موت سرير رقم 12 > اقتباسات من رواية موت سرير رقم 12 > اقتباس

كنت أعيش من أجل غدٍ لا خوف فيه، وكنت أجوع من أجل أن أشبع ذات يوم، وكنت أريد أن أصل إلى هذا الغد، لم يكن لحياتي يومذاك أي قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأن السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود .. وبأن هذا الطفل، الذي تكسَّرت على شفتيه اابتسامة الطمأنينة، سوف يمضي حياته هكذا ممزقًا كغيوم تشرين، رماديًا كأوديةٍ مترعة بالضباب، ضائعًا كشمسٍ جاءت تشرق فلم تجد أفقها ..

ولكن السماء والأرض، وكل شيءٍ، كانت على شكلٍ مغاير لآمال الصغير .. لقد مضت الشهور قاسية وبطيئة، وحين كبر تسلمته عائلته كي يعطيها اللقمة التي أعطته يوم لم يكن يستطيع أن ينتزعها بنفسه، المسؤولية شيءٌ جميـل .. ولكن الرجل الذي يواجه مسؤولية لا يقدر على احتمالها تسلب رجولته شيئًا فشيئًا تحت ضغط الطلب .. كل شيءٍ في العالم كان يقف في وجهه .. كل إنسانٍ يصفعه، وكل يومٍ يمر كان يبصق في وجهه شعورًا مرًا حاد المرارة بالتقصير.

.........

في جنـازتي

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

موت سرير رقم 12

هذا الاقتباس من رواية