أتُريد أن تُصبح شخصاً لديه إرادة تحطم كل شيءٍ يُعيقه؟ أتريد أن تُخلقَ فيك عزيمةٌ تساعِدُك على النهوض و عدمِ السقوط؟ طيّب أنا من النوع الذي يؤمن بأن الأحرف و القِصص مُغيرةٌ للنفس و لك في رواية " شيفرة بلال" كأقوى رد على كلامي و ستبعثُ فيك إصراراً و عزيمة أخرى و إضافية تواجه بها مطبّات الحياة؛ تابع نقاط و أحداث الرواية ؛ لم أغُص في نهايتها لكي لا أقتُل عنصر التشويق ؛ ابحث عن النهاية بقراءتك لها ❤

________________________________________________

هي رواية للكاتب " أحمد خيري العمري " رواية أقلّ أن يقولَ عنها المرءُ أنّها رائعة تروي لنا قصةَ شخصٍ ملحد أراد إخراج فيلمٍ عن بلال بن رباح الرجل ذو العزيمة القوية ؛ ليلتقي في بحرِ البريد الإلكتروني برسالة من طفلٍ صغير السن كبيرَ العقلِ و النُضج ليطلب منه أن يكون طرفا في إخراج السيناريو بعدما أن سمع بهذا الفيلم في أحد المواقع الإلكترونية ؛ هذا الطفل اسمُه بلال مريضٌ بسرطان الدماغ مات أبوه و هوَ في أيامه الأولى كان يعاني نفورًا من طرف أصدقائه لأنه ذو بشرةٍ سوداء و سمين البُنية ؛ هنا الكاتب كتب بأسلوبٍ رائع عن العنصرية التي كان يُعامل بها "بلال" من طرف أصدقائه و لم يحصرها عن هذا الموقف فقط بل بصفةٍ خاصة ؛ المؤلم في قصة بلال أنّ أمه "لاتيشا" كانت تعلمُ بمرضه لكن لم تكن تدري أن بلال يعلمُ ذلك ؛ كان بلال يبحثُ عن شخصٍ يبعثُ فيه عزيمة و إصرار و إرادة لكي يجتاز هاته الطريق الأليمة ؛ هاته الطريق التي جعلت بلال يتألم يسقط ؛ ينهزم؛ يقنُط ؛ جعلت بلال الطفل الضعيف جسديا و نفسيا شخصاً لا يحدث أي إنسان؛ جعلتُه تائها في حلقات الحياة ؛ لن تشعُر بهذا الألم يا صديقي لأنك لم تجرب أن تعيش و أنت تعلمُ أنك ميتٌ في مدةٍ معينة ؛ جاءت الصدفة أن رأى مسلسلاً عن بلال الحبشي" بحثَ عنه في المجلات و الويكيبيديا و على اليوتيوب و في كتب التاريخ؛ و جَد أن هذا الرجل غير عادي أيّ إصرار يملكه هذا بلال بن رباح رجلٌ حمل العذاب لمدة طويلة من أجلِ ماذا ؟ من أجل جملة يقولها أنا لا أؤمن بالله أنا أؤمن بالأوثان؛ لكن بلال تحمل السواط؛ و الشتم ؛و الضرب؛ و الصخرة التي كانت على صدرِه من أجل و الله؛ من أجل الإله الواحد الأحد ؛من أجلٍ قضية ربانية إيمانية ؛ بلال بن رباح عنوان الإصرار و العزيمة في كلٍ ألم يتلقاه كان يردد أحدٌ أحد ؛ حتى أصبح يناديه البعض ب " أحدٌ أحد " بعد أن أعتقت رقابه من طرف سيده "أمية" هاته القصة و هاته الآلام جعلت من بلال الطفل يتأثر به بشخصية "الحبشي "جعلتهُ يؤمن أن كل شيءٍ نستطيع الوصول إليه إذا آمنا فقط به ؛ جعلتُه مُصرًا على أن يتجاوز مرضه و سخرية الناس منه ؛ و يتجاوز آلامه ؛ كم هو جميل أن تغيرك قصةٌ للأفضل ؛ و كم هو جميل أن يكون هذا الأمر في بلدٍ غير مسلم !

كان ل" لاتيشا" أم " بلال" دوراً مهما في دخوله إلى عالم الحق و الإيمان فقد كانت إمرأة ناضجة رغم غياب رجلٍ يحميها رجلٌ يفهمُ ذلك الشعور الذي عاشتهُ بعدً أن علمت بأن ابنها و فلذة كبدها سيفارق الحياة في قادم الأشهر ؛ احساسٌ صعب أن تنتظر موتَ صغيرك؛ شعورٌ مؤلم أنك تعلمُ بأن في أي لحظةٍ يمكن أن تتوقف نبضاتُ قلبِ ابنك و يتجه إلى مخلوقه و إلى الحياة الأخرى !

رواية جميلة و سهلة الهضم في نفسِ الوقت استطاع فيها المؤلف التطرق إلى مواضيع عدة { الإلحاد ؛ العنصرية؛ العبودية؛ الإصرار و العزيمة؛ الإيمان بالله و بقضيةٍ ما ؛ حياة بلال بن رباح ؛ المرأة في المجتمع } بأسلوبٍ روائي رائع صراحة ً فشكرا لك " أحمد خيري العمري " لأنك كنت سبباً في إحياء النفوس الميتة ؛شكرا لأنك بعثتَ فينا إصرارا و عزيمة أخرى لنواجه الحياة بها ؛ شكرا لأنك جعلتنا نزداد إيماناً و حباً لله ؛ و دينه ؛و عبده بلال بن رباح ؛ شكراً لك