تجديد جورج أورويل : أو ماذا حدث للعالم منذ 1950 - جلال أمين
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

تجديد جورج أورويل : أو ماذا حدث للعالم منذ 1950

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

"كانت كراهية «جورج أورويل» مُنصبة على نظام - أيًّا كان لونه الأيديولوجي - لا يجد الفرد فيه مهربًا من استعباد التكنولوجيا الحديثة. هذه التكنولوجيا الحديثة لا تتمثل فقط فيما لدى أصحاب السلطة من أسلحة وسجون ومعتقلات، بل ما لديهم من وسائل تجسس وتنصت وغسيل مخ. وكلها وسائل لا تزال متاحة لمختلف الأنظمة اليوم. ويرى مفكرنا الكبير الدكتور جلال أمين أنه من المفيد - بل من الضروري - «تجديد جورج أورويل»، أي تتبع ما جدَّ من تطورات في طبقة الممسكين بالسلطة الذين يمارسون القهر في العالم، والأسباب التي أدت إلى هذه التطورات، ونوع الرسائل التي يرسلها أصحاب السلطة الجُدد إلى الناس من قبيل غسيل المخ. فإن ما طرأ من تطور لا يقتصر على أساليب الكذب، بل يطال أيضًا مضمون الكلام الكاذب. ويُظهر كاتبنا كيف أن القهر النفسي، بإثارة الشهوات والرغبات التي يصعب أو يستحيل إشباعها، حل محل الحرمان من الأجر العادل والتعذيب المادي، وكيف تغيرت، تبعًا لذلك، طبيعة شعور المرء بالاغتراب، وما ضاع منه وما تبقى له من وسائل لمقاومة الأنواع المختلفة من القهر. كتاب كاشف ومهم، فكما أكد «أورويل»، إن ظواهر الأمور غير بواطنها، وما يُقال لنا كثيرًا ما يكون عكس الحقيقة بالضبط، وعلينا أن نبذل جهدًا فائقًا لكي نرى ما يدور أمام أعيننا."
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.9 9 تقييم
127 مشاركة

اقتباسات من كتاب تجديد جورج أورويل : أو ماذا حدث للعالم منذ 1950

كانت كراهية «جورج أورويل» مُنصبة على نظام - أيًّا كان لونه الأيديولوجي - لا يجد الفرد فيه مهربًا من استعباد التكنولوجيا الحديثة. هذه التكنولوجيا الحديثة لا تتمثل فقط فيما لدى أصحاب السلطة من أسلحة وسجون ومعتقلات، بل ما لديهم من وسائل تجسس وتنصت وغسيل مخ. وكلها وسائل لا تزال متاحة لمختلف الأنظمة اليوم.

مشاركة من Rudina K Yasin
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب تجديد جورج أورويل : أو ماذا حدث للعالم منذ 1950

    9

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب الثامن 2024

    تجديد جورج اورويل : ماذا حدث للعالم بعد 1950

    جلال امين

    كانت كراهية «جورج أورويل» مُنصبة على نظام - أيًّا كان لونه الأيديولوجي - لا يجد الفرد فيه مهربًا من استعباد التكنولوجيا الحديثة. هذه التكنولوجيا الحديثة لا تتمثل فقط فيما لدى أصحاب السلطة من أسلحة وسجون ومعتقلات، بل ما لديهم من وسائل تجسس وتنصت وغسيل مخ. وكلها وسائل لا تزال متاحة لمختلف الأنظمة اليوم.

    • 140 صفحة قراءة الكترونية رديئة جدا نذهب مع الكاتب جلال امين وكتابة" تجديد جورج اورويل" الصادرة عن دار دار الكرامة المصرية ، ووجهة نظره في رواية جورج 1984 حيث اعادنا الى نظرية ميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) او كل الطرق تشبه بعضها ، و هي آخر ما كتبه المفكر المصري جلال أمين.

    قدّم المفكر جلال أمين كتابه بتلخيص مطوّل لرواية "أورويل" الأشهر (1984)، مشيرًا إلى أنّه يريد في كتابه أن يقول أنّ الزمن المفترض في هذه الرواية قد أتى!وأنه "على الرغم من أن كثيرين قرأوا رواية 1984 باعتباره احتجاجا على الدولة الديكتاتورية فهو في الحقيقة احتجاج على قهر التكنولوجيا الحديثة للإنسان" على حد قول جلال أمين.

    • اذا عدنا للكاتب البريطاني مؤلف رواية 1984 جورج اورويل الذي انتقد الانظمة الديكتاتورية اي نظام الاخ الاكبر او الملك الواحد راس الهرم واعترف انني يجب اعادة قراءة الرواية التي قرئت عام 2019 بفكر اككبر ورؤية واضحة كرؤية جورج الذي كان من المحذِّرين من عواقب غياب العدالة الاجتماعية، ومن أبرز المُعارضين للحُكم الشموليّ، ولاسيّما أنّه كان مؤمناً بالاشتراكية الديمقراطية.

    العولمة و التكنولوجيا هياساس الحرب العالم اصبح مكشوف بابسط الاجهزة التي لا يتعدى حجمها كف اليد اصبحت الدول تاخذ حقها من خلال التكنلوجيا ، لا داعي لاراقة الدماء او يمكن اراقتها باعتى الوسائل حال نطلب ذلك . هذا لا يعني أن الحرب أصبحت أقل وحشية أو أقل إراقة للدماء أو أقل هستيرية مما كانت في الماضي. بالعكس. لقد زادت أعمال الحرب بربرية و اقترنت بهستيريا أكبر. كل ما هنالك أن الحرب أصبحت محدودة النطاق جغرافيا. و لم تعد تمتد إلى أرض القوى الكبرى نفسها. بل تجري في الأقاليم المتاخمة لها. التي لم يتحدد بعد بشكل واضح ما إذا كانت ستقع تحت نفوذ هذه الدولة الكبرى أو تلك.

    • لقد زالت حقا طبقة الرأسماليين و لكن ظهرت بدلا منها ممالك جديدة. تتكون من السياسيين و المتحكمين . و قادة نقابات العمال و خبراء الإعلام و الصحافيين. هذه الفئة الجديدة و إن كانت أقل تطلعا إلى الرفاهية المادية من سابقتها فإنها أكثر طمعا في محض السلطة. و هم في سبيل احتفاظهم بالسلطة على استعداد لممارسة وسائل للقهر. تعتبر وسائل الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى بالنسبة لها غاية في التسامح. بل انهم أعادوا وسائل القهر التي كانت قد هجرت منذ زمن طويل. كالسجن دون محاكمة و الإعدام العلني و التعذيب للحصول على الاعتراف. و ترحيل أمم بأسرها من أراضيها. كما سمح لهم تقدم وسائل الإعلام و الاتصال و خصوصا اختراع التليسكرين الذي يسمح بالإرسال و الاستقبال في الوقت نفسه بالتحكم في الرأي العام و تشكيله على أي نحو يشاءون. و من ثم أصبح بمقدور الدولة ليس فقط أن تضمن الطاعة التامة بل و أيضا أن تضمن التماثل التام في الأفكار. و أن تقضي قضاء مبرما على الحياة الخاصة.

    • لكن السؤال الاهم هو : هل العالم الموجود زمن الرواية تغير ؟ ام هل يجب أن نتعاطى مع أورويل بقراءة جديدة تتجاوز المألوف، ولاسيّما أنّ العالَم قد تغيّر منذ العام 1950 تغيّراً جذريّاً شكلاً وموضوعاً؟

    • كيف تسير السياسة اليوم 2024 هل تختلف عن 1949 او العام التالي 1950 وهو ما اراد جلال امين ان يخبرنا به من الضروري تجديد الفكر ، ويرى أنّ هناك ضرورة لتتبُّع ما جدَّ من تطوّرات من حول العالَم، ومُراجَعة الأسباب التي أدّت إلى هذه التطوّرات، ونوع الرسائل التي يرسلها أصحاب السلطة الجُدد إلى الناس من قبيل غسيل المخّ

    • الكارثة الكبرى تكم في طريقة ايصال الرسائل للعامة من السلطات الحاكمة لقد اختلفت الطرق واصبحت اسهل : العولمة تفعل فعلها بالناس لقد اعطى الكاتب تلميحات كبيرة على ذلك من خلال كتب واحداث مثل حادثة مقتل بن لادن او احداث 11 سبتمبر وربما ابعد اكثر لنصل الى اغتيال كندي ، فالعولمة لم تقتصر على أساليب الكذب، بل وصلت أيضاً مضمون الكلام الكاذب، ويُظهر عبر صفحات كتابه كيف أنّ القهر النفسيّ، بإثارة الشهوات والرغبات التي يصعب أو يستحيل إشباعها، حلَّ محلّ الحرمان من الأجر العادِل والتعذيب المادّي، وكيف تغيّرت تبعاً لذلك طبيعة شعور المرء بالاغتراب، وما ضاع منه، وما تبقّى له من وسائل لمُقاوَمة الأنواع المختلفة من القهر.

    • هل تفسير ذلك أننا و إن كنا نعيش في عصر العولمة نعيش في الحقيقة عصر عولمة الاقتصاد. و عولمة تسويق السلع و سرعة نقلها عبر مسافات طويلة دون أن تنتقل الثقافة بنفس السرعة. ربما لارتفاع وزنها؟ نعم. الأفكار و المعلومات تنتقل بسرعة أكبر بكثير من ذي قبل. و لكن أي أفكار و أي معلومات بالضبط؟ هل هي في الأساس الأفكار و المعلومات التي تسهل عمليات البيع و الشراء و تسويق السلع؟

    • في عصر الشركات متعددة الجنسيات أصبح الرأسمالي يهدد العمال بأن يغلق المصنع بأكمله. ليفتحه في بلاد أخرى. العمال فيها مستعدون لقبول الأجر المنخفض. و العمل في أي ظروف. العامل الإنجليزي يخشى المنافسة من العمال المتبطلين في إندونيسيا. و هؤلاء يخشون منافسة المتبطلين في تايلاند أو نيجيريا. إلخ. الظاهرة مخيفة لأكثر من سبب. فالعمال المتبطلون لم تعد لهم القدرة على تخريب المصنع أو رميه بالطوب. فقد اختفى المصنع تماما من أمامهم. و هم لا يستطيعون تهديد أصحاب المصنع بالعمل النقابي أو الضغط على الحكومة. فالعمل النقابي لا يمتد أثره خارج الحدود. و الحكومة نفسها أصبحت تأتمر بأمر الشركات العملاقة. و حتى لو لم تأتمر بأمرها فإنها لا تستطيع أن تتعقبها خارج حدود الدولة.

    • من الأمور التي اختلفت مع جلال أمين فيها هنا اعتراضه على الإجراءات الأمنية المشددة في نقاط التفتيش بالمطارات مثل خلع الحذاء و خلع الجاكيت و هو يرى أن حادث واحد من حذاء أو جاكيت مفخخ لا يبرر كل هذا الهلع و أنا أستغرب كلامه بالفعل لأنه ما من ضامن يضمن عدم تكرار ذلك إلا بالتفتيش الدقيق كل مرة.

    • نظرية المؤامرة فيما يخص الاسلام فهو لا يرى أي مصلحة للإسلام و المسلمين في عمليات العنفبل هي على العكس تأتي بأسوأ النتائج لكل من ينتسب إلى الإسلام لذا فهو لا يرى أنها من أعمالنا بل من أعمال الغرب ليبرر رد فعله العنيف على هذه العمليات و ليحقق الاستفادة القصوى. و هنا أختلف معه جزئيا و أرى أنها نتاج مشترك من تخطيطهم و تمويلهم و غبائنا في الانقياد لهم بدون وعي و تنفيذ مخططاتهم و تبنيها و العمل على تأكيد أنها مقاومة خالصة من صنعنا دون إدراك ما ستجره علينا من خراب. إن هذه العملية هي نتاج المتطرفين من الإسلاميين و أعدائهم في الوقت نفسه و لكل منهم غرضه و مبرراته و ليس لنا في منتصف هذان الفريقان إلا ما يصيبنا من شظايا.

    • يطرح الكتاب تغول العولمة بمنظومتها الرأسمالية مقابل الدولة القوية القائمة على الإشتراكية و يطرح تراجع الحريات على حساب السوق و الاستهلاك و الأمن مما يجعل من إحياء فكر جورج أورويل في مقاومة تسلط الدولة أمرا حتميا يجب أن نتسلح به في الحاضر و المستق

    • واخيرا ما اراد الكاتب ان يخبرنا ان العديد من الكتب تبقى عالقة في ذهن القارئ مثل الحرب والسلم والجريمة والعقاب وعزازيل والكتب الفكرية وغيرها ، فتُطبع ثمّ يُعاد طبعها، وتظلّ نسخٌ منها على رفوف المكتبات لأنّ أصحاب المكتبات واثقون من أنّ هناك مَن سيأتي لطلبها، ولا تتوقّف الإشارة إليها في الكُتب والمجلّات والصحف، من دون حاجة إلى التعريف بها، إذ يفترض أنّ القرّاء يعرفونها ولديهم فكرة ما عن مضمونها مثل 1984 ، فمن خلال هذه الرواية وغيرها فهمنا التحذير الذي اطلق للبشرية عموما ممّا يُمكن أن يأتي به المستقبل، بل كان ولديهم ثقة من أنّ المستقبل سيأتي به، ما لم يتنبه الناس إلى حقيقة الأمر قبل فوات الأوان، لهذا كان عنوان الرواية ارقاما لتدل على سنوات الظلام .إذ ظلّ أورويل متعاطفاً مع الاشتراكية طوال حياته، بل كانت كراهيّته منصبّة على أيّ نظامٍ يسعي لاستعباد الإنسان بخلاف ما كان يسعى قطبان النظام في 1984 ان يفعلاه بالبشر .

    • هناك جانبٌ أخر من الإشكالية يشير إليه الدكتور أمين بعمق، هو إشكالية البُعد الزمنيّ في القصّة، بمعنى أنّه عندما كان “أورويل” يكتب روايته “1984” كان العصر لا يزال “عصر القوميّات” ولم يكُن قد حلّ بعد “عصر العَولمة” بالدرجة والشكل اللّذَين نعرفهما اليوم، كان المصدر الأساس للقهر في عصر القوميّات هو “الدولة القوميّة”، ووسائل القهر تمثَّلت في شبكات التجسّس والمُخابرات والسجون، وفي أدوات التعذيب، وقد قدّمها أورويل في صورة بالِغة القوّة. وكان القاهر الأعظم هو “الأخ الاكبر” الذي لا تكفّ وسائل الإعلام عن ذكر اسمه والتسبيح بحمده، والحرب كانت تُشَنّ من دولة أو مجموعة من الدول ضدّ دولة أو مجموعة أخرى، وتجري تعبئة الناس للحرب بشعارات الوطنيّة والولاء للوطن، كما كان قيام دولة قويّة بإخضاع دولة أضعف منها يتّخذ صورة الاستعمار، أي الاحتلال العسكري والاستغلال الاقتصاد ، حيث الخوف الحقيقي وقد اتّضح أنّ له ما يبرِّره، أكثر فأكثر، كلّما مرّ الزمن؛ وها نحن بعد مرور أكثر من 65 عاماً على صدور الرواية لأوّل مرّة، نجد أمثلة من مختلف بلدان العالَم، أيّاً كانت الإيديولوجية التي تتبنّاها، عن زيادة تضاؤل الفرد تجاه أصحاب السلطة، نتيجة زيادة ما بأَيدي أصحاب السلطة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، وعن زيادة حجم الأكاذيب التي تُقدَّم للإنسان المُعاصِر على أنّها حقيقة، وتضاؤل قدرة الفرد على المُقاوَمة، يوماً بعد يوم، بمعنى تضاؤل قدرته ليس على تحدّي أوامر السلطة ومُعارضتها فقط، بل على التمييز بين الكذب والصدق في ما يُقال عن طريق وسائل الإعلام.

    • يقرع كِتاب الدكتور أمين جرس التنبيه لكثير من إشكاليّات الحداثة والمُعاصرة. وكما أكَّد أورويل أنّ ظواهر الأمور غير بواطنها، يجب أن نوقن بدَورنا أنّ كثيراً ممّا يُقال لنا عكس الحقيقة بالضبط، وأنّه يجدر بنا بذل جهدٍ فائق لكي نرى ما يدور أمام أعيننا وهذه هي الفائدة الحقيقية من عمليّة “تجديد جورج أورويل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    العولمة و التكنولوجيا الحديثة لا تعني أن الحرب أصبحت أقل وحشية أو أقل إراقة للدماء أو أقل هستيرية مما كانت في الماضي. بالعكس. لقد زادت أعمال الحرب بربرية و اقترنت بهستيريا أكبر. كل ما هنالك أن الحرب أصبحت محدودة النطاق جغرافيا. و لم تعد تمتد إلى أرض القوى الكبرى نفسها. بل تجري في الأقاليم المتاخمة لها. التي لم يتحدد بعد بشكل واضح ما إذا كانت ستقع تحت نفوذ هذه الدولة الكبرى أو تلك.

    لقد زالت حقا طبقة الرأسماليين و لكن ظهرت بدلا منها ارستقراطية جديدة. تتكون من السياسيين و البيروقراطيين المحترفين. و قادة نقابات العمال و خبراء الإعلام و الصحافيين. هذه الأرستقراطية الجديدة و إن كانت أقل تطلعا إلى الرفاهية المادية من سابقتها فإنها أكثر طمعا في محض السلطة. و هم في سبيل احتفاظهم بالسلطة على استعداد لممارسة وسائل للقهر. تعتبر وسائل الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى بالنسبة لها غاية في التسامح. بل انهم أعادوا وسائل القهر التي كانت قد هجرت منذ زمن طويل. كالسجن دون محاكمة و الإعدام العلني و التعذيب للحصول على الاعتراف. و ترحيل أمم بأسرها من أراضيها. كما سمح لهم تقدم وسائل الإعلام و الاتصال و خصوصا اختراع التليسكرين الذي يسمح بالإرسال و الاستقبال في الوقت نفسه بالتحكم في الرأي العام و تشكيله على أي نحو يشاءون. و من ثم أصبح بمقدور الدولة ليس فقط أن تضمن الطاعة التامة بل و أيضا أن تضمن التماثل التام في الأفكار. و أن تقضي قضاء مبرما على الحياة الخاصة.

    في رواية جورج أورويل 1984 كانت الأفكار هي أخطر شيء على الدولة و كان المسجونون بسبب أفكارهم في حالة ذعر دائم. و يتعرضون لأنواع من التعذيب لا يتعرض لها المجرم العادي. بل ان المجرمين العاديين الذين ارتكبوا جرائم القتل أو السرقة أو الاغتصاب. كانوا يبدون و كأن لا شيء يعكر صفوهم. بل و يبدون جرأة غريبة إزاء الحرس و يسبونهم و يهربون الطعام من وراء ظهورهم. بل و قد يوجهون السباب إلى شاشة التليسكرين حينما توجه الأوامر إليهم.

    هذا قليل من كثير يتطلب تجديد جورج أورويل. ما زال كتاب 1984 مهما مثل معظم كتابات أورويل الأخرى. و ستظل كذلك لفترة طويلة مقبلة. و سنظل على أي حال مدينين له بأنه شق لنا طريقا جديدا. و يكفيه تأكيده على شيء واحد على الأقل: أن ظواهر الأمور غير بواطنها. و أن ما يقال لنا كثيرا ما يكون عكس الحقيقة بالضبط. علينا فقط أن ننتبه أن الحقيقة تتغير من عصر لعصر. و كذلك ما يقال لنا. و لكن أورويل أيضا هو الذي قال مرة: إن علينا أن نبذل جهدا فائقا لكي نرى ما يدور أمام أعيننا.

