الجميع أيّام السلم، السيّارات تفسح الطريق، المارّة يتوقفون وفي عيونهم تعاطف حقيقي، لكن في الحرب مرور جنازة حدث عادي لا يثير أيّ شيء سوى حسد الأحياء الّذين تحوّلت حياتهم إلى انتظار مؤلم للموت.

"التفكير جريمة حقيقية تستوجب المساءلة."

في الأشهر الأخيرة لم يعد أحد يسأل عن سبب الموت وتفاصيله، يعرفونها جيداًّ، الموت تحت القصف، تحت التعذيب في المعتقلات، قتل بعد الخطف لطلب فدية، رصاص قنّاص، معركة، أمّا الموت كمداً أو بسبب خيانة الجسد لصاحبه، فهي ميتات نادرة هذه الأيّام، الموت الّذي لا يراكم غضباً لم يعد يعوَّل عليه.

"سيعتقلون الجثّة". لم يفهم، ظنّ في الأمر التباساً، لكن حين فتح العنصر باب غرفة قرميديّة دون نوافذ ورماهم داخلها فهموا أنّ الأمر جدّي. لقد اعتقلوا الجثّة، الأب كان مطلوباً لأكثر من فرع مخابرات منذ أكثر من سنتين.

"حين تمضي الحياة لا تفيد الذكريات إلا في نبش مزيد من الألم."

"الحياة هي مجموعة أفعال تافهة لا بد ستنتهي."

"أصبح الموت عملاً شاقاًّ كما هي الحياة بكافّة تفاصيلها"

"اقتنعت بأن أفضل الوسائل لهزم الحرب هي التوقف عن الحديث عنها..."

دوماً الغربة تبدأ من مغادرة السرير، وتلك الأشياء الصغيرة التي تستعملها يوميا، تصبح جزءاً منك، مغادرتها شيء صعب للغاية و ينذر بالشؤم دوماً."

"فكرة موت عدوّك لا تكفي لإطفاء نار الانتقام داخلك، بل يجب أن تكون قاتله لشفاء غليلك، شيء مخيف..."

" لحظة المكاشفة في الحب تشبه باقة ورد تطفو على صفحة نهر ، يجب التقاطها في الوقت المناسب ، النهر سيجرفها ولن تنتظر طويلاً "

لكنّ بلبل فكّر كثيراً بأنّ المعنى الحقيقي للحبّ هو ما نفقده وليس ما نعيشه.

أخبره عن موت أبيه بشكل طبيعي منذ ساعة في المشفى، ضحك السائق وأخبره أنّ ثلاثةً من إخوته وأولادهم ماتوا الشهر الماضي في القصف، صمت الاثنان، لم يعد الحديث متكافئاً

لم يعد الموت فعلاً يستدعي الانفعال، بل أصبح خلاصاً يثير حسد الأحياء.

مضى، لكنّ الأب تشبّث به من الصعب رؤية خوائك بعد نصف قرن من الوهم، تعود كتلة متفسّخة تنبعث منك روائح بشعة، وتتناسل الديدان من خاصرتك التفسّخ إهانة حقيقيّة للجسد وليس الموت، الآن فهم بلبل معنى تكفين الجسد قبل الدفن إنّها

الأشياء قضى سنوات وحدته في عزلة كاملة، احتسى خموراً رديئة في عطلة نهاية الأسبوع، تناول طعاماً بائتاً وبارداً، مارس العادة السرّية وازداد خوفاً من كلّ شيء، كأنّه معلّق في مسمار السماء الصدئ، لا يستطيع الهبوط على الأرض وعاجز عن الطيران

وجهان لعملة واحدة، حسين يمثل الوجه الشجاع والأحمق، وبلبل الوجه الآخر الجبان والمستسلم، كلاهما خسر معركته مع الحياة هم الثلاثة الآن عبارة عن أشخاص غرباء عن هذه الجثّة الّتي مهما خسرت، فسيظلّ لديها شيء تربحه في النهاية يجعلها تتمدّد دون

تريد أن تصبح امرأة متمدّنة، تعشق حروف لهجتها الريفيّة القويّة، تصمت حين يبدأ الأب برواية تاريخ عائلته لزوّاره، كانت تعتقد أنّه يؤلّف ولا يكذب، لم تعد تصحّح له الأسماء وقراباتها الشخصيّة الحقيقيّة الوحيدة هي أخته ليلى الّتي أحرقت نفسها، لم

تعنيه الأفكار الجديدة، ويوماً بعد آخر تحوّل إلى موظف نموذجي، يخاف من أيّ شيء وأكثر ما يخيفه الذهاب إلى التهلكة حين يوافق لميا وهي تتحدّث عن التغيير والثورة كضرورة، كانت تقول بصوت عالٍ إنّ المجتمع وصل إلى آخر مراحل الخنوع،

قريبين من منزل الأب الّذي ظلّ واقفاً، لم يتزحزح عن مكانه، كان يريد حصّته من الموت، بقيت الجثث على الأرض، انسحب عناصر المخابرات بعد أقلّ من ساعة كانت كافية لإتمام المجزرة، وصل بلبل إلى المنزل، سبقته لميا، سألته عن أبيه،