تمنينت لو أني لم اقرائها , فما انا بحاجة لكل هذا الالم و لا قلبي يتسع لكل ذلك الحنين .... ولكن الحنين لمن ؟
ضاعت الاندلس قبل اكثر من خمسمائة سنة و ما زلنا نبكي عليها و يفوتنا الانتباه الى ما يضيع الان من بين ايدينا" فلسطين, العراق, اليمن, ليبيا, سوريا و مصر". نحلم باسترجاع الفردوس الاندلسي المفقود و ننسى الجحيم العربي الموجود , ولكن هل ضاعت الاندلس أم أستعاد اهل البلاد أرضهم ؟
قصب هياكلنا, و عروشنا قصب
في كل مئذنة حاو, و مغتصب
يدعو لأندلس,
إن حوصرت حلب .
هل يحق لنا ان نلوم القشتاليين وهم اصحاب البلاد ولا نلوم عبدالرحمن الداخل او حفيده الحكم لقتل مئات الالاف في معاركهم للسيطرة على الاندلس ؟
وهل يحق للقشتاليين بعد كل تلك السنين و مع النسيج البديع الذي خلقتها سياسة المولدين ان يقوموا بطرد من اصبحوا اهل البلاد من بلادهم ؟ ولكن هل هي اصبحت بلادهم/بلادنا ؟ هل انقضاء السنين سيجعل بلاد الاسبان و البرتغال بلادنا ؟و هل سيجعل من حقنا البكاء عليها و الحنين لها والحلم بها؟
هل كانت رضوى عاشور في ثلاثية غرناطة تبكي على الاندلس ام تبكى لحالنا الأن ؟ و هل كانت تخبرنا بأن التأمل و الانتظار و التوكل على النصر يأتي من الخارج " الاتراك , المغاربة , المصريين" لن يفيد , وان الحل يأتي من الداخل يبدأ من الداخل وليس من " الانجليز و الفرنسيين" .
هل التاريخ يعيد نفسه ام نحن نكرر اخطائنا ؟
ملوك الطوائف استعلى كل منهم على الاخر و استعان كل منهم بالقشتاليين على الاخر ليخسرو و تذهب ريحهم و كذلك نحن الأن في القرن الواحد والعشرين :
استعنا باميركا في حرب الخليج وبعد اكثر من ربع قرن ما زالت اكبر قاعدة اميركا في بحرنا وما زال حال العراق جرح في قلوبنا لليوم .
استعنا بروسيا في الثورة السورية و ربما نرى اكثر من سوريا نتيجة لهذا التدخل " لا قدر الله".
استعان بعض اهل اليمن من الحوثيين بايران و ضاع جهد السنين لتوحيد اليمن.
تساؤلات كثيرة طرحتها الرائعة رضوى عاشور وتركتنا في حيرة كبيرة , حيرة لايجاد الاجابات و حيرة في ايجاد رواية اخرى بنفس المستوى .