هذه الرواية كانت بدايتي مع رضوى عاشور، وأقول أنها بداية ناجحة جداً.
هذه قصة سقوط حضارة إسلامية، وليس فقط سقوط دولة، وما جرى فيها من محاولة لطمس ما بني فيها، وحرمان الأجيال من العلم والكتب، وإشغال الناس بلقمة العيش، والخوف على مستقبلهم ومستقبل وجودهم على ارضهم، هو دليل على الرغبة في إسقاط هذه الحضارة.
شعرت بعد قراءتها بضرورة الدراسة المتعمقة في تاريخ الأندلس وأسباب سقوطها، وقد يكون ما نعيشه الآن مشابه لما حدث من قبل في الأندلس.
لا يوجد بطل واحد لهذه الرواية، فالبطل الحقيقي هو الإنسان الذي عبثاً يحاول التشبث بأرضه، يقاوم ويناضل من اجلها، فقامت ثورات هنا وهناك، وتتمنى وانت تقرأ الرواية ان تنجح هذه الثورات ولكنك تعلم أنها لم تنجح، وأنها ضاعت بين أصوات ترضى بالعيش تحت ذل القشتاليين والحكم الجديد والأمل في ان يصلح الحال بعد حين، وبين من وجد المقاومة والثورة سبيلاً وحيداً لاسترجاع الأرض.
عاطفة حب الوطن كانت قوية جداً في هذه الرواية، وبدا واضحاً كيف يكون الموت على ارض الوطن أهون بكثير من الرحيل عنها.
هذه الرواية عمل عظيم يسلط الضوء على حقبة زمنية غائبة من عقولنا وعن دراستنا، يمكننا من استخلاص العبر والدروس منها.