    هل تفسير ذلك أننا و إن كنا نعيش في عصر العولمة نعيش في الحقيقة عصر عولمة الاقتصاد. و عولمة تسويق السلع و سرعة نقلها عبر مسافات طويلة دون أن تنتقل الثقافة بنفس السرعة. ربما لارتفاع وزنها؟ نعم. الأفكار و المعلومات تنتقل بسرعة أكبر بكثير من ذي قبل. و لكن أي أفكار و أي معلومات بالضبط؟ هل هي في الأساس الأفكار و المعلومات التي تسهل عمليات البيع و الشراء و تسويق السلع؟ إذا كان الأمر كذلك فإن النفع الناتج عن العولمة لا يبدو واضحا تماما لي.

    في عصر الشركات متعددة الجنسيات أصبح الرأسمالي يهدد العمال بأن يغلق المصنع بأكمله. ليفتحه في بلاد أخرى. العمال فيها مستعدون لقبول الأجر المنخفض. و العمل في أي ظروف. العامل الإنجليزي يخشى المنافسة من العمال المتبطلين في إندونيسيا. و هؤلاء يخشون منافسة المتبطلين في تايلاند أو نيجيريا. إلخ. الظاهرة مخيفة لأكثر من سبب. فالعمال المتبطلون لم تعد لهم القدرة على تخريب المصنع أو رميه بالطوب. فقد اختفى المصنع تماما من أمامهم. و هم لا يستطيعون تهديد أصحاب المصنع بالعمل النقابي أو الضغط على الحكومة. فالعمل النقابي لا يمتد أثره خارج الحدود. و الحكومة نفسها أصبحت تأتمر بأمر الشركات العملاقة. و حتى لو لم تأتمر بأمرها فإنها لا تستطيع أن تتعقبها خارج حدود الدولة.

    من الأمور التي اختلفت مع جلال أمين فيها هنا اعتراضه على الإجراءات الأمنية المشددة في نقاط التفتيش بالمطارات مثل خلع الحذاء و خلع الجاكيت و هو يرى أن حادث واحد من حذاء أو جاكيت مفخخ لا يبرر كل هذا الهلع و أنا أستغرب كلامه بالفعل لأنه ما من ضامن يضمن عدم تكرار ذلك إلا بالتفتيش الدقيق كل مرة.

    أمرا أخر هو تبنيه نظرية المؤامرة في ما يخص الإرهاب الإسلامي فهو لا يرى أي مصلحة للإسلام و المسلمين في هذه العمليات الإرهابية بل هي على العكس تأتي بأسوأ النتائج لكل من ينتسب إلى الإسلام لذا فهو لا يرى أنها من أعمالنا بل من أعمال الغرب ليبرر رد فعله العنيف على هذه العمليات و ليحقق الاستفادة القصوى. و هنا أختلف معه جزئيا و أرى أنها نتاج مشترك من تخطيطهم و تمويلهم و غبائنا في الانقياد لهم بدون وعي و تنفيذ مخططاتهم و تبنيها و العمل على تأكيد أنها مقاومة خالصة من صنعنا دون إدراك ما ستجره علينا من خراب. إن هذه العملية هي نتاج المتطرفين من الإسلاميين و أعدائهم في الوقت نفسه و لكل منهم غرضه و مبرراته و ليس لنا في منتصف هذان الفريقان إلا ما يصيبنا من شظايا.

    يطرح الكتاب تغول العولمة بمنظومتها الرأسمالية مقابل الدولة القوية القائمة على الإشتراكية و يطرح تراجع الحريات على حساب السوق و الاستهلاك و الأمن مما يجعل من إحياء فكر جورج أورويل في مقاومة تسلط الدولة أمرا حتميا يجب أن نتسلح به في الحاضر و المستقبل.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون