الضوء الأزرق > مراجعات كتاب الضوء الأزرق > مراجعة لونا

الضوء الأزرق - حسين البرغوثي, محمود درويش
تحميل الكتاب

الضوء الأزرق

تأليف (تأليف) (تقديم) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

سألت نفسي كثيراً هل ما يحدث هنا صحيح؟! ما الذي سيجمع هذا الشخص المثقف الأكاديمي بهذه الصحبة الغربية؟! .. ولكن لما لا! هو قرَّر أن يعود من الجنون بالانغماس فيه ومصاحبته ولهذا أصبح مغناطيس يجذب أشباه حالته أو هو البرادة التي انجذبت لذلك المغناطيس

{كنت عاقلاً، ومثقفاً، وطالباً في الدراسات العليا، وكلُّ شيء يبدو على ما يرام، وفي الداخل صحراء فيها كائن قاعد على ركبته في الفراغ و "يأكل قلبه"، كما يقول شاعر إنجليزي، فسألته: "هل هو مرٌّ؟" قال: "مرٌّ جداً يا صديقي"}

.

قال "حسين البرغوتي" في أحد لقاءاته أنه اختار مدينة "سياتل" الأمريكية للدراسة تحديداً لأنه كان بحاجة لأن يُصفِّي حساباته مع نفسه في مدينة لا يعرف فيها أحد، لأنه وصل لمرحلة صار يخاف فيها على نفسه من نصفه الآخر وأقترب لحافة الجنون وتملَّكته حاله من الجفاف، أو كما قال له "بري":- {قلبك يختنق .. قلبك يختنق يا رجل}

إذاً الحكاية في مدينة "سياتل" قد تكون النهاية/البداية ولكنها كانت البداية لتصفية الحسابات مع نفسه { صرت أتسكَّع ليلاً في الغابة الصغيرة المحيطة بالحرم الجامعي، وأُفكِّر، أُفكِّر، أُفكِّر، أُفكِّر، أُفكِّر دائماً في أُفق ما، قصيدة ما، فلسفة ما، لا قلبي يشعر بما أفكر به، ولا عقلي يتوقَّف عن الهيمنة على روحي، كلُّ فكرة قطعة حطب يابسة} .. ولكن هل كان يعلم أنه سيجعل العديد من القراء طرفاً في هذه التصفية، لكل منَّا جنونه الخاص قد يبتعد أو يقترب منك يا سيدي، ولكنها حقيقة

.

شخصية "بري" ذلك الصوفي؛ كل من يقرأ هذه الرواية وتعجبه أعتقد أنه سيشعر أن "بري" سيهمس له أحياناً أو يصيح في وجهه أحياناً أخرى، و لربما البداية كانت هنا:-

{ذهنك سعدان لدغته عقرب ماضية، فصار ينطُّ ويزعق: وع! وع! وع! وع! وهذا هو محتواه: زعيق قرد}

تعلَّق حسين كثيراً ببري وأعتقد أن الإجابات وذلك النور سيكون عنده، ولكن أفهمه أكثر من مرة أنه بحاجة لنفسه أكثر منه، لأن الأعماق هي من يهم والسطح لا يعكس إلا القشور وقالها في جملة هزَّت حسين و.... هزتني { لا أعرف عنك شيئاً. فعمق البحر لا يعرف شيئاً عن شواطئه.. وجهك شاطئ} وسبر بعدها حسين أعماقه في قطعة فنيَّة جميلة جداً ورأى الطفل بعيون البحر

بري ذلك الضاحك الذهبي، بكى مرتين إن لم أكن خاطئة في هذه السيرة الأولى {على هذه الإنسانية الساقطة يا رجل!} .. والثانية عندما أعلن النهاية بينه وبين حسين

.

قال "حسين" مرة في أحد لقاءاته بما معناه انه توقف عن البحث على الكمال، فالكمال غاية لا تدرك ولكنه حافظ على هاجسه وهو "بأن يترك أثراً بعده" .. .. وفي هذه سيرة كانت طريقته في تحقيق ذلك واضحة وهي سلاح الأقنعة للحفاظ على نفسه أو ضوءه الأزرق { أعطني من فضلك، أعطني، ماذا؟ قناعاً آخر} ... أو هكذا أحسست

هي سيرة إما أن نقع في حبها ونشعر أننا أحد أطرافها وسنعاود قرأتها يوماً ما، أو نستثقلها ونشعر بأنها طلاسم أو...... ترهات، فمن أي الفريقين أنتن/أنتم؟!

_______________

ملاحظات:-

*قصة حجر ... جنون رائع بداخلة عقل مستنير

*النجمة الطائرة بسبب بعض اللحظات التي أحسست أني أقرأ فيها لمحات من كتب التنمية البشرية وتطوير الذات التي لم أعد أطيقها وأنا في هذا العمر

*مابين {....} مقتبس

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
6 تعليقات