اقتباسات من رواية أنا يوسف

«المال سيّدٌ مُطاع للرّاقصة قلوبهم في معبده، يُغري التّائقين إليه، ويخطفهم من أنفسهم؛ فلا تقلْ لي إنّني أملك كلّ هذا المال، بل قُلْ إنّ كل هذا المال يملكني،

«وإنّني في أذى». «إنّه حُبّ الله لك». «أيحبّني ويرضى لي كلّ هذا الألم؟». «إنّما يَمتحنُكَ ليُمحّصك، ويَختبرُك ليختارَك، ويَفتِنُكَ لِيَفْتِنَكَ عن التّعلّق بسواه، ثُمّ يستصفيكَ له فلا يعودُ للشّيطان في روحك موضع».

«الأقربون طعنتهم أشدّ، إنّهم يرمونك عن قُرب، ويصوّبون نحوك عن عِلم، يتدثّرون بدثارِك، ومن تحته يوجّهون إليكَ سِهامهم في الظّلام».

والشّيطان يُنيم القلب بالغفلة فهكذا نام الإخوة، والمَلاك يُنيم القلب باليقين، فهكذا نام يوسف. والصّباح دليلٌ إلى كلّ شيء.

«سأقول ما في قلبي؛ إذا أقبلَ المرء على الآخرة تخفّف من كلّ شيءٍ. كلّ ما نملكه يملكنا بطريقةٍ ما. لن أكون حارِسًا لما أملك، سأُذلّ الدُّنيا إذا أقبلتْ، وأُعِزّ الآخرة وإنْ أدبرتْ».

«أرى أنّ ثمرة الزيتون لا تُضيءُ إلاّ بعدَ أنْ تُعصَر. وحبّة القمح لا تكون خُبزًا إلاّ بعدَ أنْ تُطحَن. والذروة لا تُبلَغ إلاّ بعد أنْ تبلغ العَقَبةُ الكَأْدأءُ من النّفس كلّ شيءٍ». «مَنْ علّمك هذا يا يوسف؟». «الله».

سأل الطّفل: «هل يسمعنا أحدٌ غير الله؟» «القلوب تسمع أيضًا يا بنيّ» «وهل أخاف من القلوب أم أطمئنّ لها يا أبي؟!» «بل كُنْ على حذرٍ حتّى من قلبِكَ يا بُنيّ، إنّ القلبَ أسرعُ في كَشف السّرّ من اللّسان أو العينَيَن،

للرّائحة ذاكرة، عبرت الرّائحة الزّمن إلى الأمام، لأوّل مرّة تُقدّم الرّائحة ذكرى ما سيأتي لا ذكرى ما مضى. رأى الرّائحة في حُلُمٍ آخَر، قَصّه عليه شخصٌ غريب، الرّوائح لا تعترف بالزّمن، الرّوائح صورةٌ تتحرّك في كلّ الاتّجاهات دفعةً واحدة.

مَنْ له القدرة والحظوة في أنْ يقرأ لغة العيون؟! وأيّ عيون؟! لكنْ هل للعيونِ لغة؟! ألا يكفي القلبَ المشبوب بالقَلَق أنْ ينظر فيهما من أجل أنْ يطمئنّ؟

«العدل بالقول قد يُغني عن قِسمة القلب».

الأحلام أصدقُ من الحقيقة. ظَهْرُ الرّؤيا بَطنُ الواقِع. ما كان للرّوح من الرّؤيا في النّوم أشدّ وضوحًا مِمّا كان للجسد من الرؤية في اليقظة. صِدقُ الرُّؤيا أوّل منازل النّبوّة

ظلام كثيف / ليلُُُُُ عميق / كل شئ هامد في الظلام في الليل 🌃

ردّ الأستاذ: «الوطنُ أنت، ما يسكُنُكَ لا ما تسكُنُه؛ قلبُك، إيمانُك، فكرتُك عن الله، يقينُك، ضعفُكَ أمام قوّته، صبرُك على مِحنته،

تخيّل نفسَه مثله على فِراش الموت، عند الموت يَرشَح من الإنسان كلُّ ما كان عالِقًا بالفانية فيفنى، ولا يبقَى منه إلاّ ما كان صالِحًا للباقية، هناك يستصفي الإنسانُ رُوحَه،

وإنّ واحدنا دون أُنثاه صِفر، أرضٌ بلا زَرع، وسَماءٌ بلا مطر، ولا يُهاب إلا مَنْ كان ذا رَهطٍ.

والعِلم أولى بالتّقدمة في المرتبة من السّنّ، فإنّ السّنّ يبلغه كلّ واحدٍ، أمّا العِلم فلا يؤتاه إلاّ ذو حَظٍّ عظيم.

«أيحبّني ويرضى لي كلّ هذا الألم؟». «إنّما يَمتحنُكَ ليُمحّصك، ويَختبرُك ليختارَك، ويَفتِنُكَ لِيَفْتِنَكَ عن التّعلّق بسواه، ثُمّ يستصفيكَ له فلا يعودُ للشّيطان في روحك موضع». رائع

«العَجَلةُ تُورِثُ النّدم. لا خيرَ في مَنْ لم يُهذّبْ نفسَه بمقاومة جموحها النّابع من ثقةٍ مُضلَّلة. لقد تزبَّبْت وأنتَ حصرم، الطّريق الطّويلة الشّائكة الّتي تُوصل إلى نصرٍ دائمٍ خيرٌ من الطّريق القصيرة السّهلة الّتي تُوصل إلى فوزٍ خادع». سكت (الأطحل)

لو كانوا أُمَناء في التّبيلغ عنه كما نفعل لما ضَلّوا، ولو كانوا يُدرِكون أنّ الأرزاق تجري على الأقدار لَمَا اقتتلوا، هل المحبّة إلاّ رِزق، وهل الفَهْم إلاّ رِزق، وهل الإيمان إلاّ رِزق؟! لكنّهم لمّا تركوا قلوبهم للحسد، وأرواحهم للطّمع، وعقولَهم للجهل...

إنّ القلبَ أسرعُ في كَشف السّرّ من اللّسان أو العينَيَن، لأنّه يُمليه عليهما فيفضحانه»