اقتباسات من كتاب ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي

حالة بيلي ميلليجان الذي اتُّهِم بجرائم متعددة وتم تشخيصه بانشقاق أدَّى به إلى الاستعراف على ما يزيد على أربع وعشرين شخصية مستقلة. ما يميز ميلليجان هو أنه وُجِدَ غير مذنب بسبب تشخيصه. إلى يومنا هذا لا يزال هناك المشككون في تشخيصه

الآن أعاني من اضطراب الهوية التفارقي، أو كما تُعرِّفونه باسم «اضطراب تعدد الشخصيات».

كنت وما زلت الطفل الذي لم ينمُ ولم يجتَزْ يومًا طفولته الملونة بلون الشقاء، فأُصبِح لكل هذه الأصوات ذلك الطفل الذي يأمرونه فينام، ولا يُسمح له بمغادرة حجرته إلا بعد استئذان ‫ لسبب ما أنا سُمح لي اليوم بالاستيقاظ بل و بمغادرة المكان

لم أشعر يومًا أن هذا العالم يريدني منذ كنت في الخامسة من عمري. لا يستطيع معظم الأطفال تذكُّر الكثير عن سنواتهم الأولى. لكني لست كأيٍّ منهم. أنا لا أستطيع النسيان. وكيف أنسى مغامراتي في بدروم منزلنا مع زوج أم تلذذ بكرهي.

سألتني قارئتي المفضلة إن كان هذا يحدث لكل من يُدفن في نفس الظروف؟ وسمعتُ من وراء سؤالها رغبةً في أن يطمئن قلبها بأنه لا يزال هناك كرامات برغم التفسير العلمي..

سبعون في المائة من السلاح المستخدم في المناطق النائية ليس سلاحًا مصنعًا تصنيعًا كهذا إنما السلاح يُصنع تصنيعًا محليًا في ورش الخراطة، وبالتالي لا نتوقع أن تكون فيها هذه الششخنة، ونسميها سلاحًا غير مششخن محلِّي الصنع..

‫ الفرق بين السلاحين....

ارتفاعات حديدية تحدد مسار المقذوف بالشكل الدائري المطلوب.. هذا هو ما نسمِّيه بالسلاح المششخن.

أبشر يا شريف بيه ابنك شهيد!»، ينادي الدفان وجسمه كله يرتجف من هول المنظر كان جسدي كاملًا مكتملًا محنطًا، وكأنه جثمان أحد ملوك الفراعين لم يمس جسمي عطب ولا تحلُّل كنت كما أنا، ولكن كان جسمي مجففًا كما المومياوات ‫

الكبير في الصعيد هو الكل في الكل كنت أول حفيد، وكانت «ستي» تُشبعني حبًّا، ولكنه حب مُغَلَّف بصلف الصعيد وجبروت العائلة ‫ كانت أمي تضحك وتلاعبني وأنا صغير «ألم تأخذ مني أي شيء؟ كلُك لأبيك؟!! ما رأيك أن أباك يعشقني أنا؟

كانت على حق.

ولم أعتدْ زياراتي للقاهرة مع أمي مهما كثرت، رغم أن أمي كانت قاهرية وأهلها كلهم عاشوا هناك لكن وبالرغم من أنها ظلت تربطها بهم روابط كثيرة، وبالرغم من محاولاتها المُضْنِية أن تربط قلبي بأبناء خالاتي القاطنين هناك ‫ إلا أني لم أحب القاهرة أبدًا.

إننا تعلمنا في البحث العلمي ما يسمى بـ«التثليث»، وهو أن كل معلومة وجب التأكد من صحتها من مصدرين آخرين وعليه فلكي نُدِين جانيًا فالاعتراف وحده يجب أن يُثلَّث بأدلة جنائية، وفي أحيان كثيرة تحقُّق الدافع أو معلومات أخرى ‫ فلا

أرأيت سيدي يدي فارغة اليوم رغم ما عَلِق بها.. فارغة كما عشت بها.. فارغة.

‫ أليس هذا مشهدًا مضحكًا؟! حتى في موتي لا أملك بيدي سوى حفنة تراب.

الطب الشرعي هو علم فك طلاسم وإشارات لا يقرأها إلا الطبيب الشرعي. وبقراءتها يمكنه إيجاد لغة تواصل جديدة تُمكِّنُه من زيادة أعداد الشهود على الواقعة الدماء في مسرح الجريمة ما هي إلا شاهد صامت على وقعة عنيفة يحتاج فقط أن يجد من يستنطقه.

‫ هامش: دراسة بقع الدماء

‫ علم دراسة بقع الدماء الموجودة في مسرح الجريمة هو علم كبير ومتشعب، ولخبراء هذا النوع من العلم المقدرة على تحديد المسافة التقريبية التي عبرتها نقطة الدماء قبل الارتطام بالجسم الذي وُجِدَت عليه.

جدائلك الكستنائية التي تحتضن وجهك الأبيض المرصَّع بالنَّمَش. كنتِ تبدين خجولةً كطفلة في الثانية عشرة من عمرها. عشقتكِ عشقًا عصف بالمنطق، وسدَّ أذني عما يقولون. وماذا يعنيني إن كنتِ طامعةً في مالي. لم أكن أبالي، فلديّ مشاعر كثيرة تريد أن تحتضنك.

يدوِّن الطبيب الشرعي: «القاتل ذكر أيمن اليد؛ لأن عمق الكدمات أكبر على الناحية اليسرى من رقبة المجني عليها» ‫ ستتحدث عظام رقبتي وحنجرتي المكسورة إلى الداخل وعضلاتها المتهتكة، لتؤكد أنك استخدمت يديك، ولم تستخدم حبلًا أو وثاقًا لتعتصر مني الروح.

ستقف في المحكمة لتسمع الادعاء يؤكد أنك الفاعل

ظننتَني كما اعتدتَ أن تُسمِّيَني «توأم روحك».. الآن ما أنا إلا عقبة في طريق نزوتك.. تلك النزوة التي ستصحو منها بين جدران السجن؛ لتسأل نفسك إن كانت حقًّا تستحق..

الجروح الترددية، والتي تحدث مع حالات الإصابة الذاتية ومنها الانتحار، هذه الجروح تكون ناتجة عن تردد القتيل في إيذاء ذاته.

الطب الشرعي علم ذكي يستخلص المعلومات ويبني التصور من أصغر الظواهر الموجودة في الجثة، ويصبح دور الطبيب الشرعي هنا إيجاد الاتصال السببي بين الإصابة والوفاة؛ لكي يُجزم بسبب الوفاة، ويلصق المسؤولية الجنائية بالجاني.

هامش: الجروح الدفاعية

‫ هي مجموعة من الجروح المتفرقة التي يصاب بها المجني عليه؛ جراء دفاعه عن نفسه،