حروب البيتلز - نعيم عبد مهلهل
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

حروب البيتلز

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

يقول أهالي المدينة إن المقبرة كانت واحدة من أجمل البقاع، لما كانت تحويه من حدائق الورد والعشب، وبالرغم من أنها مقبرة، إلا أنها كانت مكاناً مريحاً للتنزّه والتمتّع بجمال المكان وهدوئه، بالرغم من أنه يقع في منطقة مزدحمة، وأن السفارة البريطانية في عهود قديمة كانت تتابع وضع المقبرة، وصيانة سياجها، والاهتمام بألواح الورد والشواهد، من خلال تعيين حارس لها يُدعى) محمد (أتى ذات يوم من البصرة، ليتعاقد مع البريطانيين على حراستها. خمس سنوات، كانوا يعطونه الراتب، ثم قطعوه عنه طوال خمس وعشرين عاماً، ظل فيها يحرس المكان، كما يحرس الفنار البحر. وكان يعيش وزوجه؛ حيث خلّفَ أبناء، هاجروا، ونسوه، وبقوا طوال هذه السنوات يعتاشون من خلال زرع البقوليات والخضار في المقبرة، وبسبب العمر وتراكم الإهمال لحياة الرجل وتَرْكه وحيداً مع القبور الصامتة والمهملة، انهارت ذاكرته، ولم يعد يتذكّر شيئاً من تاريخه الحميمي، والتعلق بها، والتعلم منها، بفضل زوّراها من أجانب وطلبة كليات لغات الذين كان يزورون المكان، ليقرؤوا الصياغات الأدبية في شواهد القبور، وصار يعيش هلوسة الكهولة، بالرغم من محاولات البعض جرّه إلى استذكار ما يهمّ المكان وسكانه من الجنود الإنكليز النائمين في غربة الأبد، بعيداً عن ضباب عاصمتهم اللاهية الآن بصراعات العولمة وقلق الإرهاب ورتابة دقات بك بن، وهي تؤرّخ لوقت عصيب، يمرّ فيه العالم من خلال أزمة مالية قاسية. لم ينبّهني إلى المكان، وما آل إليه من بؤس، حيث تفترشه النفايات والأتربة سوى شرود وذهول وعصبية حارس المقبرة، وهو يرفض بعناد أن يتحدّث عن أصدقائه الموتى الذين بقي معهم ثلاثين عاماً في ألفة لا يكشف يومياتها سوى استذكار وانتباه وهدوء الرجل. لكنه ظل على عناده، ولم يبح بشيء، بالرغم من أنه في شيخوخته المتأخّرة يعيش على صدقات الآخرين، ويسكن مكاناً، لا يليق ببشر أن يعيش فيه. لا أريد أن أضع ذاكرة الأرقام في بدن الحكاية، وليس لي أن أتكئ كثيراً على سجلّ التواريخ لما حدث في هذا الحصار. فقط - هنا - أعيش هاجس المكان بصورة ليست مُتخيّلة، هي واقعية، ولكنها ترتدي فنتازيا حركة يدين، ورد فعل الحارس. لقد ذهبت بي هذه الصورة للهيكل البشري الذي كان يأوي صمت العسكر المدثرين بتراب عدم الوفاء الذي قدّمته بريطانيا لهم، وكأنها نست أن تلك الحراب والخُوذ والزمزميات صَنَعَتْ مجد الشمس التي لا تغيب.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
10 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية حروب البيتلز

مراجعات

المؤلف
كل المؤلفون