عندما قرأت العنوان ﻷول مرة، خطر في بالي أنها ستكون رواية خاصة ببﻻل الحبشي رضي الله عنه..

قلت ربما سيسرد فيها الكاتب قصة بﻻل بن رباح وكيف تخلص من عبوديته بعد مراحل من العذاب ليصبح فيما بعد أول مؤذن في الإسﻻم..

لم تجذبني القصة صراحة، ﻷنني وكما كنت أزعم لدي علم بقصة بﻻل كاملة ولن يكون هناك أي شيء جديد بالنسبة لي،ومع ذلك قررت أن أقرأها فقط ﻷنني اشتقت إلى زمن بداية الدعوة..

لكن الحقيقة..

أن هذا الكتاب كان أبعد من كل شيء خطر ببالي أو تخيلته، لم يكن مجرد سيرة لصحابي جليل، بل جمع بين طياته التاريخ والمعاصرة، الأمل والألم، الحاضر والمستقبل..

شيفرة بﻻل تحكي عن أشخاص تغيرت حياتهم بفضل قصة بﻻل بن رباح..

العجيب أن هؤﻻء الأشخاص، من مدينة نيويورك الأمريكية..

شيفرة بﻻل تتحدث عن مأساة بﻻل الحبشي مع أمية..ومأساة بﻻل النيويوركي مع مرض السرطان..

تعرفك شيفرة بﻻل عن بﻻل الحبشي كما لم تعرفه من قبل، وكيف أن قصته كانت سبب في ثقب فتحة صغير بعثت الأمل لبﻻل النيويوركي من أجل مقاومة السرطان بعد أن كاد يستسلم له..

تحدثك شيفرة بﻻل عن العبودية التي نعتقد أن زمانها انتهى، وتبين لك كيف أننا ﻻ زلنا نعاني من هذه العبودية..

عبيد لشهواتنا..لغرائزنا..ﻷفكارنا السودوية ولجدار الرمل الذي ظننا أنه ﻻ يهدم..

تكشف لك رواية بﻻل كيف أن لدى كل واحد منا صخرة بﻻل..تعيق تقدمه وتضغط على جراحه حتى يهلك او ينتصر مثل بﻻل..

شيفرة بﻻل أسلوب الكاتب كان جديد كليا جميع الشخصيات تتحدث بنفسها وترتبط مع أحداث الرواية بشكل عجيب، حيث ﻻ يمل القارئ وﻻ يفقد تركيزه مع سير الأحداث..

مع قصة بﻻل ستعيش الحدث وستحس كأن الرواية حقيقية والشخصيات موجودة في مكان ما..

أراهن عزيزي القارئ ستتفاعل مع أحداثها..سيجتاحك الحنين والألم..ستفرح ثم تحزن..

ستيأس وبعدها سيصيبك فيروس الأمل..

رواية بﻻل غيرت حياتي..

وجعلتني أدرك أنني لم أكن أعلم شيئا عن بﻻل بن رباح رضي الله عنه..