الطنطورية > اقتباسات من رواية الطنطورية > اقتباس

وحدها شجرةُ اللوز تتسيَّد ربيعَ البلد، ملكةً بلا منازع. ينوِّر اللوز، يسرقُ قلوبنا ثم يزيد، يتملّكها بثمره الهش المراوغ، لاذعٌ وسكر.

٧٠٠ جندي من الجيش الأردني قرب المدينة يتابعون ما يحدث ولا يستطيعون التدخل. هل تتوقع أن يتدخّلوا وقائدهم إنجليزي؟؟! معهم سلاح والإنجليز معهم وهم مدربون ولهم قيادة متماسكة، ونحن...

- معنا ربنا لأننا أصحاب حق.

يحكي باليوم والساعة والحي والشارع والعطفة والزاوية، كأنه ينشر حيفا كاملة أمام السامعين، فيروا بأم العين بحرها وكَرمِلها ومصفاة نفطها وخطوط سككها الحديدية، الخط الحجازي الذي يربط بدمشق عبر دِرعا، وخط يافا واللد الذي يحمل المسافرين إلى القنطرة ومنها إلى القاهرة، وخط بيروت وطرابلس يعبر إلى رأس الناقورة مروراً بنفق طويل.

هل كان يتحمل "لبنان الحر" التابع للإسرائيليين؟ هل كان يتحمّل حصار تل الزعتر وتحالف سوريا مع الكتائب؟ هل كان يَعقل أن جماعة عرفات و"أمل" يقتتلون في الجنوب أو أن "أمل" تحاصر المخيمات؟؟

ماما

لم نهبط من المريخ، ولا جئنا لبنان للسياحة.

كان الانتقال من مخيم إلى مخيم، أو استقبال زائر من خارج المخيم يحتاج تأشيرات وسين وجيم، دق مسمار، بناء سقف، إضافة إلى حجرة، كلها محرمات. لأن المخيم يجب أن يبقى مخيماً مؤقتاً تأكيداً على أننا لاجئون. حفاظاً على حقنا في العودة. شكراً، الله يكتّر خيرهم!!!

كنا نعرف أن المُخيم محاصر، وأن إسرائيل أضاءت سماء المنطقة بالقنابل لتسهل للقوات اللبنانية الدخول. وأنها تنفذ لإسرائيل مهمة إيذاء السكان. قتل بعضهم وأسر البعض الآخر.

لِم لَم أنجو بعيداً عن هذا المكان الذي صار يقول لنا ضمْناً: اتركوا البلد، أنتم غرباء. هل قلت ضِمناً؟؟

خطأ.

يقولونها صراحةً وكل يوم.

هناك خطط لتقليص عدد الفلسطينيين في لبنان من نص مليون إلى خمسين ألفاً. هل يريدون إلقاءنا في البحر؟ الجيش يستبد بالمخيمات، اعتقالات يومية، قتل على الحواجز، اختطاف، وخنق: لا عمل ولا تصاريح عمل.

كان ابني محظوظاً، وأنا أيضاً لأن الكثير ممن يُخطف من الشباب، يختفي ويُقتل ولا يعرف أهله ذلك. لم تعد الكتائب وحدها تعتقل الشباب الفلسطينيين، ولا الميليشيات المسيحية، دخلت أمل فجأة في المشهد. يا إلهي كيف؟ لماذا؟

رُقَيّة

لم أرَ بحر يافا منذ غادرنا البلد!

مشاركة من آية شبانة ، من كتاب

الطنطورية

هذا الاقتباس من رواية