الشحاذ > مراجعات رواية الشحاذ > مراجعة فدوى فريد

الشحاذ - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

الشحاذ

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

.

لا أتذكر من رشح لي تلك الروايه ...

وهذا يدل أنها رشحت لي منذ زمن بعيد جداً...كنت أرى فيه للأدب المحفوظي جلاله تدفعني للأبتعاد عنه رهبةً ...فأنا لازلت أضعف من تحمل العديد من الحقائق ...كما أني لا أقوى على أثارة أسئله فلسفيه معينه بيني وبين ذاتي ...ثم أثار فضولي مؤخراً صديق حكى لي عنها أنها روايه تتحدث عن أزمة منتصف العمر ...على حد علمي ان محفوظ لم يهتم بالعلات الاجتماعيه إلا في قوالب نفسيه شديده التفرد ...فعقدت العزم والنيه على سبر أغوار رواية الشحاذ ...

تعجبت من المقاطع الاولى للروايه فهي تحكي عن رجل شديد الثراء ناجح في عمله فعليا يمر بما يسمى بأزمة منتصف العمر ...تلك الفتره العمريه التي تكون فيها شديد الكبر على فعل شئ مجنون ...كما أنك شديد الصغر على ان لاتفعل شئ..فتره تحصد فيها وتجني ثمار رحله الحياه ..مال,ابناء,تقدير ..أشياء كلها كانت لدى بطل الروايه ...لماذا هي أذن معنونه بالشحاذ ...!

بصعوبه بالغه وصلت للصفحه 40 يعني الثلث الاول من الروايه او أقل قليل ...

ليس في اللغه أي شئ غير أعتيادي ...وليس في القصه ما يدفعني للمضي قدما ...

أنها فعليا أزمة منتصف العمر ما حاجتي أن اقرأ عنها روايه وهي حكايه متكرره بسينريوهات متعدده أحياه بشكل شبه يومي مع الاقارب وأصدقاء الاسره وأي بريد قُراء في أي مجله او جريده و أي فيلم او مسلسل هابط ...! لقد باتت تلك المشكله أحد نواميس الكون بالنسبه لي ...حزنت حقا ...لماذا يناقش نجيب محفوظ شئ تافه كتلك الأزمه ...نعم هي تافهه لأنها نتاج طبيعي لأنانية الرجل الناشئ في مجتمع يمنحه أمتيازات خاصه لمجرد أنه ذكر ...(الازمه متكرره حتى في المجتمعات الغير شرقيه لكن المرأه الشرقيه تستعظم الخيانه وهو شئ يحول بينها وبين الاستجابه لرغبه مطابقه لذكر في مث هذا السن في الشعور انها لازالت صغيره وفي بؤره الاهتمام و و و )

هذا دفعني أن أعيد الروايه مره ثانيه للمكتبه ...لكن بعد قراءتي لروايه (انا عشقت) وجدت في نفسي رغبه وطاقه واستعداد لمغفره أي شئ لأي كاتب ...أذن لما لا أستغل ذلك واقرأ (الشحاذ) ..لقد أتيت عليها في ستين دقيقه ...

قفزت فوق الكلمات ...والسطور

الكنز الفلسفي تفتح رويدا رويدا

وتكشفت الرموز تدريجيا ...

عمر حمزاوي ليس مجرد رجل اناني ناجح وثري زهد من الحياه بسبب عطاياه السخيه له ...

عمر مناضل وفنان سابق ساوم من أجل رغد العيش...باع فنه ومبادئه صغيرا ثم طحنته رحى الحياه فلم يستفيق إلا وهو مجرد رماد عصفت به رياح الاسئله...

بحث عن الراحه في الحب و الجنس والفن

لكن وجد كل هذه متع لحظيه ...وبقيت نفسه حائره تبحث عن الاجابه ...

تبحث عن الحقيقه ...

نجد عمر حمزاوي يتخلى عن ماديته رويدا رويدا متجها وبقوه للصوفيه ...حتى يصل لصوفيه الكامله عندما يهجر بيته واصحابه ناشدا البحث وناذراً ما بقي من عمره للتفكير ...لكن صوفيته قربت لحالة من حالات الذهان\الجنون ...شئ ما مرتبط بالبحث الدائم عن الحقيقه ...

كان في يقظته يتجرد من كل شئ مادي لكن لازال في مناماته ما يربطه بالدنيا بشكل او بأخر (كوابيسه التي كانت ترواده تعد من أبدع ما في الروايه حقا)

في حياة عمر حمزاوي شخصيات أخرى ...

ورد ...تلك الفتاه التي أعتبرها مسكن وقتي لأسئلته وحيرته ...كانت ورد رمز للحب قصير الأمد (ربما تظهر الرمزيه في اسمها..الورد سريع الذبول كذا حبه لها كان)

عثمان :الثائر القديم الخارج توا من السجن الذي تسبب بخروجه في أحداث هزه نفسيه عنيفه لعمر ..لأنه ببساطه وجد مقابله بين ما كان عليه وما اصبح عليه

مصطفي: صديق اخر عمر و عثمان يمتاز عن كلاهما أنه وجد صيغه تصالحيه مع ذاته رغم انه باع مبادئه ...

بثينه :ابنه عمر ,تمثل الجزء البرئ في شخصيته ...فهي لازالت محتفظه بالفن الذي غض والدها الطرف عنه يوما ...كما أنه توجه اسئلتها الالهيه بصوره أكثر تهذبا وعقلانيه ..ترسل ترنيمات دائمه لله منشده ايها الحقيقه واليقين ...زواج بثينه من عثمان أظنه يمثل تزاوج بين الثورة والفن والبراءه ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس في لغة الرواية ما يثير الاهتمام أكثر من غيرها ...

فقط هي واحده من التناولات الفلسفيه التي أعدها ناضجه لنفسيه وحالة البحث عن الحقيقه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقي أن أقول ان عنوان الروايه هو تعبير حقيقي عن نفسيه بطلها الذي يتسول الراحه والاجابه ...

أنفحها النجوم الخمس وانا موقنه انها تستحقهم

..

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق