ترمي بشرر... > مراجعات رواية ترمي بشرر... > مراجعة فدوى فريد

ترمي بشرر... - عبده خال
تحميل الكتاب

ترمي بشرر...

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

لا تثق في رأي أحد ...او ذائقتة الادبيه ..

فهذه الروايه صنعت حتى يختلف عليها الجميع

لا تسأل ...جربها

ربما غيرت وجهة نظرك تماما في فن الروايه

مثل هذه الروايات تكتب حتى يندهش القارئ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولأول مره في حياتي أعترف ..

""انا حقا ماسوشيه "" ...

هذه الروايه من صفحاتها المئتين الأولى كادت تودي بحياتي

...بلا مبالغه

وعلى الرغم من ذلك تحملت مئتاها الاخريتين صاغره ...مرعوبه ...مسلمه بأن ما يسرده هذا الرجل واقع ...

وإن كان واقع فلماذا نخشي أفتضاح حقائقنا في المرآه ...!

لماذا ننظر بتقزز الي أفرازات أجساد الآخريين ...ولنا مثل ما لهم أفرازات مقززه تعافها النفس ...

""كانت هذه الأحداث مجرد فضلات يمكن أن تستخدم كسماد إحياء أرض جدباء وتعيد نفس الدورة ,ويمكن أن تظل فضلة تعافها النفوس ...وتتبخر في الهواء ...ولكنها لا تتلاشى""...

ــــــــــــــــــــــ

في أثناء قراءتي للروايه ...وبعد إن وصلت لمرحله لا بأس بها من كراهيتها ...وكراهيتي ...وكراهية كاتبها (والمجتمع والناس والبشريه جمعاء ) تبادر الى ذهني سؤال ملح ...

لماذا اقرأ الروايات ...!

...

حقاً لماذا ...

هل لأنها تمنحني عالم سحري غير واقعي ...فأبقي متنقله بين عالم الروايه وعالمي البرزخي الواقع بين الحقيقه والروايه ...ولا يقترب أبدا من الحقيقه .

أم لأنها تمنحني فرصة الأختيار ...فإذا عافت نفسي ما ورد في الروايه فها انا بكل قوة أطوي دفتيها و أتناساها ...وهذه فرصه لا تواتينا في عالم الواقع بمثل تلك السهوله ...

عالم الروايه بالنسبه لي ليس عالم التسريه و التسليه (ففي الواقع انا تسريتي الحقيقه في الموسيقي و الشعر ) ...

ولا أجزم أن كل رواية أعجبتني دفعتني للبحث خلفها او خلف كاتبها عن واقعه او حدث تاريخي ...

إذن فلماذا هذا الميل لفن الروايه ...

فلم أجد بداً من طرح السؤال مباغته ع صديقتي ..

فما كان منها أن لخصت ما يهدف له حقاً فن الروايه ...

عملية مكاشفه مع الذات و عيوبها ......

بأن تعقد لك مقارنة دائمه بين أحداث حياتك ومواقفها وشخوصها وأحداث الروايه

الثانيه تشريح نفسيات ......

ربما تجهل لماذا يأتي الآخرون بهذه الافعال لتجد كاتب الروايه في جمل موجزه يوضح لك ما أستصعب عليك فهمه مما يقبع في النفس البشريه..من أمراض...ضعف ..ونقائص ...وأحيانا عفونه .

تحتوي هذه الروايه ع الكثير من العفونه ......

فأن أردت أن تزكم أنفك فلك الحق إما أن تترك الروايه ولا تستمر بقراءتها (كما فعلت انا منذ عامين ) أو ان تتقافز بين صفحاتها حابساأنفاسك ..وعندها ستصاب بالأختناق ...

الحل أن تتقبل تلك العفونه صاغرا ...ففي النهايه ...لكل روايه نهايه ...وهناك صفحه تذييل بكلمة (تمت) سنكون هي طوق نجاتك ..

وأن كانت ليس تلك طوق نجاتك في هذه الروايه...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دعني أضعك في حيرتي الآن......

أكتشفت نزعتي العنصريه منذ أن عرفت ان كاتب الروايه غير مصري ...فانا ولمدة طويله ظننت الادب روي بماء النيل ...فهو مصري صرف ..وقد نال الطيب الصالح (السوداني ) بعض من نفحاته ...وربما أمتد الامر شرقا لأبناء الشام ...لقد تركنا الشعر لأبناء الجزيرة العربيه فهم فرسانه ...فليتركوا هم لنا النثر ...هكذا آمنت ..

كيف لي أن أقييم روايه كرهتها من قبل أن اقراءها ...لأنها أقتنصت جائزه من واحده من أفضل رواياتي ع الاطلاق (يوم غائم في البر الغربي )...

كيف لي أن أقييم رواية كرهتها أثناء قراءتي لها ...فقد سببت لي أصابات نفسيه متعدده

كرهت كاتبها ...وعافت نفسي القراءة له ...بعد أن سمعت عن كم السواد الذي تحمله روايته الفسوق ...

حتى كتابتي هذه السطور لم أقرر بعد ...كم نجمه تستحق

والأهم ...موقع تلك الروايه في نفسي...

هل أحببتها

إذا سألني أحدهم ترشيح روايه جيده ...هل ستكون ضمن ترشيحاتي له ..!

...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الروايه من منشورات دار الجمل

تقع في 416 صفحه

من الحجم المتوسط

حاصله ع البوكر العربي في العام 2010

للكاتب السعودي عبده خال

مقسمه الى ثلاث أقسام

عتبة أولى

عتبة ثانيه

البرزخ

...

في العتبة الاولى ...يعرفك عبده خال ع الحي الفقير الذي أسماه أهله بجهنم لما يلاقوه فيه من ضيم وما يلفهم فيه من فقر ..ويعرفك على القصر ...الجنه الموعوده ..ذلك الشئ البعيد المشتهى ...(في البدايه ظننت ان الحي رمز للمجتمع البدائي و القصر رمز للحداثه والتطور ولكن ظني لم يستمر اكثر من 15 صفحه ...عبده خال لا يود أن يعيد أختراع العجله في روايته ...بل يخترع لك شئ آخر جديدا...لن يكشف لك عن بذاءة المجتمعات الحديثه لكن سيكشف لك عن هشاش الفضيله في نفوس البشر )

في سبيل القصر و أهله يرتكب الكثيرون كل موبقات ....في سلسله من الاقاصيص محكمه النسج والغزل يرويها لنا طارق فاضل ...واحد من الموصومين الذين مارس طقسه التطهري برواية أحداث حياته وذلاته ..

في العتبه الثانيه يتحول طارق فاضل من راوي لأحداث وظروف وملابسات أنضمامه لجيوش الموصومين ...الى ساردا لجزاءه وجزاء الآخريين

ثم في البرزخ يريد الكاتب أن يصدمك بأن كل ما روى لم يكن خيال ...بل هو واقع حدث ويحدث ربما أثناء أشمئزازك من خياله المريض الذي أختلق كل تلك الاحداث .

وانا مؤمنه ان النفس البشريه تحمل أرث من القذاره لا يستهان به ...نحن (او قل انا ) فقط من لا يتحمل الأعتراف بذلك أحيانا

لأن الاعتراف بقذارة النفس البشريه تتضمن أعتراف ضمني بتلوثي و تلوث آخريين نقاؤهم يحافظ ع توازني النفسي ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الرغم ان الروايه ذات عدد صفحات وفير وذاخره بالشخوص إلا انك لن تصاب بالملل(وهنا تذكر لن تصاب بالملل لكن يقينا ستصاب بالقرف )

الكاتب منذ الصفحات الاولى حتى بداية البرزخ سيحافظ على قدرته على إدهاشك

..ربما جحظت عيناك في نهاية الرواية ذهولا من أعاجيب القدر المتجليه ....

الروايه محكمه للغايه ..لم يقع الكاتب في أخطاء لغويه و النسخه ذات أخطاء مطبعيه محددوه ...وهذا الشئ سيساعدك كثيرا على ان لا تنفصل عن جو الروايه .

ألفاظ الكاتب و صوره على الرغم من أنها ستثير تقززك لكن هذا المطلوب أثباته ...

شخوص الروايه متكامله التفاصيل تكاد تشعر أنهم من لحم ودم ...مع آخر صفحه في الروايه تدرك ان عبده خال لم يشاء أن يرهق ذهنك بحسابات مثل من مخطئ ...من أحب ...من أكرهه ...وفر عليك كل هذا و أستبدله بكلمه سحريه ...كلهم مخطئون ..كلهم مذنبون ...لك أن تتقبلهم ...او لا ...لكن في النهايه ...هكذا هي الحياه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد كل هذا ...ما يمنعني أن أنفحها النجوم الخمس ...

ربما لأن النجوم الخمس أعطيها لروايه أورثتني سعاده مؤقته ..لكن تلك أورثتني عذاب لا أعلم متى ينتهي ...!

...

أكتفي بما كتبت ...ولن أقيمها

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
1 تعليقات