اقتباسات من رواية قيد الدرس

إنني في اللاوعي أقاوم الحب والتعلق، وأريد أن أثبت بأي شكل أنه سيء، كي أقنع نفسي بضرورة التخلي عنه..

ماذا تعني الهوية غير تحديد انتمائك لمكان ما، بكل أبعاده الجغرافية والتاريخية؟ الهوية هي اختزال أبعادك الإنسانية إلى عنوان، يقول إنك أتيت من هنا أو هناك.. وبناء على ذلك تتحدد قيمتك الإنسانية

سيظل يفكر كيف من الممكن لأي كان أن يقتل شخصًا مجهولًا، فقط لأنه يحمل هوية تختلف عن هويته؟ لكن مع الوقت سيجد أن سؤاله هذا ساذج للغاية، لأن الحروب بكل ما فيها من بشاعات تقوم بناء على رغبة طرف في إبادة هوية طرف آخر

الإحساس باليتم ليس له علاقة بالوجود البدني للأبوين، فما فائدة الوجود المادي مع غياب الغاية الحقيقية منه

تكتشف كل مرة أن الرحيل الدائم وقت مقتطع غير متصل بالزمن، تكون خلاله في حالة أمان قصوى، غير مرهونة للمكان، للهويات، وللتعريفات التي يبحث عنها الآخرون

تحب المطارات، حركة الناس فيها، وجوه الغرباء الغامضة، تعجلهم، حيرتهم، تلهفهم للوصول، حالات تلهمك أمنية استمرار السفر، والوصولو إلى اللامكان

حتى سنّ السابعة بقيت أمشي ممسكًا ثوب أمّي، ومنذ أن أفلتّه، صرت تائهًا أبحث عن يقين أتشبّث به. أطلب الحقيقة، تأتي إليّ، وأكون حينها في بلاد لا تجدي الحقائق فيها.

يغمرني إحساس بالخفة معه، يعيدني إلى ذاتي، قبل أن تصيبها الندوب. معه، عرفت كيف يلامسك جسد يسعى إليك أنت، للتوحّد معك فقط

في الحقيقة، نحن لا نشبه عائلتنا بالشكل الخارجي فقط، بل ربّما نكرّر مواقق الحياة نفسها بشكل أو بآخر

ذاتي ليست في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في الآلام أو المسرّات التي عرفتها؛ تحت كلّ هذه الطبقات، ثمّة تجاويف بعيدة لا يراها أحد.

أنا كلّ هذا.. ولستُ شيئًا من هذا. ما نكون عليه ليس هو ذاتنا الأعمق، وأنا لم أجد ذاتي الأعمق بعد.

لم يكن حبّه يحتاج دليلًا. الحبّ الحقيقيّ مثل الشمس، لا يمكن حجبه، يكشف نفسه بحرّيّة تامّة من دون الحاجة لأبواب مواربة كي يدخل منها.

الحبّ الذي لا يبدأ بشغف، ويتشكّل بفعل التراكم، تبدو نظرة واحدة كافية لأن تنهيه

ثمّة نوع من الحبّ ينتهي بنظرة واحدة، لا يحتاج لأكثر منها.

الحقائق لا تكشف بسهولة.. نحتاج أن نكتوي بالنار، أن تُلامس أصابعنا وهج الشمعة لنعرف أنّها تحترق وحدها، من دون وجود شمعة أخرى تؤنس احتراقها.

عشت مراحل عديدة في حياة واحدة، ولو أردت الحديث عن كلّ حياة منها، لن يمكنني تذكّر التفاصيل الكثيرة.. هناك رغوة تشبه زبد البحر تعلو ذاكرتي لتؤطّر سياج كلّ حياة، فلا أتذكّر، أو أرى إلا ذاك الزبد.

تلوح في داخلي مشاهد قديمة لّأطفال صغار كنت أراهم، لكنّني لم أكن يومًا مثلهم، ولم أعرف أن ما لم نأخذه في طفولتنا، لن نأخذه أبدًا.

لم أكن طفلة يومًا، ولا مراهقة، ولا عروسًا شابّة.. ربّما لا أستطيع تذكّر متى كنت صغيرة آخر مرّة

تلك النظرة في عينيها جعلتك تستعيد الماضي كله! لكن هل الماضي يعود حقّا!

يبدو كما لو أنّه مضت مئات السنين على مغادرتك، ورغم هذا لم يتغيّر شيء،