نادرا ً ما تأتي سيرة ذاتية مكتوبة بقلم صاحبها بحيادية تامة ,لكن مريد البرغوثي استطاع فعل ذلك ..
سيرة ذاتية لـ 10 سنوات من حياة هذا الشاعر الراقي ممتدة ما بين 1998 - 2008 , يتكلم فيها عن وجع الوطن و وجع الإنسان و الوجع المضاعف حين يقترنان في داخله , آلم البرغوثي لم يقتصر على ما قد يشعر به المهجّر عن بلاده .. فهو قد هجّر مرتين !
لا يتعلق بمن هرب بأسرته إلى منفى ما , فهو من قضى ابنه جلّ حياته بعيدا ً عنه , و الألم يأتي من كون ظالمه ليس المحتّل , إنما هو "أخوه" العربي ..
مرة إثر مرة , اقرأ للأدب الفلسطيني فأقف أماه مشدوها ً , اكتشفه من جديد , و توقيت القراءة يلعب دورا ً , فمعظم - إن لم نقل جميع - ما مرّ به الفلسطينيون يمر به السوريّون الآن .. , لذلك فأستطيع الجزم بأنني أتذوق و استطعم و أعرف ما يتحدث عنه , لأنني متجّرع من كأس المرارة نفسها ( و إن كانت مرارة بتركيز ٍ أقل !)
-------------
تنقل البرغوثي في الأزمنة و الأمكنة أدهشني , انسيابية كإنسابية عازف كمان .. و دقة تصوير كفنّان تشكيلي , تجسيم للواقع كنحات ٍ خبير ... كل ذلك اجتمع في نَفس شاعر ٍ من العيار العتيق
ومن الجميل أيضا ً ذلك القدر من الصراحة , الاعتراف بالضعف و العجز و بحدود القدرة البشرية ..
لم أُرد فقدان الاسترسال بالقراءة بأخذ الاقتباسات , لكنني في النهاية ضعفت بأخذت ما أثّر فيّ صدقها ..
فإليكم بضعة اقتباسات: ****