حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعات رواية حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعة Salma.Ahmed

حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة - بيانكا بيتسورنو, وفاء عبد الرؤوف البيه
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أدق ما قيل عن هذه الرواية ،أنها رواية خارج التصنيف أو الصعبة التصنيف

أي أنها لا هي واقعية ،ولا خيالية ،ولا هي رومانسية،ولا حتى إجتماعية..

بل هي كل هذا الخليط مجتمعًا،نستطيع أن نقول، أنها تشبه الحياة الواسعة، وصنوف البشر

استطاعت الكاتبة أن تبسط فيها الحكايات وتحيكها على ماكينة من نوع خاص،ماكينة تحتاج إلى مهارة من لا يهدر ،ولا يقتر.. فخرجت جميعها مضبوطة بلا أي ترهل أو اكتناز .

القرن التاسع عشر كان قرنًا مليئ بالأوجاع والفقر والظلم ،في كل بقاع العالم ،حقبة زمنية موجعة.. الأحلام كانت فيها حكرًا على الأغنياء، وغير مسموحًا بها للفقراء والمعدمين ،فالتصنيف الطبقي كان في أوج عصوره،النساء كن يعانين الظلم والتهميش

تأخذنا ( بيانكا بيتسورنو )إلى جنوب إيطاليا من هذا العصر حيث أزقتها الضيقة الفقيرة ،حيث الأمراض التي تخص وتصيب الفقراء فقط ،نتيجة تدني الأماكن والأحوال ، لكن أجمل ما في هذه الطبقة البسيطة وهؤلاء الناس هو التماسك والصلابة ،والصمود أمام الصعوبات،والحنو على بعضهم البعض ،فكانوا يتقاسمون الفتات،حتى لا يموت أحدهم جوعًا

،تخص الكاتبة نساء جنوب إيطاليا واللاتي كن يمتهن حرفة الخياطة آنذاك ،ويدخلن بيوت الأثرياء ،والطبقات الوسطى،وكذلك الطبقات الدنيا

فتعلمن كتم الأسرار ،حتى لا يتعرضن لفقدان مهنتهن ،وكذلك لتجنب العقاب الذي قطعًا سيكون أقوى من تحملهن وأكبر من خطئهن .تعلمن أيضًا الأمانة مهما كن في أشد الضيق والعوز،حتى يحافظن على سمعتهن بين أسيادهن

يقول المنطق علينا ألا نقع في خطأ التعميم ،فليس جميع الفقراء مساكين ،وطيبون ،ولا جميع الأثرياء متعالين ،وبلا قلوب

فقد خلق الله الخير والشر في الدنيا لتحقيق ثُنائية الكون؛ فالخير لا يُعرف إلا من الشر، فبضدها تتميزُ الأشياءُ، والشر ضروريٌ لتدعيم الخير ،فقدمت لنا الكاتبة نماذج من كل هؤلاء ليذهب التعميم ومن ينتهجونه إلى الجحيم،ويبقى الخير فقط في القلوب التي تمتلك الإنسانية بكل معانيها الرحبة .

تميزت الرواية بأسلوب الوصف الرائع والدقيق للكاتبة ،فكانت تصف الأقمشة بدقة ،وتصف عملية الحياكة والقص،وتركيب وتصفيف كل الاجزاء في النهاية بمهارة ، حتى أنني كنت أكاد أجزم أنني أكاد أرى التنانير ، والفساتين وملاءات الأسرة المزركشة رؤية العين ،وهي تحاك سواء باليد أو بالماكينة التقليدية القديمة في ذاك القرن

وعن شخصيات الرواية والتي أغلبها نسائية

احببت شخصية الجدة،فكانت جميلة ككل الجدات اللاتي يتميزن بالحكمة والعطف والصرامة وقت اللزوم وقدرتهن على سرد الحكايات التي لا يعرفها سواهن ،

استر(الماركيزة الحنونة،التي كانت ياسمينة الرواية،والتي كانت تتضوع عطرًا أينما حلت،أحبت مرة واحدة فقط ،وحين كفرت بالحب..أغلقت الباب ،لكنها ظلت بنفس الرقة والطيبة والعطف.

وأخيرا الراوية ،الطفلةثم الفتاة فالأم والجدة حتى النهاية والتي لم تذكر الكاتبة اسمها ،فكلما تقدمت في العمر ،كلما أحببتها وغفرت لها في النهاية هفواتها ،بسبب سطوتها التي فرضتهاعلى قلبي وهي سطوة مدهشة تتحدى اي نقد ،فأنا وقعت في حب وحصار الشخصية حتى النهاية

وفي الأخير

اقول:

الحرف الذي لا يهزك وياخذك إليه ،لا يعول عليه

فانا من فتنت بهذه الرواية وحروفها وحكاياتها حد الوجع

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق