وعّاظ السلاطين > مراجعات كتاب وعّاظ السلاطين > مراجعة Ahmed EL-komy

وعّاظ السلاطين - علي الوردي
أبلغوني عند توفره

وعّاظ السلاطين

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قد يعتقد البعض أن قراءة التاريخ من مصدر واحد تكفى وتفيض، وهذا ما جنيناه من كُتب التاريخ، صورة مشوهه غير مُكتملة أبعد ما يكون عن الحقيقة والواقع .. هذا العمل يعرض الجزء المُتبقى من الصورة لا محالة .. قد تعترض وتختلف وتجد صعوبة فى تقبل ما فيه .. ولكن فى نهاية الأمر ستكتمل الصورة، الصورة الغائبة عنك بسبب وعاظ السلاطين

تطبق الكتاب إلى الصارع إبان وفاة النبى صلوات الله وسلامه عليه، بعد مُقدمة وافية عن جريمة الوعاظ وكيف خلقوا السلاطين المُتجبرين فى الأرض، أقر الكتاب بصعوبة انتقال السلطة بعد وفاة النبى، فلم يجرى الأمر كما تصوره كتب التاريخ بكل سلاسة ووفاق .. وإنما مر الأمر بصعوبة شديدة ..

كذلك تطرق الكتاب إلى شخصيات هامة فى التاريخ الإسلامى كأبى ذر، وعما بن ياسر، وكيف أثروا على مجرى الأحداث سواء بالإيجاب أو بالسلب ..

أعجبنى كثيراً وصف على بن أبى طالب بـ (الثائر) وليس الخليفة، فلم يتمكن على أبداً من الحكم وإنما ظل يحارق الظلم والحفاظ على مسار الثورة بقدر الإمكان، ولكن كما قال الكاتب التاريخ عندما ينحصر فى أعمال الحاكم سواء كانت أعمال جيدة أو غير جيدة، ونتناسى التأثير الاجتماعى على المجتمع الإسلامى ككل.

كذلك تطرق الكتاب إلى الصارع الدائر ما بين السنة والشيعة، وكيف خلق السنة مذهب الشيعة وأجبروهم على التوغل فى الخطأ وتعظيم أهل البيت بطريقة يهتز لها الإيمان، لم أجده أبداُ مصوغاً للشيعة أو لوجود فكرهم، ولكنى أجده سبباً منطقياً .. مُبدياً ما طق على الشيعة من أطوار مُختلفة ، خاصة ما فعلته الدولة الصفوية من استئصال الحالة الثورية للشيعة والتى ورثوها من على بن أبى طالب .. كذلك المقارنة التى عقدها الكاتب ما بين الاضطهاد الذى مارسته الدولة الصفوية فى إيران لإجبار المسلمين على اعتناق المذهب الشيعى كما فعلها السنة فى مصر لاستئصال المذهب الشيعى من جذوره بعد انتهاء الدولة الفاطمية .. كذلك التقارب فى العقائد الإيمانية ما بين الشيعة واليهود كما يظهر فى سفر أشعياء، وهذه ليست سُبة فى الشيعة، ولا نقداً فى اليهود، ولكن بالفعل الفئات المُضطهدة على مر العصور تترجم هذا الاضطهاد فى فكرها وعقيدتها لا أكثر ..

وعندما توغل أكثر الكاتب فى العقيدة الشيعية، وجدت الأمر منطقى فى ظواهر كالتقية وعزاء الحسين، فجميعها كانت فى قديم الزمان مجرد ظاهرة ثورية، إما تقى الشيعة من بطش الدولة، أو ليحاربوا بها بطش الدولة، وعندما انتفت الصفة الثورية أصبحت أساطير اجتماعية ..

نقاط سلبية:

1- أصر الكاتب على عقد مقارنة غير متكافئة بين الشرق والغرب من ناحية الحريات، فأعتقد أن تفشى الخـُبث فى الشرق بسبب التحفظ والحيطة والفصل بين الجنسين، وعدم تفشيه فى الغرب بسبب إعطاء الإنسان مساحة للتحرك والمناورة، بالفعل فى عالمنا الشرقى الكثير من حالات التحرش وأصبحت ظاهرة مجتمعية أساسية، ولكن أليس الغرب يحتفظ بنصيب الأسد من المجون واللواط؟! .. عندما تسمح بأكثر مما يجب، يجب أن تتوقع أن يحدث أكثر مما توقعت .. فعندما تصبح المرأة مُتاحة يصبح الأمر أكثر ضجراً ومللاً ويتجه الرجل لحب الرجل فى ظاهرة مُقززة للطبيعة البشرية

نعم نجح الأمر حين تم تطبيقه فى الجامعات، وأصبح ظاهرة التحرش قليلة جداً داخل الحرم الجامعى، ولكنها مُخاطرة كبيرة لتطبيق نفس فكرة الاختلاط فى المجتمع لوجود طبقات غير مُقفة وغير مُتدينة كثيراً داخل المجتمعات العربية ..

2- عقد مقارنة أحادية للمجتماعت الشرقية، واستغلال فكرة الجوارى وملك اليمين، وكانت نفس الحال تقريباً فى المجتمعات الغربية، وكان يتم تبادل النساء كهدايا بين الامبراطوريات قديماً .. نسى أو تناسى هذا الكاتب.

3- أعلم تمام العلم أن الشاذ لا يُقاس عليه، ولكن ورد بالفصل الثالث فلسفة واضحة، وهى تساوى الصالح والطالح فى كل الصفات وبداية الطريق، والصالح لم يكن صالحاً إلا لتطابق مصلحته مع المصلحة العامة .. والطالح عكس الآية .. بهذا المنطق نخلق عذراً رائعاً لكى تشق عصا الصلاح

4- ذكر رسول الله باسمه أى (مُحمد) بدون ذكر نبى الإسلام، رسول الله، وما إلى ذلك .. ليس الأمر تعنت فى القول ولكن احتراماً لشخصية أذهلت العالم، واحتراماً لشخصية كرمها الله من فوق سبع سموات ..

5- وصف الكاتب الشيعة بـ (أهل السيف)، والسنة بـ (أهل الحديث) وأكد على تعاونهما المشترك لهزيمة الدولة الأموية القبلية، ثم جاء وأورد أن الأئمة الأربعة لهم نزعة شيعية، فكيف يكون الشيعة أهل السيف فقط؟!

6- أكد الكاتب أن الطائفية والنزعة إلى الطائفية فى العراق إلى زوال، وتناسى أنه عندما تبدأ النزعة الطائفية بالخمود تقاوم أكثر وتتعلق بالوجود عن طريق الاختلاف السياسى، وها هنا نرى العراق مازال يتألم منها ..

اقتباسات:

# كل إنسان يركض وراء ذاته ويود إعلاء شأنها.

# إن شر الذنوب هو أن يكون الإنسان فى هذا البلد ضعيفاً فقيراً.

# إن كل فجوة نفسية ما بين الحاكم والمحكوم تؤدى حتماً إلى الثورة ما لم تستأصل فى وقت قريب.

# إن طبيعة البشر واحدة فى كل زمان ومكان. والاختلاف بينهم يرجع فى الغالب إلى اختلاف المجتمع الذى ينشأون فيه.

# إن البذرة تحتاج إلى الرعاية وعطف لكى تنمو وتصبح شجرة باسقة يستظل بها الناس.

# إن الزعيم يخلق الأمة، وهى تخلقه فى الوقت ذاته.

# إن الوعظ يجعل الناس شديدين فى تقدير غيرهم، فالمقاييس الأخلاقية التى يسمعونها من أفواة الوعاظ غالية جداً. وهم لا يستطيعون تطبيقها على أنفسهم، فيلجأون إلى تطبيقها على غيرهم، ولذا يكون نقدهم شديداً.

# يُقال أن الإنسان إذا افتقر سرق، وإذا اغتنى فسق.

# إن الرأى الجديد هو فى العادة رأى غريب لم تألفه النفوس بعد.

# إن العدل الاجتماعى لا يتم إلا إذا كان إزاء الحاكم محكوم واع يردعه ويهدده بالعزل.

# الجمود الفكرى والخضوع للسلطان أمران مترادفان.

# إن الخير والشر أمران اعتباريان، وكل إنسان ينظر فيهما بمنظاره الخاص.

# إن النزاع بين البشر ليس نزاعاً بين الخير والشر، كما يتوهم الوعاظ. إنما هو بالأحرى نزاع بين اعتبارين مختلفين للخير.

# كل فريق ينظر إلى الأمر من جانبه الخاص. ولا يعترف للفريق الآخر بحقه. وهذا هو شأن كل البشر فى كل زمان ومكان.

# الدين لم يأت للمغالبة من أجل المغالبة ذاتها. إنه جاء للمغالبة فى سبيل مبدأ عادل يؤمن به.

# جماعة منظمة قليلة تستطيع أن تتغلب على جماعة مبعثرة كبيرة.

# مشكلة البشر آتية من كونهم يقيسون الأمور بمقاييس مختلفة.

# من مقتضيات العقدة النفسية أنها لا تفهم المنطق.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق