الإسلام بين الشرق والغرب > مراجعات كتاب الإسلام بين الشرق والغرب > مراجعة إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)

الإسلام بين الشرق والغرب - علي عزت بيجوفيتش, محمد يوسف عدس, عبد الوهاب المسيري
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

ان لم أخرج بقراءاتي في هذا العام الا بهذا الكتاب فهو يكفيني ويزيد، فهو من تلك النوعية من الكتب التي لا تُقرأ مرة واحدة بل عدة مرات وبتمعن وتمهل والنتيجة تصالح أكبر وقبول للنفس والشعور بالسمو والامتنان أن جعلنا الله مسلمين.

يقول علي الطنطاوي: "ونحن لا نكره هذه الحضارة الغربية ولا نرفضها جملة كما يفعل الجَهَلة المتعصبون، ولكن لا نقبلها كذلك جملة كما يفعل القردة المقلّدون، بل نُحكّمَ فيها شرعنا وعقولنا، فنأخذ منها وندع". وهذا هو المنهج الذي اتبعه هذا المفكر العظيم علي عزت بجوفيتش، فهو بحكم نشأته ومعايشته في العالم الغربي، تمكن من التبحر في العلوم الغربية ومختلف الاتجاهات الفكرية والفلسفية وكنتيجة مباشرة لنشأته الاسلامية، لم يأخذ هذه العلوم كما هي بل أسقط عليها هذا الدين العظيم ليصل بتفكر وتمعن الى أن الاسلام بوحدته الثنائية القطب (أي الدين الذي جمع بين مادية التوراة مجازاً وروحانية الانجيل) هو منهج حياة يسمو على المنهج المادي الواقعي للحضارة الغربية وعلى المنهج الديني بمعناه المجرد للطوباوية المثالية الكنسية. فالاسلام هو أقرب الى الانسان.

ولست هنا في صدد كتابة مراجعة وافية للكتاب فهو بالصعوبة بمكان أن أكتب أي مراجعة لكتاب عظيم مثل هذا الكتاب ناهيك عن مناقشة أو تلخيص ما جاء فيها من أفكار. فالعديد مما قرأته هنا كان جديداً علي سواء كان مسميات أو مصطلحات أوطريقة التفكير وحتى منهج فلسفي بحثي مبني على العلم والتفكر وهو بحاجة الى اعادة قراءة وتفكير وتمعن حتى تستقر هذه المعاني بالنفس ونصبح أكثر قدرة على استيعابها وتحليلها بحيث لا نكون من تلك الفئة "عندما يتحدث اليك الناس يخرجون من افواههم قطعاً من هيجل و هايديجر او ماركس في حالة اوليه غير مصاغة جيدا" بل تصبح هذه الأفكار والمعاني نتاج تفكير معمق وقبول صادق.

ومما زاد من حماستي لهذا الكتاب تلك الروح الانسانية التي غلفت الكتاب من البداية الى النهاية، فذلك الشعور بالسمو الانساني الذي يطغى على أي شيء مادي أو ملائكي هو ما يميزنا كبشر نخطئ ونصيب وهو ما ركز عليه علي عزت بجوفيتش. فترى مدى تأثره بالفن بجميع أشكاله والأدب خصوصاً تولوستوي ودوستوفيسكي ناهيك عن وصفه لعدمية ألبير كامو وعبثية سارتر بأنها الحادية اليائس الذي لم يصل الى الله.

وأختم بالقول كما قال باقي الأبجديين الذين قرأوا الكتاب: الحمدلله على نعمة الاسلام.

وأقتبس من الكتاب:

"كم هي محدودة تلك التي نُسميها إرادتنا، وكم هو هائل وغير محدود قدرنا".

"من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك، إنما كان عليه أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا، باختصار أن يكون إنسانًا، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون".

"الإنسانية هي التأكيد على الانسان باعتباره كائناً حراً مسئولاً. ولا شيء يحط من قدر الإنسان أكثر من الإدعاء بعدم مسئوليته".

"إن الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا محرماته ولا من جهود النفس والبدن التي يطالب الإنسان بها، وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه: من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطني... من قوة النفس في مواجهة محن الزمان.. من التهيؤ لاحتمال كل ما يأتي به الوجود... من حقيقة التسليم لله.. إنه استسلام لله.. والاسم إسلام !"

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
اضف تعليق