لم يكن كتاب (سر المعبد) أول كتاب حول جماعة الإخوان المسلمين سواء بالذم أم بالمدح ، و ليس الأستاذ ثروت الخرباوي -كاتب الكتاب- أول من يخرج عن جماعة الإخوان و يتركهم ولن يكون آخرهم.
لكن الذي ميّز هذا الكتاب عن غيره (دون الخوض في محتواه) هو "التسويق" و كان ذلك فيما يلي:
1- فترة صدور الكتاب: و هي فترة انتشار صدى الإخوان مع الثورات و خاصة في مصر و توليهم الحكم.
2- اسم الكتاب: فقد حمل اسماً لافتا (سر المعبد) مما يوحي باكتشافات الكنوز و الألغاز و الخفايا و هو ما ينظر به للجماعة على أنها تحوي كثيراً من الأسرار الخفية.
3- الجذب بوصف الكتاب كاشفاً لأسرار الجماعة و هذا ما يريد معرفته الكثير من خارج الجماعة ، فهم يرونها تجمعاً سرياً لا يعلمون عن داخله الكثير ، فظهر الخرباوي من داخل هذا السر ليعلنه أمام الملأ.
و رأيي أن ما سبق هو النجاح الأعظم الذي لمسته في هذا الكتاب ، النجاح في التسويق.
و في نظرة عامة حول الكتاب فالكاتب لديه أسلوب أدبي رائع و راقٍ ينم عن تذوقه للغة و عن سعة اطلاع على الأدب العالمي و اللغة ، كما يظهر أن له تجربة قوية في الحياة و نظرة خاصة تظهر من استطراداته الكثيرة و التي كانت شيقة في معظمها.
غير أن الكتاب افتقد إلى الحقائق المدلولة ، و إلى العمق في التبيان بناءً على تقصٍ دقيق ، رغم أن الكاتب من أبرز المحامين في بلده و ليس يجهل أن القضية من دون تدليل قوي دامغ لا تكفي كي تنجح.
كما أني لاحظت عاطفة شديدة لدى الكاتب ، تدفعني للشك أنه قد تعرض لمواقف شخصية داخل الجماعة سواء كانت صحيحة أم مخطئة في حقه ، و تلك المواقف الشخصية ولّدت لديه عاطفة دفعته للنظر إلى الجماعة على أنها كما رآها في كتابه.
و أختم بأن أسجل احترامي للكاتب لعدم تطاوله على الإخوان لا بسب أو بشتم أو بقذف ، بل ظل يحفظ الألقاب و المسميات من أول صفحة لآخرها.
لكني أؤكد على أن هناك الكثير من الشطحات اللاواقعية ، و الكثير من الأخطاء في منطق الأحداث ، و من الخطأ تصنيف هذا الكتاب على أنه توثيق لأحداث الجماعة فكثير من الأمور بحاجة إلى مراجعة دقيقة لصحتها عن عدمه.