تفسير الأحلام > مراجعات كتاب تفسير الأحلام > مراجعة لونا

تفسير الأحلام - سيغموند فرويد, مصطفى صفوان, مصطفى زيور
تحميل الكتاب

تفسير الأحلام

تأليف (تأليف) (ترجمة) (مراجعة) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لست من الأشخاص المهووسين بتفسير أحلامهم، لطالما كان الحلم بالنسبة لي مجرد ظاهرة نفسية صحيَّة وكفى، ولا تستدعي مني الوقوف عندها، ولهذا قرأت هذا كتاب بنيَّة "للعلم فقط بمحتواه" نظراً لشهرته، لكني بعد أن انتهيت منه اعترف أني استمتعت كثيراً بمحتواه التي ترك أثراً في نفسي على عكس مما توقعت تماماً

هذا الكتاب يعتبر أشهر ما كتب "سيجموند فرويد" الذي قال عن كتابه :- { إنه يحوي أثمن الكشوف التي شاء حسن الطالع أن تكون من نصيبي؛ فمثل هذا الحدس لا يأتي العمر مرتين} ..

يستهل "فرويد" كتابه بذكر نظريات الأحلام والملخص الذي خرجت به هو أن الحلم أشبه بفترة جنون مؤقتة يعيشها الإنسان، ويفعل بها ما يريد لأن الرقابة وملكة النقد الحاضرتان في اليقظة معدومتان في الحلم .. .. وأن الحلم إما أن يكون مصدره حسي من خارج أو داخل الجسم، أو مصدر عضوي باطني ، أو آثار نفسية خالصة .. ..وأن الحلم قد يكون نبوءة وكشف للمستقبل .. .. يُطيل "فرويد" في المقدمة ليكون القارئ على علم بالنظريات المطروحة وليستعد لطرحه الجديد والمختلف كلياً

يقول "فرويد" أن الأحلام ليست بالتفاهة التي نعتقد ولا تشتغل بتوافه الأمور ومهما كان الحلم بريئاً فإنه عكس ذلك تماماً لو تجشم المرء عناء تحليله

الأحلام تنشأ من "منطقة اللاشعور" وتخضع لعملية تكثيف مركزة .. .. ولهذا لمعرفة اللاشعور في الحياة النفسية للأشخاص فإن تفسير الأحلام يعتبر أحد الطرق الفعَّالة

الحلم تحقيق "لرغبة مكبوته" غالباً من مرحلة الطفولة، ولكنه لا يكون حلم صريح، بل غالباً ما يشوبها التشويه

أما سبب هذا التشويه هو "الرقابة" .. نعم الرقابة التي قال من سبقه من العلماء أنها غير موجودة فإن "فرويد" يقول هي سبب التشويه الذي يحدث لأحلامنا .. .. فالرقابة لا تختفي أثناء النوم بل تقل حدَّتها وعندما نستيقظ فإنها تستعيد قوتها وهو السبب الرئيسي لنسيان أغلب أحلامنا

ومادة الحلم التصويرية (التي تتحول بها الأفكار إلى صور) أساسها المشاهد الثانوية التافه التي لا تلفت انتباهنا أثناء يقظتنا وليست الأحداث الجوهرية، ومرحلة الطفولة إحدى المصادر الرئيسية لمادة الحلم التي يحدث لها تشويه كبير ولا تأتي صريحة كما قلنا سابقاً بسبب الرقابة التي تصل إلى حدود اللعب بالألفاظ والجناس اللغوي والمعنوي المتقن والرمزية العالية .. .. ولتفسير الحلم فإن أحداث اليوم السابق لها أهمية كبيرة فالحلم يستغل هذه الأحداث ليلمح للرغبات التي أغلبها تعتمد على خبرات الطفولة

أما بالنسبة لكون الأحلام أساسها مصدر تنبيهي جسدي أحيانا فيقول "فرويد" عكس ذلك .. .. فيمكن استغلال المنبهات الجسدية فقط إذا كانت تخدم الحلم في تحقيق الرغبة .. .. ويعرض هنا ظاهرة وجدتها غريبة جداً وهي "ظاهرة المراجعة الثانوية" التي يشرح فيها ن بعض الأحلام جاهزة في منطقة اللاشعور وتنتظر فقط المنبه الخارجي لتنطلق (مثل أن يحلم شخص بالإعدام بقطع رأسه بالمقصلة وعندما يستيقظ يجد لوحاً من السرير سقط على رقبته) فسقوط اللوح استغله الحلم للخروج، وخاصية التكثيف الشديد التي يتميز بها الحلم هي سبب عدم إدراكنا لهذه الظاهرة

أما كون الأحلام نبؤه للمستقبل فهو شيء لا يوافق عليه "فرويد" ويقول إن الأحلام تحيطنا علماً بالماضي، فالحلم فرع من الماضي بكل معنى من المعاني .. .. ويسلك بنا جهة المستقبل فقط بكونه عمل على تحقيق رغبات مكبوتة

يفرد "فرويد" جزءاً كبيراً في الكتاب بالأساس الجنسي لأغلب الأحلام بكونها أكثر الرغبات المكبوتة {كلما زاد المرء اشتغالا بحل مشكلة الأحلام زاد استعداده للتسليم بأن غالبية أحلام الراشدين تعالج مادة جنسية وتعرب عن رغبات عشقيه .......... فواجبنا عند تفسير الحلم ألا ننسى أبداً هذه القيمة " فما من غريزة لاقت منذ الطفولة مثل الكبت الذي لاقته الغريزة الجنسية"} ..

عيب الكتاب كثرة الهوامش التوضيحية أسفل الصفحات كانت مزعجه جداً بالنسبة لي (خصوصاً أني مُبتليَّه بقراءة نسخة إلكترونية) فأنا من الأشخاص الذين يتشتت انتباههم بكثرة الهوامش على الرغم من هدفها التوضيحي، فكان تجاهل أغلبها الحل الأنسب لي

كتاب دسِم (بكل ما تحمله الكلمة من معنى) .. .. انصح بقراءته على دفعات لغير المختصين فكل خلية عصبية في الدماغ سوف تستنفر أثناء القراءة .. .. ولمن يريد أخذ فكره مختصره عن الكتاب دون الغوص فيه يمكنه قراءة النسخة المختصرة التي ترجمها الدكتور نظمي لوقا في 192 صفحة (لم أقرأها للأمانة) عوضاً عن 662 صفحة.. ..ولكني أنصح بخوض تجربة قراءة هذا الكتاب كاملاً .. .. أيضاً الترجمة كانت متقنة "لدرجة الإزعاج" بالنسبة لي، وساهمت في زيادة الكتاب "دسامةً" .. .. كان من الممكن أن تكون أقل شدَّة، لكن ربما ثِقل الكتاب يستوجب هذا الإتقان

ملاحظة أخيرة: "فرويد" يقوم بتفسير ( الأصح "تحليل") الأحلام ضمن جلسات طويلة جداً يبدل فيها مجهود كبير ليصل لنتيجة وهو المتَّضح من خلال قراءة هذا الكتاب .. .. لكم أتمنى أن أرى ردة فعلة على من يقومون بتفسير الأحلام من خلال مكالمة هاتفية لا تتجاوز الدقائق

.

ملاحظة:- مابين {....} مقتبس من الكتاب

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
1 تعليقات