أعراس آمنة > مراجعات رواية أعراس آمنة > مراجعة ضياء الدين القباني

أعراس آمنة - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

أعراس آمنة

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أحارُ.. كيف أكتب عن هذه الرواية؟ وما الذي أكبته؟!

بعضُ الرواياتِ أجدُني مرتبطاً بها ارتباطاً شُعوريّاً.. وكأنّها شيءٌ يخصُّني أنا! أو كأنّها إحدى قريباتي العزيزات..

وعندها؛ أعترف.. أعترف أنني أفقدُ القدرةَ على النظر إليها كناقدٍ حياديٍّ أو قارئٍ لها كأي رواية.. فأنظر إليها على أنّها (حياةٌ) جرَت أحداثُها أمامي.. ربّما لم أكن جزءاً منها.. لكنّها مرَّت بي وعَبَرَتْني حتماً.. أتعاطفُ معها.. ولذا؛ تقييمي -الذي قد يراه البعضُ مبالغاً فيه- أراهُ أنا تصرُّفاً من تصرفّاتِ البرِّ الواجبة تجاه روايةٍ مثلِها..

(أعراس آمنة).. هي تجربتي الأولى -ولن تكون الأخيرة بالطبع- مع الروائي المبدع إبراهيم نصرالله..

على صِغَرِ حجمِها مقارَنةً بغيرها من الروايات؛ إلا أنّها تلكَ الروايةُ الآسِرةٌ الخالدةُ الملآنةُ بالحكمةِ والواقعيّة واللطافة والصِّدق والابتكار.. و.. الأسى.. و(((العبقريّة)))!

هي تلك الرواية التي تجعلني أبتسمُ شئتُ أم أبيتُ.. تدفعني للضحكِ أردتُ أم لم أُرِدْ.. تُبكيني.. بكيتُ أم لم أَبْكِ!

عندما تمتزجُ بعضُ الفكاهة بأقصى حالات الألم والحزن؛ يصدُرُ ذلك الإبداعُ الفريدُ الذي وجدتُهُ فيها دونَ غيرها من الروايات..

أقول: لم أنسجم معَها قبل الثلاثين صفحةً الأولى.. لكنني لم أستطع تركَها، وبالتأكيد لم أستطع إلا أن أنسجم معَها وأحبَّها وأدخل في أجزائِها بعد تلك الصفحات الثلاثين.. على الأقل؛ حتى بدأتُ أستوعب كيف تسيرُ الأحداث..

الروايةُ تدورُ جميعُها على لسانِ المرأة.. الفتاة (رندة) تارةً، والأم (آمنة) تارةً أخرى.. تتناوبان روايةَ الأحداث بين فَصلٍ وآخر بعبقريّةٍ شديدة واضحة!

عندما انتهَتْ.. لم أشعر برغبةٍ في البقاء حزيناً.. بل شعرتُ أنني بحاجةٍ للصمت.. الصمتِ وحسب.. ربّما كان ذلك بسبب شخصية (رندة) الفريدة التي تُشعِرُكَ بالسخرية واللامبالاة برغم عِظَمِ الفجيعة!

لا أخفي أنَّ التنبّؤَ بما ستؤول إليه أحداثُها كان محتمَلاً جداً.. ولكنْ مَعَ ذلك؛ لا يُنقصُ ذلك من مكانتها.. ولم أفقد الشغف أثناء قراءَتِها، ولم أملَّ لحظةً واحدةً أثناءها.. نادِرَةٌ تلك الرواية التي لا تُشعرُكَ بالملَلَ ولو ولحظةً واحدةً!

لعلَّ ملاحظتي الوحيدة: أنّ أسلوب الكاتب كان يمزِجُ بين اللهجة العامّيّة واللغة الفصحى بين الكلمة والكلمة، بينَ الجملة والجملة، في الحوار الواحد أيضاً، وفي دَرَجِ الكلام.. فلايدري القارئ هل يقرأ كلماتٍ فصيحة أم عليه لَيُّ لسانِهِ بالكلمات العامّية..؟! لكنّ الفصحى صارت طاغيةً في فصولها الأخيرة.. وهناك الكثيرُ الكثيرُ من عباراتها التي يحسُنُ الاقتباسُ منها وجعلُها حِكَماً ومواعظ!

وربّما.. أقولُ "ربّما".. كانَ من الممكن أن يكونَ الفصلُ الأخيرُ أكثرَ إدهاشاً.. أو تكونَ الخاتمةُ أكثرَ عمقاً وتفجُّراً!

أصرُّ على التقييم التامّ لها.. أُوصي بقرائتها بشدّة..! وكفى!

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات