أولاد حارتنا > مراجعات رواية أولاد حارتنا > مراجعة Mohamed Sayed Rashwan

أولاد حارتنا - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

أولاد حارتنا

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الله هو الذي يعطي للقيم معناها، الله هو الذي يعطي للوجود معناه، بدونه لا معني للوجود، لا معني للقيم، وبديله هو العبث،اللا معني.”

هذة هى جملة محفوظ التى قالها فى حواره مع محمد سلماوى ، تذكرتها وأنا أقرأ فى الفصل الأخير : "عرفة"ـ

حيث الجبلاوى انتهى وانتهت اسطورته ، فحل بدل منه الخوف وعدم الأمان ، ونقض السلام ..

الشعور العام بالأسى ، الإفلاس المعنوى .. لاقيمة ولا معنى ، و تمنى الموت بدلاً من الحياة المفلسة القاسية

إذا جازت التسمية " التصحر الروحى " ـ

وأعتقد أن ظروف كتابة الرواية ، حيث اندلاع الحرب العالمية الثانية.. ومابعدها من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ، الأمر الذى هز العالم هزاً ، و زلزل مشاعر الناس وأعطاهم شعور بعبثية الوجود ، ومخاطر العلم التى من الممكن أن تبيد بلداناً كاملة

[ وهذا واضح جداً من حيث فصل " عرفة " ]

ولم يكن إلا أملاً أخيراً باقياً فى الإله

.. لن أتحدث عن موضوع الرواية ماقبل فصل " عرفة " فهو معروف ومعلوم

ولكنى سأتحدث عن المعترضون على المساس بالمقدسات على حد تعبيرهم ..

بما إنى قد درست فى السنة الأولى من الكلية " السيمولوجيا" أو السيمياء أو علم الرمز فى الفنون

إسمحوا لى أن أقول أن الرمزيّة ، تختلف كل الاختلاف عن التجسيد ..

ما فعله محفوظ هذا هو " رمزية " وليست " تجسيد" فلم يحدث أى تجسيد للإله أو للأنبياء فى الرواية

بل حدث مجرد " ترميز "ـ

فأقرب مثال للتجسيد يحضرنى الآن فى ذهنى مسرحية " الإله يقدم إستقالته فى اجتماع القمة" لنوال السعداوى .. والتى جسدت فيها الله والأنبياء بهيئاتهم وشخصياتهم

وإن كنت مع الحرية المطلقة للإبداع ولكنى _ بشكل شخصى _ لا أحب هذا الشكل من المباشرة

أما الرمزية فليس فيها أى إهانة للرموز الدينية وما إلى ذلك ..

وسنضرب مثلاً بحمدين صباحى حينما مـُنـِح رمز النسر

أو عبد المنعم ابو الفتوح حينما منح الحصان ، هل فى ذلك أى إهانة ، أو ظن أحدهما أن هذا تشبيه بأى المرشحين بالحيوان

إذن القضية ليس فيها أى إهانة .ـ

أو مساس ، ولكن لابد مما ليس منه بد ..

وكنت أريد تأخير هذا المثال ، ولكن سأضرب مثلاً _ ولله المثل الأعلى _ من القرآن ألم يرمز الله للإنسان بالغراب فى القرآن الكريم ؟

فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ"ـ"

وهنا واضح الأمر جداً

فلا داعى للنعرات الكاذبة ، والمزايدة على إيمان البعض من البعض ..

===========================================

يشك البعض فى مصداقية جائزة نوبل لإنها منحت لـ"أولاد حارتنا" وهى الرواية متواضعة المستوى أمام روايات رائعة و ملحمية ولا تقارن بها أصلاً كـ " الحرافيش " مثلاً

ولكنى أقول : أن لنوبل مواصفات خاصّة ، فمهما بلغ من عظمة أى عمل أدبى ، يبقى الأولوية للأعمال التى تمس القضايا الوجودية والتى تتحيز للإنسانية عموماً ..

و لإنى لم أقرأ مقال : أحمد كمال أبو المجد مع احترامى له ، ولكن هل هو لديه عقل وأنا لا ، أم أنى أضع لنفسى مبررات معينة ؟ سأقرأ أنا وأحكم ..

ثم فلنفرض أن محفوظ ملحد بالفعل ، مالمانع أن نقرأ كلماته وننتقده أشد الهجوم ..

أم أنه مجرد إسكات لأصحاب العقول الظلامية ، وأنصار التعاملات الرأسية مع الفكر والفن والأدب كالمصادرة والمنع والحجب ، والإرهاب والترويع

ويبقى دائماً الناس يلوذون بالصبر ، ويتشبثون باليقين ..

ويستمر الصراع دائماً

كما هى نهاية الرواية

" الناس قد تحملوا البغى فى جلد ، ولاذوا بالصبر واستمسكوا بالأمل ، وكانوا كلما أضر بهم العسف ؛ قالوا لابد للظلم من آخر ، ولا بد لليل من نهار .. ولنريّن فى حارتنا مصرع الظلم والطغيان "

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق