قد يبدو محتوي الكتاب و أفكار الكاتب صادم لبعض القراء الذين يقراون في هذه المواضيع لأول مرة .... حيث أن الكاتب ينزع الهالة القدسية النورانية التي زرعها وعاظ السلاطين حول صحابة الرسول - صلي الله عليه و سلم - و رسخها علي مدي التاريخ الإسلامي من يطلقون علي أنفسهم أو يطلق عليهم أتباعهم شيوخ أو علماء أو فقهاء و في الحقيقة هم ممن يمكن أن نطلق عليهم رجال الدين أو الكهنوت الذين أرادو الإستئثار بدين الله لأنفسهم و حكر تفسير ماورد في الكتاب و السنة علي أرائهم و أهوائهم الشخصية بما يخدم رؤيتهم و مصالحهم
أي نعم صحابة رسول الله - صلي الله عليه و سلم - كانوا من أفضل البشر بعد الرسول الكريم و الأنبياء و بذلوا النفيس و الغالي لإعلاء كلمة االله و رسوله , لكنهم كأي بشري آخر خلقه لله غير معصومين من الخطأ و لا تخلو نفوسهم مما يوجد في نفوس باقي البشر من بعض النواقص التي لن يكون المخلوق بشرا و ليس ملاكا إلا بوجودها
يتكلم الكاتب عن صحابة رسول الله - صلي الله عليه و سلم - و أفعالهم في بعض الأحداث الكبري و الفارقة في تاريخ الإسلام من زاوية جديدة - علي الأقل بالنسبة لي - و هي الزاوية الإجتماعية و الفكرية و ليست الدينية
و قد يؤخذ علي الكاتب من بعض القراء استشهاده في الكتاب ببعض المصادر من كتابات بعض المستشرقين , و هذا في رأيي الشخصي لا يعيب الكاتب لأن ليس كل ما كتب عن الإسلام و تاريخه من وجهة نظر المستشرقين سيء , فبالتأكيد فيه الطيب و الغيث , كما أن كل ما كتب و روي عن الإسلام و تاريخ الصحابة ممن يطلق عليهم مؤرخين أو علماء من العرب ليس بالضرورة صحيح , فبالتأكيد فيه الضعيف و المكذوب و المنكر و مجهول المصدر
هذا الكتاب يستحق القراءة فعلا ولكن لا يمكن الإعتماد عليه وحده في تكوين رأي حول هذا الموضوع الشائك
إعادة تقييم.
بعد أن بدأت قراءات آخري في نفس الموضوع , أحسست أن الكاتب يتحامل و بشدة كبيرة علي معاوية بن أبي سفيان و و بني أمية وينتق , و يفسر كل أعمالهم علي حسب هواه الشخصي و ما يتفق مع قناعته الشخصية , بما فيها بعض الأعمال التي يتدخل في تفسير نية أصحابها و هو ما لايتفق مع قول الرسول " إنما الأعمال بالنيات و لكل إمرئ ما نو " , و بالطبع لا يطلع علي نيات الأشخاص إلا الله وحده سبحانه و تعالي.
بدلا من أربع نجوم , سأعطيه ثلاثة فقط , و كلها مخصصة للجزء الأول من الكتاب الخاص ب علم الإجتماع , أما الجزء الثاني الخاص بالفتنة أو الأحداث التي حدثت في أواخر عهد سيدنا عثمان , فأتحفظ علي نقييمها حاليا لما بعد التوسع في القرأة و الإطلاع عليها و من كل وجهات النظر , لأنني لا أريد أن أخطئ و أتسرع مرة أخري و أقيمه سواء سلبا أو إيجابا بما لا يستحق , و بدون معلومات خلفية كافية للحكم عليه و تقييمه