ورددت الجبال الصدى > مراجعات رواية ورددت الجبال الصدى > مراجعة Zahra Taher

ورددت الجبال الصدى - خالد حسيني, إيهاب عبد الحميد
تحميل الكتاب

ورددت الجبال الصدى

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أكثر ما تمنيت كان أخاً توأماً لي، شخصاً يبكي بجانبي في مهدي وينام بقربي ويرضع من صدر أمي معي. شخصاً أحبه دون وعي، وأرى نفسي في وجهه وفي ذاته."

تبدو الرواية للوهلة الأولى مفككة وأن الخوض فيها يجعلك تتوه في تفاصيل حياة الشخصيات، فخالد حسيني لا يرويها وفقاً لتسلسل زمني واضح، ولكن ما أن تشعر بأن زمام القصة قد أفلتت منك حتى يخرج لك حسيني بما يجعلك تتمسك بها مرة أخرى وتدرك أن الأحداث متشابكة بشكل لا يقل عما تبدو عليه الحياة نفسها... وتدرك بشكل أعمق بأن هناك في خضم كل هذه الفوضى والأسماء نقطة يتلاقى فيها هؤلاء الناس جميعاً: ألا وهي حاجة كل إنسان إلى روح يأنس إليها، إلى قلب إنسان آخر يحتويه ويحتضنه ويجعل لوجوده في هذا العالم قيمة أكبر. ولعل أكثر ما أثار عواطفي في هذه القصة هو علاقة عبد الله بأخته باري التي انتزعت منه وهي طفلة ذات ثلاثة أعوام ولم يلتقيا إلا بعد ثمانية وخمسين عاماً بعد أن كان عبد الله في أواخر عمره رجلاً أنهكته الآلام والحسرات على فراق أخته، تلك الروح التي تعلق بها...

ولكن حتى مع حصول اللقاء بينهما تبين أن ذاكرة عبد الله قد انحسرت في وقتٍ وجدت فيه أخته باري ذلك الجزء المفقود من ذاكرتها... إنها لعبة الذكريات المعتادة في مدها وجزرها...

إن خالد حسيني قاصٌ من طراز ممتاز وما يكتبه يمتاز بالسلاسة والعمق والجمال والبساطة معاً... ولا تخلو قصصه من تلك اللمسة التي تضرب برفق وتر الإنسانية في دواخلنا... والذي يجعل دموعك تنهمر رغماً عنك... لم أقرأ يوماً لكاتب جعل دموعي تنهمر تعاطفاً مع شخصية ما كما حدث مع خالد حسيني... إنها حياة حقيقية تلك التي يبثها في قصصه وليست مجرد شخوص موجودة على الورق أو في متاهات الخيال...

ولابد من الإشارة إلى أن الترجمة كانت رائعة بحق... للمبدعة يارا البرازي..

وفي انتظار إبداع آخر لخالد حسيني....

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
5 تعليقات