أعظم فيلسوف منذ عصور ما قبل الميلاد و الباحث عن الحقيقة من أجل الحقيقة مثلما كان ديوجانس اليوناني.
ليس لي تعقيب شخصي على مسألة إلحاده، لكنني أظن أن القارئ المكتشف لا بد أن يصدم بشئ من العقلانية المبالغ فيها و هو ما أجده مبررا لأنه في حالة رفض لكل ما يقيد الفكر المتعطش للحقيقة إلى حد عدم الإيمان بما سواها.
لذلك، يتوجب على الداخل إلى بيت نيتشه أن يخلع معطفه و قبعته جانبا. فالعمق عند نيتشه هو وسيلة للوصول إلى الحقيقة. و التجرد صفة للباحث عن الحقيقة. أما المثالية و الرسولية فيستحيل استمرارهما مع المنهج الذي يتبعه، حتى و إن كلف ذلك وصفه بالغوغائي في مجمل نواحي تفكيره.
و في ذات السياق فلا أرى داعيا لمقارنة مفاهيم هذا الكتاب بما جمعت دفتا " النبي " لجبران خليل جبران. فإنه إن صدق اعتبار هذا الأخير ملكوتيا، فإن جهد نيتشه و انطلاقه من الإنسان و إلى الإنسان من دون دواعي أخرى لحري بالتنويه.
كتاب يستحق القراءة و المراجعة مرات عديدة.