طشّاري > مراجعات رواية طشّاري > مراجعة Nour A. Mohammed

طشّاري - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب

طشّاري

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

في غياب الوطن الحقيقي يجنح الغرباء الى افراغ ما في رؤوسهم من مما تبقى من هذا الوطن ورسم وطن مُتوهم يُرضي قبولهم مرغمين على الشتات حتى ولو كان هذا الوطن مقبرة افتراضية تجمع شتاتهم احياءً واموات .. شتات اشارت له الروائية من اول كلمة في الرواية وهي عنوانها : طشّاري.. صرنا كل واحد تحت نجمة .. اشارة الى تطشر العراقيين في الشتات..

لغة الرواية الشعرية المبسطة هنا تداعب فيها مشاعر المغترب ومن بقي على قيد العراق على السواء .. ذهبت الروائية الى مقارنات بين وضع المراة في الأربعينيات فصاعدا والتوق للتحرر مع عدم القبول ولو على استحياء بواقع المراة انذاك من قبل النساء المتعلمات وبين واقعها الان حيث النساء يرضين بما يُفرض عليهن .. هناك فرق ايضا تتطرق اليه هو مساندة الرجال المتعلمين ومن في موقع المسؤولية الرسمية او الشعبية الى بناء مجتمع مدني يكون للنساء فيه دور ملحوظ, عكس مانراه الان من خطى حثيثة لكبح طموح المراة وبمساعدة النساء انفسهن..

الاسلوب السردي..الروائية اعتمدت الفلاش باك في روايتها والتي استخدمت في روايات اخرى لكن انعام هنا استخدمتها بذكاء وسلاسة ..رغم انها عادت الى احداث سابقة وروتها على السنة اناس معاصرين لكنها لم تكن مملة بل بالعكس كانت في كل رجوع تعطي المتلقي دفقة اخرى من معلومات وكذلك حافظت على حبكة الرواية لسد ثغرات كونتها الاحداث المتلاحقة في الرواية, هي هنا استنسخت تجربة البطلة واعادت الاحداث مع ابنتها .. بين الديوانية وكندا ..الرابط هو الانسان واحاسيسه وليس الارض بعيدة كانت او قريبة.. حيثما يكون الانسان بحاجة الى يد حنونة تمتد اليه سيتوق الى مصافحتها بغض النظر عن انتمائه العرقي او المكاني او الطبقي..

تطرقت الروائية للنسيج المجتمعي العراقي.. كيف ان البطلة كطبيبة اتت من عائلة محافظة ..كانت تعاني من الخجل لكنها عندما اندمجت بمجتمع محافظ اخر وتعرفت الى نوعيات متفرقة من عوائل عراقية وعراقية مختلطة بلبنانية .. تخلت عن الخجل واصبحت تعد نجاحاتها في عملها وفي علاقاتها الاجتماعية واصبحت عاشقة تخرج مع حبيبها الى اماكن فيها اناس اخرين.. كيف حافظت على قسم مهنتها كطبيبة في حادثة البنت التي حملت وولدت برعاية بطلة الرواية وكيف انها جازفت بمهنتها ونجاحها لاجل انقاذ حياتها متحدية بذلك التقاليد والاعراف المجحفة .. لانها امراة ايضا..

تحدثت عن الانهيار العظيم في بنية المجتمع العراقي ..من متسامح في الدين والتعايش الانساني الى مجتمع بامكان الفرد فيه ان يقتل لا لسبب سوى الدفع ممن يسيّروه برغباتهم في حادثة البنت التي فخخت نفسها.. روت كيف تنهار المنظومة الاخلاقية كنتيجة حتمية للحروب والحكم بالنار والحديد.. حيث غاب القانون مثلما غاب الحب والتألف الاسري والمناطقي والطائفي والديني..

واخيرا فكرة المقبرة الالكترونية اضافة انعام للرواية لتُشرك الجيل الذي ولد في المنفى .. ان ينغمس بطريقته وبما يجيد من تقنية حديثة اعطتها له الحياة في بلدان متحضرة ..ينغمس في حياة اهله لكن بحدود قد تكون هامشية او حتى افتراضية ليبقى الوطن فكرة لا تغيب عن ارواحهم والى ان ينجمع الشتات تبقى طشاري رواية تستحق القراءة دائما :)

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق