اقتباسات من كتاب إعادة تدوير الخيبة

«كئيبًا، ومُنفتحًا كالبحر، أقف لأحدِّثَكم عن البحر»

‫ (رياض الصالح الحسين)

في الوحدةِ

‫ تتشابهُ إسبانيا وفاطمةُ

رجُلٍ لا يرى مِنْكِ سوى ما يرى رجلٌ من امرأتِه، يعجزُ عن استيعابِ كُلِّكِ وإدراكِ كينونَتِك، لا يرى من شمسِكِ المُلتهبةِ سوى نجمٍ صغيرٍ يدورُ حولَه، رُغم أنه هو الذي يدورُ مُنساقًا في فلكِكِ، وأنتِ لا تدورين إلَّا حولَ ذاتك.

«العَيشُ كُلُّه لاشيء، سوى مَسعًى مُتحمِّسٍ لأن نتحرَّكَ بشكلٍ أضيقَ سويَّةً!»

‫ (توماس برنهارد)

و -كما هو معروفٌ- الحُبُّ والخَيبَةُ ‫ لا يأتيانِ ببطاقاتٍ تحذيريَّةٍ مُسبقة ‫ لا شيءَ على ما يُرام. ‫ ولكنِّي لا أنسى وجهَ امرأةٍ أحببتُها ‫ حتى لو لعَشرِ ثوانٍ. ‫ أنقشُهُ كوشمٍ على جدارِ القلبِ ‫ وأزرعُ إلى جوارِه نبتة

ديريدا يقولُ إن الكلامَ وسيطٌ سيِّئٌ للتواصُل

‫ ولكن، مَنْ يحتاجُ الكلامَ

«تبدأُ الكارثةُ في الأساسِ، بقيامِ المرءِ من سَريرِه»

‫ (توماس برنهارد)

مُذكِّراتُ رجُلٍ تفكيكـيٍّ

‫ ديريدا كان مُحِقًّا؛

‫ أنا عالقٌ في اللغةِ

‫ ولا شيءَ خارجَ النصِّ سواكِ.

‫ عيناك الحُلوتان

‫ تشيانِ بوهنِ الوساطةِ اللُّغويَّةِ

في مُخيِّلَتِي..

‫ تمشي صبيَّةٌ على أطرافي

‫ تحملُ إكليلًا من زهر السيسبانِ

‫ تزرعُهُ في رئتي المُتعَبَة

‫ وتبكيْ..

‫ أنا يا صغيرتي

‫ مُمتلِئٌ بالذكرياتِ

‫ وحقائبِ السفرِ الطويل

شكر خاص لـ

‫تدقيق لغوي: محمد عبد الخالق

‫رسومات داخلية: ماجد السكري

يبدو كتابا متميزا

لستُ رجلًا طيبًا..

‫ لا أحملُ في قلبي إكليلًا من الأُوركيدِ

‫ ولا ألُفُّ سجائري بنفسي.

‫ أنا أبحثُ عن النورِ.

‫ بيدَين ممدودَتَين

‫ إلى العتمة.

أنا لا أبكي..

‫ دموعي –على الأرجحِ- مُخبَّأةٌ في بئرِ دموعٍ

‫ وهذا لا يثيرُ اهتمامي.

‫ أُريدُ أن أبكيَ بحرقةِ طفلٍ مُدلَّلٍ فقد لعبتَه.

أنا الذي عبرتُ أميالًا من الجُرحِ ‫

من أجلِ أن أُدرِكَ قصيدةً ‫ مُوجزةً،

ومُترعةً بالألمِ ‫

أفتِّشُ وراءَ الحلمِ ‫

أتوسَّدُ حَصَى الخيالِ ‫

أسيرُ معَ القافيةِ ‫

أُحدِّقُ في ذاكرةِ الجمالِ. ‫

أسقطُ! ‫

‫ وبقليلٍ من الحظِّ

‫ وبما يكفي من المِلحِ والخُبزِ

‫ أتوحَّدُ مع الكلماتِ كي نُنجِبَ مجازًا..

سأغيب كما يليق بشاعرٍ

ماتَ وعلى وجههِ غيمةٌ.

‫ يتوقَّفُ صَخَبُ العالَمِ

‫ عند عتبةِ الباب..

‫ بينما يهمسُ توأمي في أُذُنِي:

‫ “من أين يتسرَّبُ كُلُّ هذا الحُزن؟!”

الحياةُ، التي نُريدُها،

عصيَّةٌ على التحقُّقِ والمُوسيقى تنتصرُ على الألمِ

‫لأنها لا تُقاوِمُه. ‫

بل تسمحُ له بالوجودِ، والانتشاءِ. ‫

هو -مثلُنا- يُريدُ فقط ‫ فُرصةً للحياة. ‫

‫أنا عالقٌ في اللغة..

‫وفضاءُ المعنى لا يتّسعُ -بما يكفي- لليقين

‫واليقينُ ليس سوى نافذةٍ

‫مُعتمةٍ على العالم.

لدينا

⁠‫المساءُ الأزرقُ

⁠‫وقلوبٌ مُعدَّةٌ -مُسبقًا- للموت.

لا أخاف من العدمِ

‫ يرعبني الوجود

أُحدِّثُكم عن الخيبةِ

‫ وعن الحُبِّ.