اقتباسات عبد الرحمن مسعد

}إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{‏ [يوسف: 100]‏

‫ ‏يقول ابن سعدي: ‏

‫ ‏"يوصل برّه وإحسانه إلى العبد من حيث لا يشعر‏

‫ ‏ويوصله إلى المنازل الرفيعة من أمورٍ يكرهها"‏

}وَالضُّحَى (1){‏ [الضحى: 1]‏

‫ ‏لا يقسمُ الله إلا بشيء عظيم‏

‫ ‏فعليكم بصلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين.‏

}إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{ [يوسف: 100]

‫ ‏في كل بلاء لطف، وفي كل بلاء نعمة.‏

‫ ‏وفي ذلك يقول ابن عطاء الله السكندري في حِكَمه: ‏

‫ ‏من ظنَّ انفكاك لطفه عن قدره؛ فذلك لقصور نظره.‏

عن نوح قال:‏ ‫ }إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3){‏ [الإسراء: 3].‏ ‫ ‏وقال عن أيوب:‏ ‫ }إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44){‏ [ص: 44].‏ ‫ ‏وقال عن يحيى:‏ ‫ }وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ{‏ [مريم: 14].‏ ‫ ‏وقال عن محمد ﷺ:‏ و إنك لعلى خلق عظيم.

}قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102){ ‫ ‏[الصافات: 102]‏ ‫ ‏وهذا هو الوعد. ‏ ‫ }فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103){‏ [الصافات: 103] ‏ ‫ ‏لم يحرك رقبته. بل وفّى بالوعد.‏ ‫ ‏لذلك كان إسماعيل ...

}وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54){ ‫ ‏[مريم: 54]‏ ‫ ‏عندما نتأمل هذه الآية سيتبادر إلى أذهاننا سؤال. لماذا إسماعيل عليه السلام بذاته هو الذي قال الله عنه (صادق الوعد). لا شك أن كل الرسل صادقوا الوعد.

هذا الدعاء النبوي مُطمئن:‏

‫ ‏‏"يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"‏

‫ ‏‏حين تقوله من أعماقك مُستشعرًا تفويض أمورك لله بصغيرها وكبيرها، فتأكد أن الطمأنينة ستغمر قلبك.‏

فوض أمرك لله فهو قادر على كل شيء. ‏

‫ ‏وردد دائمًا: ‏

‫ }وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44){‏ [غافر: 44]‏

‫ ‏فإن الله قال بعدها:‏

‫ }فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا{‏ [غافر: 45]‏

}أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63){ [الحج: 63]

‫ ‏لطيف بعباده حيث أنزل لهم المطر، وأنبت لهم الأرض، خبير بمصالحهم، لا يخفى عليه شيء منها.‏

‏قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه -: أن الله لم يخلق شيئًا إلا صغيرًا ثم يكبر، إلا المصيبة، فإنه خلقها كبيرة ثم تصغر. وهذا من نعم الله علينا وتمام لُطفه عز وجل.‏

}فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ{‏ [الشورى: 40] ‏

‫ ‏ما أجمل العفو عند المقدرة!‏

عفوه عن إخوته. عندما قال لهم: ‏ ‫ }لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ{‏ [يوسف: 92]‏ ‫ ‏وعندما اجتمع مع أبويه وإخوته قال: ‏ ‫ }وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ{‏ [يوسف: 100] ‏ ‫ ‏من الذي أدخله السجن؟ عزيز مصر.

من الذي ألقاه في البئر؟ إخوته.

الله علّم سيدنا يوسف عليه السلام تأويل الأحاديث وتفسير الرؤيا، ولهذا قال : ‏ ‫ }إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{‏ [يوسف: 100]‏ ‫ ‏أي أن هذه الأشياء التي حصلت لطفٌ لطفه الله له فاعترف عليه السلام بهذه النعمة.‏ ‫ ‏

حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله ﷺ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أول دَفْعَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ من الدنيا و ما فيها.

‏ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد كلهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال: "يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".‏

}قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ{

‫ ‏[آل عمران: 29]‏

‫ ‏فعندما نقوم بالعبادات والأعمال الصالحة لا بد أن ننتبه لما هو داخل الصدور؛ ألا وهي النية.‏

‫ ‏"عندما تتعامل مع الله اصدق مع الله".‏

الشعراوي -رحمه الله- عندما تحدث عن تفسير قول الله تعالى ‏}لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{‏ [يوسف: 100]:‏ ‫ ‏"يعني اللي يعوزه يعمله، لطيف هو المدبر تدبير ما يخفاش عليه خافية أبدًا"‏ ‫ ‏"فالله لطيفٌ بعباده، رحيمٌ بهم، يعلم أدق حالهم، ويعلم ما تخفي صدورهم

ثم يقول الله تعالى:‏

‫ ‏}‏وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146){ ‏[الصافات: 146]‏

‫ ‏تظله بظلها الظليل، لأنها بادرة وباردة الظلال، ولا يسقط عليها ذباب، وهذا من لطف الله به.‏

}ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{

‫ ‏[النحل: 125].‏

‫ ‏قال الرسول ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ".‏

‫‏رواه مسلم. ‏

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ.‏ ‫ ‏وعلّم الله الرفق لموسى عليه السلام