لا أعرف ان كان من سوء حظي أن أتخذ قرار البدء في قراءة نتاج الأستاذ العمري الآن (كأم لطفلين أحدهما بعمر العامين والآخر في الصف الأول، ويتعلم الكترونياً!)، أو ان كان من حسن حظي أن ابدأ الآن وقد بدأت بأخذ "الكتابة" على محمل الجد...
لكن ما أعرفه هو أنه جاء في الوقت المناسب...
عندما كانت قراءاتي تقتصر على الأدب الكلاسيكي المترجم، كنت أشعر بالاستخفاف نحو أي أدب "معاصر"... ففي الوقت الذي يمكن أن تحدث الكثير من الققص في أزمنة فيها حروب وثورات وطبقية وفلاحون وهبيد واقطاعيون ودول تتشكل واخرى تنهار، ما الشيء الذي يمكن أن يحدث في حياتنا المعاصرة ذات الايقاع الثابت، ويمكن أن نكتب عنه! بالذات في بلادنا العربية التي تشبه فيها الحياة أن تركب لعبة ليجو بناءً على كتالوج مسبق...
أحمد خيري العمري هو خير من يخبرك بأن هذا الايقاع الثابت هو محصلة للكثير الكثير من ايقاعات صغيرة منفردة يستحق كل منها أن نحيد الضوضاء الأخرى كي نسمعه وحده...
في "شيفرة بلال"، يقدم الاستاذ العمري رؤيته للكثير من المواضيع الحساسة بقالب قصة اجتماعية منسوجة بسلاسة من أجمل ما يكون. في روايته "بلال" يجعلك ترى التاريخ من منظور مختلف، من منظور ناضج، بعيد عن الوعظ، بعيد عن المثاليات.
"شيفرة بلال" هو كتاب سأرغب حتماً في أن يقرأه ابني أصلان، ذو الستة أعوام، في بضعة أعوام من الآن. أصلان، سيكتشف يوماً ما وراء اسمه، كما اكتشف بلال ما وراء اسمه. وسيتبعه أنزور، ويكتشف ما وراء اسمه هو أيضاً.
شكراً، دكتور أحمد خيري العمري. شكراً على شمعة ساضيء بها، من بين الكثير من الشموع، طريق ابنائي.