غصة في الحلق، ورغبة عارمة في البكاء، هذا ما يدور في صدري الأن...
سلمى كرامة تلك الفكرة التي وجدت بالمحبة وبالمحبة فنيت، تلك الروح كانت قادرة على ان تحيي الموتى وتميت الأحياء بنظرة من عينيها....
الأن وقد ساقها المجتمع بالبالي من عاداته نحو تابوت القبر، فسقاها الحياة بكأس الموت والموت بكأس الحياة، مذكراً لنا بسلمى كرامة التي مرّت علينا في أيام الزمان، قائلاً لنا أن الحياة معقدة وما نراه من جهة خطأ قد يكون عين الصواب، وان اللوعة إذا عظمت تصير خرساء، وأن عذاب النفس بثباتها أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة، معلماً لنا أن الحب كنز ثمين يودعه الله النفوس الكبيرة الحساسة، و إن المحبة المحدودة تطلب امتلاك المحبوب أما المحبة غير المتناهية فلا تطلب غير ذاتها.
أبدع جبران في كتابته وكان قادراً على تحريك كل شيء في النفس، فكان عظيماً في اسلوبه ووصفه والأفكار التي أراد أن يوصلها، ولو أنها تحمل من الحزن والأسى الشيء الضخم والشديد، ولكن الأفكار السامية التي أراد أن يوصلها اضطرته إلى هذا الاسلوب، فألامور السامية تتطلب ما يدانيها رفعة وسمواً لتنتقل خلاله..