غفر الله لنجيب محفوظ. لمْ أرَ عبقريًّا يَفْرِي فَرِيَّه! أنتهي اليوم - بعد شهور ستة - من قراءة وصيته التي أودعها (أولاد حارتنا) وتردد كثيراً في نشرها، ربما خوفاً من غلبة النوايا السيئة، وربما زهداً لأن "آفة حارتنا النسيان". نعم، يحكي محفوظ - بلا شك - قصة الله وأنبيائه وعباده والدين والعلم (بل إنه جعل الرواية في 114 فصلاً!)، ونعم، كان يمكن أن يحكي - مثلما فعل في رائعته الحرافيش - عن الحق والباطل والخير والشر والدين والعلم، دون استخدام الرمز بشكل شديد السفور وربما شديد التعدي. لكنني لا أشك كثيرًا في صدق إشفاق الرجل على أولاد حارته الذين قال فيهم: "ما أعرَف أولاد حارتنا بالحكايات! فما بالهم لا يعتبرون؟!" عسى الله أن يغفر لمحفوظ سوء أدبه، وأن ينفع "أولاد حارتنا" بتذكيره، رغم أن آفة حارتنا النسيان.
أحمد الديب
يونيو 2012