عداء الطائرة الورقية > مراجعات رواية عداء الطائرة الورقية > مراجعة Noor Shroukh

عداء الطائرة الورقية - خالد حسيني, إيهاب عبد الحميد
تحميل الكتاب

عداء الطائرة الورقية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"لقد أبكاني الكتاب"... جملة كثيراً ما سمعتها ممن قرؤوا الكتاب تعليقاً على مدى تأثيره بهم. وخلال قراءتي للكتاب، لم يفارقني الشعور بأن موضوع البكاء هذا ضربٌ من المبالغة -على فخامة الكتاب-. على الأقل، كان هذا الشعور يلازمني حتى الصفحة قبل الأخيرة.

في الصفحة الأخيرة، بكيت.

للقصة وجهان، أولهما هو أفغانستان التي تحولت من مملكة تحتوي أبناءها وتوفر لهم حياة، حتى وإن لم تكن حياةً مريحة جداً -على الأقل لم يكن أهلها ينامون جياعاً- إلى فريسة تتناهشها عدة جهات تطمع في تطويعها بالشكل الذي تريده. الأحداث تعتصر القلب. رغم أني وأنا أقرأ كنت أتساءل إن كان خالد حسيني يتوقع أنه بعد سنوات من كون المعاناة الأفغانية ضرباً من الفظاعة المتفردة، التي يقشعر بدن القارئ حين يقرأ تفاصيلها، إلى سيناريوهات مكررة معتادة تعيشها الكثير من دول العالم العربي. قصص القصف واطلاق النار، والعائلات التي نزحت بأكملها تاركةً بيوتها ومتاعها في ليلة "ما فيها ضوّ قمر". دروب الهجرة المضنية المرعبة، هرباً من الموت وبحثاً عن مكان آمن. عبور الحدود الدولية تهريباً، والبدء من الصفر في أرض غريبة. رجال أعمال يبدؤون من الصفر كعمال في محطات الوقود، وجنرالات بأوسمة يبيعون الخردة في الأسواق الشعبية. كل هذا كان في الماضي يحصل في أفغانستان، وبضعة دول أخرى عددها قليل جداً.

أما اليوم، فهل نبدأ بعد الدول التي تلفظ أبناءها وترسلهم إما للجوء أو الموت دونه؟

لكنه كان الوجه الآخر من الرواية. البعد الموازي. عالم أمير الداخلي. صراعاته، ذلك الموج المتلاطم في دواخله. الجبن، واحتقار النفس بسببه. التخاذل عن نصرة أحبابه ومبادئه مرةً بعد مرة، والندم كل مرة وجلد الذات. استنكار الضعف الداخلي وعدم القدرة على مغالبته. ومن ثم تلك الفرصة الوحيدة لعمل يمكنه من اعادة الاعتبار لنفسه أمام نفسه. إدراكه بأن هذه الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى، وبالتالي استماتته حتى لا تضيع من بين يديه. استعداده لبذل روحه والتضحية بنفسه حتى يستعيد احترامه لنفسه. لعبه مع الموت لأنه يعلم أنه لن يتحمل عار خذلان آخر من نفسه. وبعد كل ذلك، انتظار المطر بصبر. والفرح بأصغر بارقة أمل.

كانت تلك اللحظة التي بكيت فيها. حين جرى أمير كالأطفال خلف الطائرة غير مكترث بالنظرات.

نعم، كانت قراءة ممتعة. جداً!

لا أشك بأنني سأسعى لقراءة كتب خالد حسيني الأخرى!...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق