أولاد حارتنا > مراجعات رواية أولاد حارتنا > مراجعة Basma Ismael

أولاد حارتنا - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

أولاد حارتنا

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

نجيب محفوظ ودعوة للتفكير والتأمل... دعوة لإستخدام الهبة التى أفردنا الله بها عن سائر خلقه... دعوة لإستخدام هذا الشئ الكائن فى حصن منيع فوق أكتافنا... والذى يستخدمه البعض للأسف لمعرفة الإتجاهات فقط ، فوق وتحت :)

أمتعتنى الرواية بشدة وخاصة فى طرفيها الأول والأخير ... فعلى الرغم من أن الرواية تستخدم الرمزية لقصص الأنبياء والإسقاط على عالمنا المعاصر وما تبع ذلك من كون الأحداث معروفة للقارئ مسبقاً إلا أن تناول محفوظ وفكره وفلسفته جعلتنى أطالع القصص بفكر جديد وتركت فى نفسى أثراً مختلفاً عن كل قراءاتى السابقة لتلك القصص.

لقد أثرت فى حكاية همام وقدرى بشدة... فرغم وضوع رمزيتها لقصة الجريمة الأولى المعروفة لكل طفل إلا أننى لا أذكر قط أنى سمعتها أو قرأتها مقرونة بأثر ذلك على الأب أو الأم ... أو حتى أثر ذلك على المجرم.... لقد صاغ محفوظ الحوار بين المجرم وأبيه بحرفية عالية حتى إننى رأيت المشهد أمامى وشعرت بندم الجانى ولوعة الأب وتقطع قلب الأم.

وتخلل ذلك رؤية محفوظ الفلسفية للشر... فالشر جزء قاتم وكامن فى النفس البشرية... وليس إبليس إلا محفزاً له .... ليس إبليس إلا شماعة نعلق عليها أخطاءنا... فإبليس الشرير فاعل كل الموبقات لم يقتل أخاه!

" نحن أسرة الظلام، لن يطلع علينا نهار!... وكنت أحسب الشر مقيماً فى كوخ إدريس، فإذا به فى دمنا نحن، ان ادريس يقهقه ويسكر ويعربد، أما نحن فيقتل بعضنا البعض، رباه!... هل قتلت أخاك؟"

" على القاتل أن يحمل ضحيته"

"قتلته مرة وهو يقتلنى مرة كل ثانية، لست حياً، من قال أنى حى؟!"

لقد تجول بنا محفوظ فى تراثنا الإنسانى والدينى والأخلاقى فقط بالرمز ودون الحاجة للتصريح بالدين من قريب أو بعيد... فكانت رحلة شائقة واضحة مجردة... ترك خلالها القارئ ليعمل عقله وليفهم ما يريد ... ختمها بخاتمة مبدعة ومميزة عن عرفة .... وفكرة فلسفية بحتة تتناول إختفاء الدين أو بشكل أكثر وضوحاً الشك فى وجود إله أو إختفاؤه لأى سبب وأثر ذلك على البشرية... كيف سيحيا الإنسان حينها؟ وكيف ستكون حياته بالعلم فقط؟ هل سيصل لأى شئ؟ وهل سيكون لحياته أو عمله أى معنى؟ وهل ستكون له أحلام من الأساس؟

"الموت الذى يقتل الحياة بالخوف حتى قبل أن يجيء. لو رد إلى الحياة لصاح بكل رجل.. لا تخف.. الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة. ولستم يا أهل حارتنا أحياء ولن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت"

رحم الله نجيب محفوظ وجازاه عنا خيرا

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق