اقتباسات من كتاب على كل حال الوصايا المتناقضة: كي تجد معنى لوجودك في هذا العالم المجنون

والأسوأ من ذلك أنه عندما تكون ناجحًا فإنك ستكسب أعداءً حقيقيين، بعضهم خسر عندما نجحت، وبعضهم لا يريد لنجمك أن يَسطَع لأنه يرى نفسه ندًّا لك، وآخرون ناقمون من نجاح أي شخص وينتظرون اللحظة المناسبة لمهاجمته أو على الأقل لوضعه في موقف يُحرج مسيرته. فكلّما ترفّعْت إلى منصب أعلى في مجالك أو في مؤسستك، غدوت هدفًا أسهل.

الناس الذين يعملون وفقًا لدوافعهم الأنانيّة يتّهمون الآخرين بأنّهم يفعلون الشيء ذاته، فإذا كنت تفعل ما هو صالح، فأنت مُعرّض للتشكيك من قبل الآخرين وللتقليل من شأن أعمالك، وصحيح أن هذا الأمرَ مُؤسف، لكنْ عليك أن تُدرك أنّ ما يُقالُ عنكَ، يُعرِّيهم ولا يُعرِّيك.

أنت حر لتكون الشخص الذي يجب أن تكون. أنتَ حر لتجد المعنى الجوهري الذي غفلَ عنهُ الآخرون، وعندما تجده ستدرك سعادة أعمق من كل ما قد عرفته سابقًا.

سيعلم من يَصِلون إلى النجاح أنّهم سيكتسبون أصدقاء «شخصيين» وأصدقاء لـ «المنصب». الصديق الشخصي يكون معك في السرّاء والضرّاء، لو كنت في منصب عالٍ أو في منصب متدنٍ، أو حتى لو كنت دون منصب! الصديق الشخصي هو من يهتم بكَ بحق ويستمتع بصحبتك.

من المُؤسِف والمُحزن أن يُقرّر النّاس ألا يُحبوا الآخرين، لأنهم لا يستسيغونهم أو لأنهم يرونهم غير منطقيين وأنانيين، أو أنهم لا يستحقون هذا الحُب. فالحبّ لا يقوم على الموافقة أو الاستحقاق. ولا يمكن للحب أن يكون هكذا.

ولأن العالمَ مجنونٌ وأنت لستَ كذلك، فسوف تجد المعنى الجوهري في هذه المفارقات التي تتعاكس مع ما يشيع بين الناس، وهي أفكارٌ قد لا تبدو منطقية للوهلة الأولى لكنها بالرغم من ذلك صحيحة. هذا الكتاب يتحدثُ عن عشرِ مفارقاتٍ على شكلِ وصايا متناقضة.

أشاحَ كثير من الناس أبصارهم عن قيم الإنسانيّة التي لطالما كانت عونًا للأجيال التي سَلفَت، وصاروا يعتبرون كل الأمور نسبيّة وشَخصيّة، ولم يعودوا ينسبونَ أي معنى لأي شيء، ويتذمرون بعدها من أنّ الحياة غدت باهتة وخالِيَة من المعنى.

إنّني على قناعةٍ تامةٍ بأنّهُ مهما ارتفعت درجة الجنون في العالم فسوف يجد الناس المعنى للوجود الشخصي لحيواتهم.

إذا قبلتَ الوصايا المتناقضة، فأنت حُر. سوف تتحرر من جنون هذا العالم. وستكون الوصايا المتناقضة بمثابة إعلان الاستقلال الخاص بك. ضعها على جدارِك لتذكِّرك بِحُرّيتِكَ. وافعلْ ما تؤمنُ به من خيرٍ وحقٍّ لبقية حياتك لأنه المنطقي بالنسبة لك.

هدفي هُنا ليس التذمُّرَ، ولا التخلى عن الأمل، بل أن أُبَيّنَ أنّ هذا العالم غير منطقي، ولكن بإمكانك أنت أن تكون منطقيًّا، وأن تجد المعنى الجوهري لنفسك.