كتاب الأخلاق > مراجعات كتاب كتاب الأخلاق > مراجعة Youssef Al-Brawy

كتاب الأخلاق - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا

كتاب الأخلاق

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

كنتُ متردِّدًا كثيرًا في الكتابة عن «كتاب الأخلاق» بالتّحديد؛ فكيف لشخصٍ مِثْلِيَ أنْ ينقدَ كاتبًا جليلًا مثل أحمد أمين، أعلم أنّ الكثير سيختلف معي فيما أقول، ولا أعيب عليهم ذلك؛ فغالبًا أنا مخطئ... لكن فلْيُقرأ كلامي كنوعٍ من التسلية، ولا يَأْخُذَنَّهُ أحدٌ مَأْخَذَ الجدّ.

في البدء أحبّذ القول إن أحمد أمين في هذا الكتاب يعلو عليه سلطان الآمر والناهي لا الواعظ الحكيم، مُتَّبِعًا في كتابته أساليب النصح والزجر الجافّة شبه الخالية من أدنى وسائل التفسير لقوله أيًا كان، والخالية من صور البلاغة المعتادة في أسلوبه، فجعل أحمد أمين لغة الكتاب بذلك أكاديمية بحتة؛ ولعلَّ أكاديمية الأسلوب وسهولته الزائدة إلى أقصى حد هي ما أوقع هذا الكتاب في هوّة التردَّي، مخالفًا بذلك كلَّ ما كتب أحمد أمين من نفائس الكتب مثل «إلى ولدي» ومجلدات «فيض الخاطر» و«فجر الإسلام» و«ضحى الإسلام» و«ظهر الإسلام».

وتثنية القول هي عن موضوع الكتاب... فمن العنوان بلا شك يوقن القارئ أنه أمام كتاب ديني مشوبٍ بطابعٍ فلسفيّ عن الأخلاق، وذاك لأن الكتاب هو الأستاذ أحمد أمين بجلالة قدره، وتبعًا لذلك فإن القارئ لن يشك ولو للحظة بأنه أمام نوعٍ فريد من الكتب، وحديث مختلف تمامًا عن المعتاد في هذا الموضوع، ولكن ما إن يشرع القارئ في القراءة إلا وتبدأ بذور الملل من النماء في داخله، وكلما قال بأن التالي سيكون أفضل يجد أنه أسوأ... وسيظل يأمل في التحسن كلما استمر في القراءة، ولكن هيهات.

يبتدأ أحمد أمين الكتاب بالحديث عن علم الأخلاق في المجمل ولكن بشكل تربوي بحيث يبين لنا أهميته العملية قبل الفلسفية، وبذلك فهو لا ينظر إلى الأخلاق كمقولة نظرية متداوَلَة؛ وإنما ينظر إليها كممارسة اجتماعية حية تتحقق في واقعنا المعيش، ثم يسترسل بعد ذلك في الحديث عن مواضيع أخرى كـ «الضمير» و«الحكم الأخلاقي» و«مذاهب علم الأخلاق ونظرياته»، ثم يختم الكتاب بالحديث عن الحق والواجب والفضيلة بما تشمله من خصال عديدة كالشجاعة والعدل والصدق... إلخ.

أحمد أمين هنا لا يعرض لنا وجهة نظره تجاه موضوع حديثه، ولا يصل بنا إلى بر الإجابة، بل إنه حتى لا يلقي إلينا بسؤالٍ واضح نبحث عن إجابته، وهذا هو أسوأ ما في الكتاب، فيظل القارئ دائمًا في حالة ترقب لما سيأتي لعله يكمل ما سبق وتكتمل بذلك دائرة الموضوع لديه ولكن هيهات، اللهم إلا من الفصل الأخير الذي تناول فيه الفضيلة بما تشمله من خصال راقية؛ وتحدث عن بعض الخصال موضحًا معناها للفرد والمجتمع ثم يذيل حديثه بالكلام عن أهميتها، أما عن باقي الكتاب فلا شيء نخرج به منه سوى شراذم واضحة وبسيطة من تلابيب كتابته.

مقول القول إن هذا الكتاب يصلح فقط للطلبة، والبحث الأكاديمي المعتاد، وهو خير ما يُقرأ لمن كان في بداية مشواره القرائي، ولكنه سيكون أشد ما يكون مللًا لمن قرأ لأحمد أمين مسبقًا وتعود على أسلوبه البليغ الرصين.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق