قريناتي > اقتباسات من رواية قريناتي > اقتباس

‫ للوصول إلى الجانب الطيِّب من الإنسان، لا بدَّ من عبور الجانب المتوحِّش أو الذئبي. كما تعلَّمت ألماز من مصطلح تستعمله إيزيس، صارت تستخدمه بعد قراءتها للكتاب الذي ستُحدِّثها عنه إيزيس لاحقاً عن (نساء يرقصنَ مع الذئاب). مثل الغابة، هي المرأة، تبدو متوحِّشة في بدايتها، ثمَّ تتكشَّف الطِّيْبة لمَنْ يستحقُّها. هكذا كانت تتقاسم ألماز مع لمعان ذلك القسم المتوحِّش البادي أوَّلاً، ثمَّ يظهر القسم الطيِّب.‬

‫ أمَّا إيزيس، فلأنها تربية المدارس المعاصرة، والمُدُن الأنيقة، فهي مدجَّنة مُسبَّقاً، حيث قُمِعَت ذئبتها. وأُجبِرَت على تلقُّن ثقافة الحملان الوديعة، بينما كان داخلها يتَّقد بنار الذئبة المكلومة، الباحثة عن الغابة.‬

‫ لهذا كانت إيزيس، حسب شرح ألماز، تشعر بالقلق والضياع وعدم الانتماء. لأنها مُبعَدَة ومَقصِيَّة عن أصولها الوحشية. ولأن طيبتها كانت مُفتَعَلَة، ردَّاً على الخوف، إذ بدلاً من ممارسة ذئبيَّتها، مارس الآخرون عليها ذئبيَّتهم، فاصطادوها في العلم والمعرفة واللغات والكُتُب .. وحبسوا روحها الحُرَّة.‬

‫ لكن الذئبة التي لم تنمْ بداخلها، ظلَّت يَقِظَة، ترسل لها الإشارات، من وقت لآخر، وكانت معاناة إيزيس، هي في الإحساس بأنها ليست في مكانها، وأن ثمَّة ما ينقصها، لكنها لم تكن تعرف ما هو ذلك الشيء.‬

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

قريناتي

هذا الاقتباس من رواية

قريناتي - مها حسن

قريناتي

تأليف (تأليف) 4.4