ذائقة الموت > مراجعات رواية ذائقة الموت > مراجعة أنس رجاء أبو سمحان

ذائقة الموت - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

ذائقة الموت

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

اشتريتُ الكتابَ قبل الحربِ بيومينِ، ولم تسعفني الأيام بعدها أن اقرأها. وحِينما هُدِمَ البيت، كانت من الكتب القليلة التي نجت من التمزق والحرق. كُتب لها أنا تبقىَ بعد أن ذاقت الموت.

شرعتُ في القراءة في يومٍ سبتٍ ولم اختمها إلا يوم الخميس، كنت أتكرها بين فترة وأخرى، لم أجد ما يجذبني لأقرأها على مرةٍ واحدة مثلما حَصلَ معي في "يسمعون حسيسها". لن أُجاملَ أبدًا.

وصلتُ الصفحة 150 وأنا لم أجد ما يشدني نحو القراءة، فكرتُ في ترك الراوية لأن الممل كان قد تسربل إلى كياني. لكنني قررت المغامرة وإكمال الرواية.

إنَّ ما يجعل القارئ يستمر في قراءة رواية ما من أولها؛ إما أن تكون الأحداث بدأت التشويق من أول لحظات الرواية، أو أن اللغة والأسلوب كانا رائعًين بحيث يجعلانكَ تكمل الرواية من دونٍ وعيٍ بغض النظر عن قصة الرواية سواء كانت جذابة أو لا. وإلا فإن أي راوية لا تحتمل أي من هاذين الخيارين تعتبر مُجازفة. فأنت لا تعلم هل سيكون هناك تشويق أو لا في أول أو في وسط الرواية.

أولَ ما استرعى انتباهي في الراوية بداية قصة الحب وحينها قد بدأت تتشكل خيوط الحبكة نوعًا ما.

بدأ الكاتب الرواية في مكان مجهولٍ كعالمٍ بعيد أو مكان يقع في أقاصي الدنيا وكانت كل الأماكن والشخوص مجهولة، وقد كان هذا أحد العوامل الجمالية في النص، لكنه حين انتقل بالمكان إلى "الأردن" وظهرت التسميات وارتبطت بحوادث بعينها فقدت الأشياء رمزيتها من وجهة نظري، وتمنيت لو استمرت على حالتها الأولى.

يبدو أيمن العتوم في هذه الرواية وككل روايتهِ –واصفًا– بل ويغوص في التفصيل لإعدادات المكان والشعور. هذا الوصفُ كان رائعًا في حالاتٍ قليلة، ومبتذلًا في مواضعَ أكثر. الأحاديث التي كانت تحصل على لسان الأصدقاء في الرواية أغلبها كذلك كانت أحاديث مبتذلة تمنيتُ لو كانت أقل من هذا المستوى العالي الذي قد لا يحصل أبدًا.

حينما يتكلم العتوم على لسان "واثق" وهو طفلٌ في الخامسةِ حين يسأل أباه أسئلة يستحيل بل مليون مستحيل أن يسألها طفل بهذا العمر لأبيه ويناقشه الآخر فيها كأنه فيلسوف بالغ، هنا كانت المفارقة الكبرى في الرواية. صحيحٌ أن الطفل شاعر، لكن الأسئلة كانت أكبر من مستوى عمرهِ بكثير.

وبالنسبة لنهاية الحبكة فأظنها لم تكن موقفة بل ومخيبة كذلك للقارئ(حسب نوع القارئ) أحيانًا.

أما اللغة والأسلوب السردي فهي قوية محكمة كعادة أيمن العتوم في كل نصوصهِ لكن أعود وأقول بأن الابتذال وتركيزهِ في نقاط مُعينة في النص كانت تفقده روعته.

نجمتين من خمسة على الرواية

وعلى خلاف يسمعون حسيسها التي حصدت أربعة نجوم

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
اضف تعليق