امرأة من طراز خاص 2 > مراجعات كتاب امرأة من طراز خاص 2 > مراجعة سماح ضيف الله المزين

امرأة من طراز خاص 2 - كريم الشاذلي
تحميل الكتاب

امرأة من طراز خاص 2

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

}.. امرأة من طراز خاص ،

الطريقة التي تحدثت بها صديقتها المقربة، جعلتها تفتشُّ كثيرا، وكثيراً جداً، ولكن عمَّ تفتشُ بالضبطِ؟ هيَ لا تعرف حتى اسمَ المؤلفِ أو عنوان الكتاب!

يدور حديث رفيقتها أمام مخيلتها مرة أخرى، وفي متجر الكتبِ، تقف في وسط الممرِ بين أكوامِ الكتب، لم تنتبه ربما... أنها تجبر الكثير من الزبائن على العودةِ إن أرادوا المرور إلى الجزء الداخليّ من المتجر، تحاول التذكر بشكلٍ أعمقْ، صديقتها تقول: فيكِ وجدتُ كل صفاتِ المرأةِ الناجحة، وفيك تجتمع الخمسُ صفات اللاتي أوردهنَّ (فلان) في كتابِ (كذا) حين تحدث عن المرأة الناجحة جدا، المرأة الخاصة... وفي الحقيقة: (فلان) و(كذا) هما من يتوهانِ عن إدراكها في تلك اللحظة!

لم يعد البائع في المتجر من حيث أتى لكنه أيقظها من شرودها بقوله: أي خدمة يا آنسة؟ تصحو وتردد كلمات كنَّ يترددن في خفاءٍ داخل عقلها: امرأة خاصة، حضور جذاب، ذكاء اجتماعي، دون تنازلات، نجاح مستمر، طموح ممتد، وإبداع متجدد... يبتسم البائع ويشير إلى ركنٍ ما، دونَ أن ينطق بشيءٍ.

وهيَ لم تتعثر به صدفة، لكنه شدها كما لم يشدها غيره، هرولتْ إليه وتناولته بشغف العاشقة التي تلقت رسالة من حبيبها الغائب منذ زمنٍ، هذا ليس غريباً أبداً، لكنه رد الفعل الطبيعي حين تلمح الساحرة التي ترتدي "برنيطة" متميزة وتقف على واجهة المعرضْ تسحر الناظرات فتشتمَّ إحداهنَّ رائحة تألقٍ في الجوهر والمظهر، وتسعى لامتلاكه.

تصرخُ هي بفرح غامرٍ بينها وبين نفسها أخيراً: أنه هو (امرأة من طراز خاص) ومع الطرز الخاصةِ يحلو الإبحار، ونشتاق الإمتاع، حتى إن لم يبقَ لدينا ولو قطرةٌ واحدة من الرغبةِ في القراءة.

وفي زاويتها الخاصة جداً خصوصية تفاصيل أنوثتها الناعمة في احتضانِ الكتابِ وقراءته بلهفة، احتضنت الكتاب بني اللون مقوّى الغلافِ ذا القطع المتوسط، وهي تتنهد وتقلب صفحاته الأولى وتعض شفتيها بلذة فرح وصوتها المرتعش يردد: أخيراً!

قبل أن أكمل القصة سأبوحكنّ سراً: أن أجمل ما في كتب الكاتب الشاب كريم الشاذليْ أنه ومنذ تقليب صفحاته الأولى يأخذكِ ولا يعيدكِ إلا بعد أن تغلقي الدفة الأخيرة لغلافه، ليس ذلك فحسبْ بل لا يسمح لكِ بالتقاط أنفاسكِ لشدة لهفتكِ وليس لأنه مستبد – هو غير مستبدٍ أبداً - حين تقلبين أوراق كتابه وتتقلبين بينها كأنك مرتحلة والحروف رحلة، هنا استراحة وهناك ومضة وهنا فيء دفيء وهناك إشراقة...

قربن أذانيكن فما سأقوله أشد سرية من سابقه: أنصح بشدة ألا تستعير إحداكن نسخةَ صديقتها فالكتاب أكثر خصوصية من أن تتشاركه ثنتان، فبعض أوراقه حوار بينك ِ وبين الكاتب المبدع الذي يجعلك تحاورينه دون أن تدرين!

ماذا قرأت صديقتنا في هذا الكتاب؟

على الغلاف الخلفيّ اصطدمت عيناها بكلماتٍ رقيقاتٍ عن الكتابِ زدن من شوقها لقراءته خاصة وأن الكاتب قال: هذا الكتابُ لكِ إن لم تتخطي السادسة عشر فأنا أكلمكِ، وإن تجاوزتِ الستين فأنا لم أكتب إلا إليكِ، فقطار النجاح في الحياة لا يفتر والإنسان لا يمكنه أبداً أن يتوقع اللحظة التاريخية التي يمكن أن يشرق فيها الحرف في نفسه ويزهر إرادةً تدفعُ بهِ إلى التألق دونما حسابٍ سابق!

إنها تشعر أن هذا الكتاب يشبه إلى حدٍ كبيرٍ قوةً خفيةً يمكنها أن تأخذ بيدها إلى القمةِ وتمنحها لقب: امرأة من طراز خاص، أسلوب جذاب، وقصص ممتعة، وطرح شيق، وهدف أسمى.

إنها تشعر أن هذا الكتاب تم تفصيله على مقاسها تماماً فقد أهداها الكاتب في بدايته نصيحة ثمينة حين قال بالحرف الواحد في إهدائه: إلى كل امرأة ناداها داعي الراحة والخمول... لا تقربي هذه الشجرة! أهو تحذير سيدي المؤلف... كائناً ما كان.. قد ودعنا عهد الركون إلى الآخرين، فأمامنا مرحلة تنتظرنا لنقودها.

في أول الكتاب بوصلة فيها يثقل الكاتب وزن المرأة الفكري والمعنوي والاجتماعي والثقافي، ويسرد لها قصصاً لأعظم نساء الكون مسلماتٍ كنَّ أو صاحبات معتقدات مخالفة حتى، إلا أنهنَّ عرفن كيف تشق إحداهن طريقها إلى الألق دون التفاتٍ للعقبات، ليس تهميشاً من الكاتب لأثر العقباتِ السلبي بقدر ما هو دفع للمرأة حتى تقوي ثقتها بنفسها وتصبح قدوةً تحتذي دربها البنات من بعدها. تتحقق من كونها في رحلة وفي الطريق إلى تلك الرحلة يدغدغ سمعها الكاتب المحنك بأحاديث وآيات تجعلها في قمةِ النشاط والتأهب للاستيعابِ، وينصح الكاتب الفتاة بأن تحلم لأن النجاح قد يأتي في حلم، فما مات ولا ضاع حلم أغمضت عينيها صاحبته على ثقةٍ بنفسها وبإمكاناتها لتحقيقه، حتى يبدأ بسرد العادات الخمس اللاتي يجب أن تتحلى بهن امرأة الطراز الخاص.

ويبدأ الجدّ...

وترتخي أمامها لافتة صلبة كتب فيها عنوان العادة الأولى والتي هي: المبادرة يفتتحها الكاتب بمقولة لمالك بن نبيّ: "كل قصة استعمارٍ سبقتها قصةُ شعبٍ قابل للاستعمار" والفتاة اللبيبة يمكنها أن تقرأ مضمون الفصل كاملاً من هذا العنوان الذي يلمع في اللافتة. إلا أن الكاتب لم يأل جهداً في سرد قصة أعظم (لا) في تاريخ أمريكا والتي قالتها (روزا باركس) الأمريكية سوداء اللون فأنهت بها العنصرية الظالمة للبيض الأمريكيين ضد السود، ثم يعرف المبادرة ويحدد صفات المرأة المبادرة ويسرد للمرأة العوامل التي تساعدها لتكون مبادرة ثم يعرض عليها الفروق بين المرأة المبادرة وغير المبادرة، لتعرض كل امرأة نفسها على تلك الفروق وتحدد أين تقف، ثم يترك للقارئة مساحة تفضفضُ فيها ما شعرت به مع قراءة العادة الأولى.

طبعا...

قبل أن تنتقل واحدةُ القارئات إلى الفصل الثاني ستفعل مثلما فعلت صديقتنا، إنها تجول بنظرها في الكتاب وتتقلب بين صفحاته كأنها تبحث عن شيءٍ محدد، إلا أن لهفتها تعود بها إلى حيث انتهت.

حيث ترتخي أمام ناظريها من جديد اللافتة التي تحمل العادة الثانية: الثقة بالنفسِ مزينة بلوحةٍ فنية، ومذيلة بمقولة لشارلي شابلن: "لابد للمرء أن يكون واثقاً من نفسه، هذا هو السر، حتى عندما كنت أعيش في ملجأ للأيتام، وحتى عندما كنت أهيم على وجهي في الشوارع والأزقة باحثاً عن لقمة خبزٍ أملأ بها معدتي الجائعة، حتى في هذه الظروف القاسية، كنت أعتبر نفسي أعظم ممثلٍ في العالم، كنت أشعر بالحماس الشديد يملأ صدري لمجرد أنني أثق في نفسي، ولولا هذه الثقة لكنت ذهبت مع النفايات إلى بالوعة الفشل" وتنتهي هنا مقولته ولا ينتهي أبداً صداها؛ أرأيتن ماذا قال شابلن؟

وعلى فكرة: الكتاب يضج بالرسوم واللوحات والزخرفات والصور التي تجعل للقراءة لذة خاصة.

بعد أن ينقل كريم - الكاتب – مقولة غوتة (الأديب الألماني) حين سئلَ عن العيش الكريم فقال: "ثق بنفسك، وستعرف بعدها كيف تعيش..." يخبر صديقتنا بهمس: "أن الثقة بالنفس هي كلمة السر للنجاح في الحياة" ويعرف الثقة بالنفس ويسرد بالتأكيد معانيها المختلفة التي تصب في وجهة نظره بالطبع، ثم يضيء على زاوية تجمع صفات المرأة الواثقة بنفسها، ويحاور صديقتنا بتلقائية مدروسة عن مدى ثقتها بنفسها قبل أن يتركها أمام اختبار لقياس ثقتها بنفسها، ويطمئنها بعدها على أساس أن من امتلكت أساسيات الشخصية الناجحة ومقوماتها يمكنها ببساطة أن تبني ثقتها بنفسها، وما دامت الفتاة اختارت كتاب امرأة الطراز الخاص، فإنها لاشك ستسعى لتكونها.

ثمرات الثقة بالنفس التي سردها الكاتب تجعل الفتاة بشكلٍ أو آخر تسعى لتغطية عقد النقص إن وجدت في شخصيتها لتتلافاها وبالتالي تبنى الأساس لشخصية من طراز خاص، ثم يعود للأخذ بيدها من جديد ويهمس لها بأن الأمل موجود وأن بإمكانها تقوية ثقتها بنفسها عبر عدة عوامل أوردها الكاتب في كتابه المتميز. وفي لفتة جميلة جداً في آخر هذا الفصل يسرد الكاتب الحكيم بعضاً من أقوال المشاهير عن الفشل الذي كان أول خطوة في طريق التألق. ثم وكعادته يترك للفتاة مساحةً خاصةً يحاور فيها الفتاة التي تقرؤه.

كم أنت جميل أيها الكاتب، إنك تلمسُ في الشخصية مواطن هامةً وتشعلها بحديثك العميق!

صديقتنا... لن ننسى التحدث عن انفعالاتها بين وقتٍ وآخر.. إنها الآن تعدّلُ من هندامها وتنظر في كتابها الذي اعتبرته مرآتها (هههه) تضحكني صديقتنا، الثقة بالنفس يا عزيزتي لا تعني ضبط الهندام... هاهي تقول أعلم! أووه لقد سمعتنا.. هل نكمل؟

نكمل...

