خبز على طاولة الخال ميلاد > اقتباسات من رواية خبز على طاولة الخال ميلاد > اقتباس

لم أھتمّ یومًا للرجال الأقویاء، أحببتك لأنّك أنت، حنون ولطیفٌ ولأنّك تعدّ لي البیتزا وتنصتُ لكلّ ما أقولھ ولأنّك تحترمني، لا یھمّ إذا كنتُ قویًا ا وقادرًا على اللكم والضرب والركل، كما لا یھمّ إن كنتَ شجاعًا كفایة للقتل من أجلي، ما یھمّ… أنّني عندما أمسك إصبعك الأصغر، أشعر بالسكینة.

إذَن لقد زالت متاعبي. ھذا الحدث ھو الوحید الذي جعلني واثقًا من نفسي متسامحًا معھا. كلماتھا وھي تنساب عبر أذنيَّ داخل نفسي المرھقة تمتصُّ الشكّ، جعلتني أنسى تعبي وألمي والحیاة أجمعھا، وعدتُ أرى الجمال في الأماكن المحیطة بي. ... كانت ھذه الكلمات بمثابة الشراب لي، لم یھمّ إذا كان الدواء غیر نافعٍ بالضرورة، أو أنّھ لن یشفي كلّ داءٍ. لكن في لحظتھ بالذات شعرتُ بالتحسّن، وبعروقي تنشط وبدمي يتجدد، كنت مستعدا للتسكّع في المدینة مجدّدًا كما فعلنا كلّ یومٍ ونحن نبحثُ عن زقاقٍ جدید، أو دكّانةٍ مدسوسةٍ في عتبة الزمن، عن نورسٍ یحلّق فوق الكورنیش یحمل قصّةً مّا، أو البواخر وھي تمخر البحر بعیدًا عن وطننا، نمنّي النفس أن تأخذنا معھا في رحلةٍ رومانسیّة ، كنت مستعدًا للمضيّ قُدمًا في الحُب والحیاة والقُبل، وأن أتعطّر وألبس جیّدًا. ابتسمتُ لھا كطفلٍ ظَلّ وحیدًا في البیت خائفًا یُفكّر في احتمال تخلّي أمّه عنه، وعندما فتَحت الباب مُحمّلةً بالحلوى والبسكویت طار فرحًا واحتضنھا. عندما أنھت زینب كلماتھا، أمسكت بإصبعي، تناسینا عالمنا ومجتمعنا وأرضنا وعائلتینا.

هذا الاقتباس من رواية