رواية جيدة ، هي أفضل ما قرأته لبراون ، أفضل من لاحقاتها بأشواط ، وأكثر تأدباً .
ولكنني -كقصة- وجدت فيها تعقيداً زائداً أحياناً عن اللزوم ، وكل تلك التفاصيل والمغامرات كان يمكن تفاديها بجعل الرواية أكثر بساطة ، فالبساطة أجمل في بعض الأحيان . وتحتاج إلى تركيز كبير ، فإذا سهوت عن صفحة أو فصل فأنت حتماً بحاجة للعودة إليه حتى تفهم ما بعده . فالرواية كل مترابط لا يمكن اقتطاع أي فصل منها وإلا لن تفهم شيئاً مما يليه.
وهذا ما يضايقني وينقص تقييمي لجميع رواياته ، حبكة معقدة ، وتشويق زائد يشعرانك بالضيق أحياناً، ويجعلانك تشعر كأنك في فيلم أكشن خالي من أي شيء سوى الأكشن ، لا هدوء ولا راحة لا للقارئ ولا حتى للشخصيات التي لا تنام في رواياته إطلاقاً !!
الرواية مليئة بالأحداث غير المتوقعة المثيرة للتعجب ، مع جرعات من التشويق المفرط .
ففي نهاية كل فصل هناك حدث جديد أو جملة تملؤك شوقاً لقراءة الفصل التالي .
قدرة براون على خلط الحقائق بالخيال مذهلة، فكثيراً ما يعرض وصفاً لوقائع أو شخصيات أو حقائق تاريخية صحيحة ومن ثم يدمجها مع أحداث غير حقيقية من تأليفه مما يجعلك تتوه بين الحقيقة والخيال، وهذه من نقاط القوة لديه.
وكالعادة مع روايات براون ، فهذه أيضاً تصلح لأن تكون دليلاً سياحياً متكاملاً للأماكن الموصوفة ، فالوصف المستفيض للأماكن والأشكال كثيراً ما أتجاوزه في كل رواياته لأنها تميتني مللاً (السقف والأرضية والأعمدة والطول والعرض والارتفاع وحجم فتحة السقف وتاريخ البناء وأسماء و مصير البنائين ودرجة الحرارة داخل البناء مع نسبة الإضاءة! ) فإذا كان قد اختصر الوصف في هذه الرواية بشكل كبير ، فمابالك بالروايات الأخرى وخاصة دليل الجحيم ، أقصد رواية الجحيم !!
ما أعجبني هو عرضه لحقائق تاريخية مخفية عن الأذهان ، وشرحه لرموز طالما جهلنا معانيها ومقاصدها وأسباب اختلاقها. مع خليط من الدين والتاريخ والعلم والفلسفة .
أسلوب وترجمة جيدين بشكل عام، وحبكة ممتازة ، ولكن في النهاية الرواية لا تخلو من نقاط الضعف كغيرها ، وفي النهاية أيضاً وجدتها..عادية .