العادة الثالثة: ترتخي لافتتها بشكل جميلٍ على عمودٍ زينته مقولة آلان كاي: "أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي اختراعه" أووه يا كاي أنسيتني أن أخبر العزيزاتِ بأن العادة الثالثة هي: رسم الأهداف وقد تحدثنا كثيراً عن رسم الأهداف، وبشكل جميل تحدث الكاتب عن رسم الأهداف هنا فقد ذكر أهميتها وأهمية التركيز في صنعها والوصول إليها، وعدَّد صفات الأهداف الناجحة، ووصف في بداية هذا الفصل في فقرة جميلة جيداً أدعوكن لمشاركتي إياها.

يقول المؤلف كريم الشاذلي: "الحياة بحرٌ ممتد الأطراف وحياتنا سفنٌ... وكلٌّ فوق سفينته ربان، وكي تصل السفينة – أي سفينة – إلى وجهتها ينبغي أن يكون لدى ربانها خريطة وبوصلة، وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك هدف محدد سلفاً يجب الوصول إليه"

أي وصفٍ هذا سيدي الكريم كريم؟

المهم...

في آخر الفصل يسرد المؤلف قصة جمهورية القهوة المرتبطة مباشرة بـ (سحر هاشمي) إيرانية الأصل، وصاحبة الاسم العربي الذي يحمل في طياته قصة نجاح تستحق التأمل. لن أتحدث عنها سأترك لكنّ التأمل في قصتها التي استطاعت بعدها أن تحفر اسمها في سجل الناجحين وتحطم ما اصطلح الناس على تسميته (المستحيل)

بعد القصة مباشرة يترك الكاتب مساحة للقارئة الواعية لتسجل نقاط إعجابها وتسرد الكثير عن نفسها فالحكمة طائر، والقلم صياد، والتسجيل يحنط اللحظات والأمنيات لتبقى وتعيش وتتنفس!

في الفصل الرابع ترتخي أمام ناظري صديقتنا المنبهرة بما تقرأ لافتة تحمل عنوان: الذكاء الاجتماعي (في التواصل مع الآخرين) تحدث نفسها صديقتنا للحظاتٍ: أنا أتمتع بالذكاء الاجتماعي لن أقرأ هذا الفصل، ثم بعد أن تتعثر بأول ما أورده الشاذلي في هذا الفصل تتراجع وبصمتٍ شديد عن نيتها في عدم القراءة، المقولة الأقوى في هذا الجانب: "نحن لا نعيش بمفردنا على هذه الأرض، معنا بشر يعطوننا ونعطيهم، نقول لهم ونسمع منهم، نشاركهم الفرح والحزن... ويشاركوننا تقلبات الحياةِ بحلوها ومرها"

يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن المرأة الساحرة للقلوب، ويخاطبكِ كأنكِ أول امرأة ذات شخصية ساحرة تمرّ به أو يمر بها، ويتمشى بين حدائق الشخصيات الساحرة وجنائن الأخلاق التي يتمتع بها أصحاب الذكاء الاجتماعي. ويعرج بشكلٍ ودي على داء الغضب الذي يبدد جمال الشخصية الجذابة في التواصل الاجتماعي، ويصف الحياة بمسرحٍ كبير والناس يؤدي كل فيهم دوره، وبين السطور تقرأ القارئة نصائح أخوية وهمساتٍ ودية، كتقبل النقد والتواضع والاهتمام بلغة الجسد كنظرة العين الساحرة وحركات اليدين والحاجبين والإيماءات الرقيقة، والهدوء الجميل وتعلم فن الإصغاء لأن الشخصية الساحرة تتحدث ضمن معايير خاصة لتحافظ على سحرها وجاذبيتها، وكأن الكاتب يقول ملء فيه: كوني ساحرة وينبهك لقيمة الانطباع الذي يخلقه اللقاء الأول، ثم أخيراً يدعك تهمسين لنفسك بتساؤل: هل أنا كذلك؟ ويساعدكٍ هو في الإجابة عن طريق اختبارٍ منظمٍ ومدروس يحدد إلى أي مدى أنتِ ذكية اجتماعياً. ثم يترك لكِ المساحة مفتوحة لتعبري عما يخالج نفسكِ، بعد تلك القراءة خاصةً أن كثيراتٍ كصديقتنا ظننَّ أنهن قادراتٍ على تخطي هذا الفصل فهن ناجحات في التواصل الاجتماعيّ.

فعلاً لقد نجح الكاتب في استثارة الكثير في نفس كل فتاةٍ تقرأ الكتابْ، أو تحدثها عنه صاحبتها.

وتحت لافتة الفصل الخامسِ لمعت عبارة لبنيامين فرانكلين تقول: "هل تحبين الحياة، إذا لا تضيعي الوقتَ؛ فذلك الوقتُ هو ما صنعت منه الحياة" صدقَ فرانكلين فالقرآن والتنبيهات النبوية الشريفة علمتنا ذلك قبله، لكنه يقصد اللافتة الأخيرة التي يريد الكاتب أن ينصبها في درب المرأة الناجحة، وبالتأكيد ليست تقتصر على إدارة الوقت فقط، بل تعدت ذلك إلى عنوان: إدارة الأولويات.

وفي هذا الفصل يشير الكاتب للمرأة الفاعلة، التي تكون تكون كالمطر تنفع أينما حلت، ويمهد لها الطريق لتكون تلك المرأة الفاعلة، فيعلمها الطرق والوسائل الناجحة للوصول إلى ذلك، ثم يحذرها من لصوص الوقت الذين لن أخبركن عنهم، بل سأترك لكن ما تتأملنه في الكتاب وحدكنّ، ولا يغفل الكاتب الذكي أن يزود الفتاة بمصفوفة إدارة الوقت التي تعلمها إدارة الأولويات مباشرة، ويسرد لها بشكل ممتع ما قاله البعض عن الوقت، وفي ختام الفصل يختم الكاتب بمفارقة طريفة لتقسيم وقت الإنسان: العام 365 يوماً، لو أنك تنام كل يوم ثمان ساعات فذلك يساوي 122 يوماً ويتبقى 243 يوم... ولو أنك تستريح في اليوم ثمان ساعات فهذا يساوي 122 يوماً آخرين، يتبقى 121 يوماً… وهناك 52 يوم أحد (جمعة) عطلة في السنة، وبذلك يتبقى 69 يوماً… لو أنك تأخذ نصف يوم السبت أجازه فهذا يساوي 26 يوم ليتبقى 43 يوم... ولو أنك استقطعت ساعة ونصف كل يوم عمل للغذاء فهذا يساوي 28 يوم... ليتبقى 15 يوماً… ولو أنك تأخذ أسبوعين أجازه سنوية من العمل فسوف يتبقى يوم واحد... وبالطبع لا أحد يعمل في يوم عيد العمال!

ليترك للقارئة مساحتها في كتابه مرة أخرى لتدون ما يجول بخاطرها، وها أنا أرى صديقتنا تهز رأسها حيرةً وفرحا... لا أدري كيف شعرت بذلك فلا تسألوني كيف يجتمع الشعوران معاً.

إنها تتخيل أخيراً أنها تكتب في الفضاء شيئا فكل المساحات التي تركها لها المؤلف فارغة لم تكفها للتعبير، ها أنا ذي أشعر أن قراءة الكتابِ آتت أكلها انتشاءً تنعم به روح صديقتنا.

نعود للكتاب، وطريقة الختام اللطيفة التي أوردها الكاتب، بالقصص المحفزة أيضاً والتي تثير في النفس دوافع التغيير والمضي قدما، استوقفتني عبارة أوردها الكاتب لصمويل جونسون يقول فيها: "نادراً ما تجد شيئاً مستحيلاً على الاجتهادِ والمهارة، فالأعمال العظيمة لا تكون بالقوة، لكن بالمثابرة" وتحت نصيحته للفتاة بالالتزام والصبر أكد لها أن المحاولات وإن فشلت ستثمر خيراً كثيراً، وبالالتزام والصبر وقبلهما الإيمانُ بالله وبقدرتك على اجتياز الصعب، يكون طريقكِ لنيل لقب امرأة من طراز خاصّ أمامك؛ فاعقدي العزم، وثقي بقدراتك، وتوكلي على خالقك.

