الفيل الأزرق > مراجعات رواية الفيل الأزرق > مراجعة Sara Hussein

الفيل الأزرق - أحمد مراد
تحميل الكتاب

الفيل الأزرق

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اصرف عنا شياطين أحمد مراد و جِنّه المصور و كلابه السوداء ذات الأعين الحمراء و الشدق المخيف و معجبيه المجانين من بني البشر و المستعدين لشتيمة أي شخص لا يعجبهم رأيه و اعمي أبصارهم عن رؤية الريفيو الخاصة بي .. آمين يا رب العالمين .

انت و هو و هي ، ادخلوا بإيدكم اليمين ع الريفيو و استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم و تفوا في عبكم قبل ما تقروا و سموا كدا مهما كانت دياناتكم و أجناسكم و بخروا المكان .. فنحن على وشك أن نناقش تحفة أحمد مراد الجديدة ... الفيل الأزرق !

و للعلم فكلمة (تحفة) لا تـُقال فقط للإعجاب ... هذا للتذكير ... I'm just saying !

و الريفيو دا مش Spoiler اقروه قبل ما تقروا الرواية عشان تعرفوا انتوا داخلين على إيه .. "نفق مظلم" على رأي البوب !

أولاً : منك لله يا أحمد يا مراد ... ما نمتش طول الليل بسبب روايتك دي.. !!

كنت قد قررت أن أنتهي منها ليلة الخميس لأن الجمعة أجازة وسأقضي ليلة سعيدة في الدفا و أنام نومـًا هانئـًا خاصة إن الرواية جذبتني حقـًا و حمستني لإكمالها عكس تراب الماس مثلاً التي أنهيتها بعد فترة طويلة من بداية قراءتي لها. أنهيت الفيل الأزرق متأخرًا جدًا ليلة أمس و لم أستطع النوم بعد إكمالها إلا بعد صلاة الفجر !

كـ سارة ، ليس لدي مانع أن أقرأ رواية مليئة بالدم و القتل و السجن و السحل و الجرائم الغامضة و القتلة المتسلسلين و جاك السفاح و بعدما أنهيها أنام نومـًا هادئـًا لأحلم بشواطيء البحر و الرمال و الحياة الوردية و أستيقظ لأكمل حياتي –طبيعي- لكن رواية بها جن و عفاريت و سحر و شعوذة !!

فكدا أووووووووووووووووووووووووووفر !! أووووووفر !!

و إن كنت أعرف أن الفيل الأزرق ستنتهي هكذا لما دفعت نقودي لشرائها بعدما نزلت في الأسواق فورًا و ما كنت لأقرأها أصلاً ! فأنا بطبعي أنفر من مثل هذه القصص و الخيالات و حتى بعض روايات أحمد خالد توفيق لم أكملها بسبب ما وجدته فيها من هذه الأشياء .

عندما بدأت في رواية الفيل الأزرق أحببتها لأنها تتناول عالمـًا أحبه و هو عالم الأمراض النفسية و لأن والدتي عملت بهذا المجال طويلاً فأنا لدي محصول جيد لقصص سرقة و قتل و غيرها من الانحرافات و الجرائم لمرضى نفسيين و كان يمكن لأحمد مراد أن يـُخرج رواية لطيفة تنتهي باكتشاف مرض شريف و إيداعه مشفى الأمراض العقلية بدلاً من السجن و الإعدام و البهدلة و أن يتزوج يحيى بـ (لبنى) و تنتهي القصة و الكل سعيد !

لكن – و لا أعرف لماذا – أراد أحمد مراد أن يمزج قصة المرض النفسي مع السحر و الشعوذة ليخرج لنا بهذه القصة !!

و في وسط قراءتي للجزء الأخير من الرواية تذكرت مقولة ابراهيم عيسى عندما قال (احنا ليه ما بنسمعش عن جن أو عفريت – لا أدري الفارق بينهما -ركب ست يابانية ؟! اشمعنى بس ستات مصر ؟! )

أنا أتفهم طبيعة الشعب المصري و العربي الذي تكثر في حكاياته و قصصه الشعبي و أساطيره حكايات الجان و العفاريت حتى أن كلمة (عبقري) مأخوذة من وادي (عبقر) في جزيرة العرب و كان يـُعتقد أن الجن يسكنه ... آه عادي إن العبقري يبقى ممسوس من الجـِن في خيال العرب و ليس لارتفاع مستوى الـIQ عنده !

كما أن الشعب المصري تربى على حكايات النداهة و أبو رجل مسلوخة و القطة السودا أم روح شريرة ركباها– حتى أن بعض الحاصلين على الدكتوراه في العلم يخافون حتى الآن من شكل القطة السوداء و يقشعر بدنهم عندما يمرون بجانبها في الشارع- ! و من الطبيعي لشعب تاريخه مليء بالسحر أن يكتب و يؤلف عن السحر و الشعوذة فحتى أعتى الكـُتاب المصريين الذين قرأت لهم حتى اليوم كانت لديهم قصة واحدة وحيدة على الأقل في تاريخهم يكون بطلها مخلوقـًا من تحت بلاط البيت – هكذا تخيلت بيوتهم عندما قالوا لي و أنا صغيرة ألا أدبدب و أرقص ليلاً لئلا يطلعولي -و آتيـًا من العالم السفلي ليهدم الحضارة البشرية و يجيب عليها واطيها ! و قد تكون هذه القصة مغمورة لا يلتفت إليها أحد إلا مـَن حرصوا على قراءة كل ما كتبه ذلك المؤلف .

و لكنني لا أحب هذه النوعية من القصص ، فهي تستخف بعقلي و بالعلم المتوافر لدي في حضارتي اليوم .. كيف يمكن بعد قصص الجريمة التي تمجد العقل البشري و ترفع من نسبة ذكائه بحل الجرائم المعقدة بطرق علمية سليمة أن يأتي اليوم الذي يكتب فيه شخص متعلم مثقف واعٍ في القرن الواحد و العشرين لديه جمهوره رواية جريمة تعتمد على السحر و الشعوذة !؟

هي الدنيا بترجع لورا و لا بتطلع لقدام ؟!

ملاحظة : استخدم الكاتب هذه الحيلة في بداية رواية (تراب الماس) عندما كان جد (طه) يرى العفريت في الشارع و هذا الخط لم يكتمل .. ربما مع كثرة الأحداث في تلك الرواية و لأنها بدت خارجة عن النص في حينها أيضـًا !

الاعتراف بعالم الجن لا مفر منه لأنه مذكور في القرآن لكن أن يتحكموا في مصير البشر ..؟!

عَنْ ابن عباس ضي الله عنه .قال .كنت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)

يوما فقَالَ :يا غلام إني أعلمك كلمات

:

احفظ اللَّه يحفظك،احفظ اللَّه تجده تجاهك،

إذا سألت فسأل اللَّه،وإذا استعنت فاستعَنْ باللَّه،

واعلمأن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء

لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك،

وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء

لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك،

رفعت الأقلام وجفت الصحف )

لو يتذكر أحدكم هذا الحديث الشريف الذي درسناه في المدرسة سيعيد التفكير في تقييم هذه الرواية !

لذا ، فـهناك نجمتين أو لنقل نجمة و نص ستطير من تقييمي فورًا للرواية .. أنا آسفة ، بس ما اقتنعتش !

و على العموم في التقييم النهائي النص بيتجبر لصالح الطالب .. قصدي لصالح الكاتب !

ثانيـًا : اعتدت من أحمد مراد على أن يدمج الجنس في رواياته و اعتدت على ذلك نوعـًا ما لكن أن تكون الرواية كلها مبنية على أساس الجنس !!!

لاحظت أن الألفاظ النابية قلت قليلاً ، لا يمكن أن أدعي أن ذلك حدث لأنه يتكلم عن طبقة عـُليا من طبقات المجتمع ، فالصيدلي (طه حسين) في رواية تراب الماس كانت ألفاظه خارجة عن السياق في أوقات كثيرة .. أو ربما أنا فقط التي اعتدت على قراءة هذه الألفاظ عند أحمد مراد فلم أعد أكترث !