والمؤلف ذكي بالمناسبة، لأنه لا يتركك بعد هذه المحطة، فقد أخبرتك منذ البدء أنك ستشعرين أنك في رحلة، وقد حان وقت الدردشة معه واحتساء فنجان قهوة ذاتِ طعم خاص (مثلك، بعدما عقدت العزم لتكوني من طرازٍ خاص) أنتِ روح والحرف غذاؤكِ فهلم إلى ارتشاف فنجان القهوة مع إجاباته المنطقية لأسئلتك التائهة، بعد ذلك سيفتح لكِ الكاتب مساحة للتأمل في جملٍ جمعها بعناية، ووضعها بين يديكِ لتستفيدي منها، قالها الناجحون وورثوها لكِ لتكوني وريثة النجاح وعاشقة الطرز الخاصة.

لا يتركك المؤلف للأبد، بل يفتح لكِ سبيلَ تواصلٍ ولو كان إلكترونياً، ليتم التواصل بخصوص الكتاب، عبر إجابتك عن بعض الأسئلة... لا تتأخري عن المراسلة ستكسبين الكثير، فقد راسلته وكسبت 

في الصفحة التي تسبق قائمة المحتويات التي أسماها المؤلف ببوصلة الكتابِ، أجدني واقفة ألومه وأشكره بعد أن احترت أأشكره أم ألومه؟ لأنه قال: انتظري الجزء الثاني من امرأة من طراز خاص (مهارات وأفكار).. ولا أخفيكم أنني كتبت تحت هذا التشويق الذكي بخطٍ جميل: في الانتظار يا كريم!

وأرى أن الانتظار قد طال!

عزيزتي الساحرة... أنا أبدا لا أشير عليكِ أن تقاومي فضولك لقراءة شيء قبل الآخر أو بالبدء من المقدمة وقطع الفصول وصولا إلى الخاتمة إلا أنني أؤكد لكِ أن أمتع رحلة ستشعرينها حال تدرجك مع الكاتب من "طق طق" لـ "السلام عليكم"

امرأة من طرازٍ خاص.. لقد أشجاني هذا الكتاب الذي يقع في مائتي صفحةٍ ونيف، لذلك كتبت عنه، وقلت فيه ما قلتُ، وقد والله أجللت كاتبه لما عرفت أنه تلميذ المفكر الكبير عبد الكريم بكار.. ولم أنس صديقتنا التي تغلق الكتاب برقة وتدون ملاحظاتها ونواياها على وريقات الروح حتى تتخذها نبراسا للقادم، وإني لن أحجم عن إخباركنَّ أن تلك الصديقة تشبهني وقد تحدثت عنها التي هي نفسي لأنني ما شعرت باحتضانها للكتاب ولهفتها عليه إلا حال كتابة تلك التدوينة عن كتابٍ حبيب من رفوف مكتبتي. وإنني أخشى أن يعذبني ضميري لو لم أقل تلك الكلمات في حق هذا الكتاب الأنيق، شكلاً ومضموناً، إلا أنني اضطررتُ لأن أرتدي ألف ثوبٍ يليق بمعتذرةٍ تقف أمام كاتبٍ ذكي وتشير إلى استيائها من الأخطاء الإملائية العديدة في الكتاب (ولست أدري لم تستفزني الأخطاء الإملائية كثيراً) فعذرا ألف يا سيدي الكريم (كريم) وجنائن الشكر لك على ما قدمت.

أخيرا...

لم يتبق إلا أن أقول أنني احترت فعلاً أمام عنوان التدوينة فلم أجد أليق من اسم الكتاب نفسه!

إلى لقاءٍ آخر مع كتابٍ جميل آخر من مكتبتي العامرة

مع الودّ

سماح ضيف الله عبد المزين

غزة في: الجمعة 11 فبراير 2011م

المراجعة قديمة جدااً :) لكنني استفدت وأحببت الكتاب - أيامها على الأقل - :)

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
2 تعليقات