كثرة الخمور و الجنس و المخدرات أزعجتني أيضـًا ... من مميزات و أيضـًا عيوب أحمد مراد أن أبطاله يشبهون أبطال أحمد خالد توفيق anti-hero , عادةً أشخاص ضالة ضائعة في خضم هذه الحياة و هذا الكوكب حتى أن نسبة تعاطفك معهم لا تتعدى نسبة تعاطفي كـ زملكاوية عندما يخسر الأهلي من فريق أجنبي .. 1% و ربما أقل و هذا يجعلك لا تشعر بأسف نوعـًا ما على انتهاء الرواية أو قتل البطل أو سحقه تحت عجلات سيارة مسرعة.. لكنني حقـًا تعاطفت قليلاً قليلاً مع يحيى – بنسبة لا تتعدى الـ1% أيضـًا – و هذا أرقني طوال الليل في محاولة لحل العقدة التي تركها لي أحمد مراد في آخر الرواية و راودتني نفسي أن أقوم الساعة السادسة صباحـًا من النوم و أفتح الحاسوب وأبدأ في حل المشكلة و أحاول استكمال ما أنهاه أحمد مراد لعلي أصل لحل العقدة دونه هذه المرة ، و ربما كانت نسبة تعاطفي أكبر مع (لبنى) ... مسكينة فعلاً !

ثالثـًا : هناك خيط مفقود ، لم أفهم كيف أو لماذا أو ماذا حدث لمايا ؟

و ايه اللي ودا الفيل الأزرق عندها ؟؟!!

رابعـًا : كنت قد تذمرت من استخدام أحمد مراد لاسم (سارة) في رواية تراب الماس و عديتها بمزاجي .. لكن أن يستخدم اسم صديقتي العزيزة (لبنى) !!

كدا أووووفر =.= !

خامسـًا : و الحق يـُقال ، أسلوب الكاتب تحسن كثيرًا و إن كانت اللغة لم تشهد تغيرًا كبيرًا ، فمن الصعب وجود لغة في قصص الجريمة و دائمـًا سأظل معجبة بخياطته شخصياته ببراعة . تجنب التطويل حتى عرض القضية هذه المرة و ابتعد عن القالب الذي وضع نفسه فيه في الروايتين السابقتين و هو النقد السياسي و المجتمعي من خلال جريمة و جعلها جريمة خاصة هذه المرة و جذبني و حمسني لإكمال الرواية و إن كنت تململت من كثرة التفاصيل و كنت أمر عليها بسرعة أثناء قرائتي . الرواية أمسكت بتلابيبي حتى أنهيها و هذا في حد ذاته نجاح بعدما كنت أنفر من روايته السابقة (تراب الماس) .. أعتقد أن النقد و كثرة التدريب تأتي بثمارها معه حقـًا !

كلمة أخيرة :

كنت قد تجنبت قراءة هذه الرواية حتى أهدأ بعدما وجدت هجومـًا هائلاً على من اعترض على هذه الرواية ؛ حتى لا أقرأها في تحفز و أطلع منها القطط الفاطسة ، لكن هناك الكثير من الصدق فيما قاله المعترضون و هنا حاولت أن آخذ الرواية بمنظور آخر حتى لا أكرر ما قالوه !

التقييم النهائي :

- نجمة على الحياكة البارعة للشخصيات .

- نجمة على معلوماته الطبية الدقيقة .

- نجمة للتشجيع

- فقد نجمة على تيمة القصة و على حلها المشعوذ .

- فقد نجمة على نهاية القصة المفتوحة .

أنتظر الرواية القادمة و أتمنى ألا يكون فيها حديثـًا و لو عابرًا عن الجن و العفاريت ! عايزاك تصالحني يا أحمد و تكتب رواية محبوكة التفاصيل تعتمد على العلم و العقل لا شيء آخر !

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
3 تعليقات